بدون تردد

الوجه القبيح

محمد بركات
محمد بركات

فى حرب الإبادة الإسرائيلية البشعة واللا إنسانية التى تقوم بها إسرائيل فى قطاع غزة ورفح، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية البحث عن وسيلة تخفى بها بشاعة موقفها المخزى فى نظر العالم، وتستر بها وجهها القبيح، والذى يزداد قبحًا يومًا بعد يوم، نتيجة انحيازها الكامل لإسرائيل، وصمتها وموافقتها الواضحة والمعلنة على جرائمها وعدوانها الإرهابى واللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى.

وهى فى محاولتها تلك لا تثبت على حال أو رأى،..، فتارة تعلن رفضها التام لقيام نتنياهو باقتحام واجتياح مدينة رفح، وتارة توافق على الاقتحام شريطة تجنب سقوط ضحايا كثيرين، ثم تارة أخرى تعلن تأييدها لعمليات محدودة فى رفح، ثم تصمت وتغض بصرها عن المحارق التى يرتكبها نتنياهو وجيش الاحتلال فى رفح.

ويزداد الموقف الأمريكى فجاجة وهو يعلن أمام العالم كله، عدم احترامه للقانون الدولى وضربه عرض الحائط بالقانون الدولى الإنسانى، وذلك من خلال موقفه المخجل فى الرفض التام لقرارات محكمة العدل الدولية، التى صدرت مؤخرًا تطالب نتنياهو وإسرائيل بوقف حرب الإبادة الشاملة، التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، ووقف عملياتها العسكرية فى رفح فورًا.

ليس هذا فقط بل ازداد الأمر جسامة، بالتصريحات الغاضبة والتهديدات الواضحة، التى صدرت عن المسئولين فى الإدارة الامريكية وأعضاء الكونجرس، تهدد باتخاذ إجراءات وفرض عقوبات على أعضاء المحكمة الدولية،..، وهو ما مثل واقعة بالغة الفجاجة والوقاحة، فى الاستهانة بالمحكمة والقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، تصدر عن الدولة الأكبر فى النظام الدولى القائم حاليًا، والذى بات مهترئا وآيلا للسقوط.

وفى ظل ذلك بات واضحًا وجليًا بصورة لا تقبل الشك، بأن الولايات المتحدة الأمريكية فى حقيقة الأمر، لا ترغب ولاتريد وقف العدوان الإسرائيلى، ولا وقف حرب الإبادة والمذابح والمحارق الدائرة فى غزة ورفح ضد الفلسطينيين،..، بل على العكس من ذلك هى مؤيدة لاستمرار ذلك وشريك كامل فى كل هذا الذى يجرى للأسف،..، ولكنها تحاول جاهدة  البحث عن قناع يقول بغير ذلك.