شىء من الأمل

تفجير الهدنة!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

إعلان نتانياهو بأن العملية العسكرية الإسرائيلية مستمرة فى رفح حتى تحرير الإسرائيليين المحتجزين فى غزة هو بمثابة تفجير لمفاوضات الهدنة التى قال قبل أيام إن إسرائيل عادت إليها مجددا مع حماس.! 

ولا يدعو الأمر للدهشة لأن نتانياهو أعلن العودة إلى مفاوضات الهدنة مضطرا تحت ضغوط عدة، بعضها من أسر المحتجزين الإسرائيليين فى غزة الذين لا يتوقفون عن الخروج للشوارع فى إسرائيل مطالبين بعقد صفقة تمكنهم من استعادة هؤلاء المحتجزبن أحياء، وبعضها من القيادات العسكرية الإسرائيلية التى تبين لها استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة فى غزة وترى أن السبيل لاستعادتهم أحياء هو فقط عبر صفقة مع حماس ترتب هدنة طويلة ما دام فى مقدور قوات الاحتلال الحرب مجددا فيما بعد. 

وهكذا عندما أعلن نتانياهو عودة حكومته للتفاوض حول الهدنة وتبادل الأسرى كان يناور للخلاص من هذه الضغوط التى اقترنت برغبة امريكية  ايضا فى أتمامها لاحتواء الاحتجاجات الجامعية الامريكية المطالبة بوقف الحرب البشعة ضد أهالى  غزة والمستمرة منذ ثمانية أشهر .. وحتى لا تثمر هذه المفاوضات اتفاقا يقضى بوقف مستدام  للقتال فى غزة سارع نتانياهو إلى تفجير فرص نجاحها .. تارة بتقديم ورقة إسرائيلية جديدة للوسطاء تقضى بإعادة التفاوض من البداية .. وتارة أخرى بتعكير جو التفاوض ونشر الأكاذيب عن مصر لإفشاله بشكل ممنهج. 

إن نتانياهو  لا يريد هدنة ولا يرغب فى صفقة، ولا يكترث بإعادة المحتجزين الإسرائيليين فًى غزة، رغم إدراكه أن القضاء على المقاومة المسلحة ًفى القطاع أمر مستحيل ..

إنما هو يريد استمرار الحرب لأطول وقت ممكن ليس فقط من أجل الاستمرار فى الحكم وعدم التعرض للمحاكمة وإنما أيضا  للمضى فى تنفيذ هدفه وهدف كل المتطرفين فى إسرائيل وهو التخلص من الفلسطينيين، سواء بالقتل  من خلال الإبادةَ الجماعية والتجويع الممنهج، أو بالتهجير المخطط أيضا لنسف فرص.

إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التى يزداد فى العالم من يطالبون بها الآن، لذلك لن يتوقف نتانياهو عن المناورة والتلاعب لتفجير أية هدنة مثلما فعل طوال الوقت فى ظل الدعم الأمريكى لإسرائيل الذى زاد رغم ما. قيل عن خلافات واشنطن معه شخصيا! .. سيبتكر نتانياهو أساليب جديدة للمناورة والتلاعب دائما لإطالة أمد الحرب وعداد الشهداء الفلسطينيين يتزايد كل ساعة.