خبير: العلاقات بين القاهرة وبكين تنتقل إلى عصر جديد

الرئيسين عبدالفتاح السيسي والصيني شي جين بينج
الرئيسين عبدالفتاح السيسي والصيني شي جين بينج

أكد الدكتور أحمد السعيد، المتخصص في الشؤون الصينية، أن اللقاءات المتكررة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج، تعكس للعالم مثالًا يحتذى به في العلاقات الدولية، إذ يُبرِزان التفاهم والتعلم المتبادل والدعم المشترك.

وذكر "السعيد"، في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين تشهد تعمقًا وتطورًا إلى مرحلة جديدة خلال زيارة السيسي الرسمية إلى بكين، مشيرًا إلى أن "المرحلة الجديدة" تتمثل في تبني الصين مفهوم "العصر الجديد" الذي يشمل التنمية الشاملة، والكسب المتبادل، وجودة التنمية.

وأشار إلى أن هذه الزيارة الثامنة للسيسي إلى الصين، واللقاء الحادي عشر بين الزعيمين، متوقعًا أن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ الشراكة في إطار العصر الجديد.

وأضاف أن الزيارات المتبادلة تفضي إلى اتفاقيات تعود بالنفع على البلدين وتحقق طموحات الشعبين الصديقين، مؤكدًا أن هذا التعاون يسعى لبناء مصير مشترك في العصر الجديد، وهو ما تدعمه مصر وتسعى لتحقيقه.

وتناول "السعيد" العلاقات المتينة بين الزعيمين، إذ وصف إياها بأنها نموذج للنجاح في ظل التغيرات العالمية الكبيرة، كما أكد أن مصر تمثل في هذا التعاون محيطها الإقليمي والأيديولوجي، فيما تقدم الصين رؤية عالمية لمصير مشترك يتسم بالعدالة والأمان والتقدم الحضاري، داعيةً إلى مبادرات تعزز السلام والأمن وتحترم حقوق الشعوب في عالم جديد يتطلع إلى استقرار وتعاون شامل.

أهمية الزيارة
وخلال تحليله للزيارة الرئاسية المصرية الجارية للصين، أشار الخبير في الشؤون الصينية إلى ثلاث نقاط رئيسية تبرز أهمية هذه الزيارة، في كونها تحتفل بمرور 20 عامًا على إنشاء المنتدى العربي الصيني.

وعلى الرغم من النجاحات التي حققها المنتدى، فإن التغيرات العالمية والأحداث الجارية في الشرق الأوسط تضفي عليه مزيدًا من الأهمية وتزيد من مسؤولياته. يُعد تطور العلاقات العربية الصينية دليلًا على بزوغ عصر جديد متعدد الأقطاب ويُمثل نموذجًا يبعث الأمل في قلوب شعوب العالم.

وعزا أهمية الزيارة أيضًا إلى أن هذا العام يُصادف مرور 10 سنوات على توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، وهي فترة شهدت تطورًا ملحوظًا في الصين في مجالات التنمية والحوكمة والإدارة والتحديث.

ولفت إلى أن مصر تسعى للاستفادة من هذه التجربة الصينية في بناء جمهوريتها الجديدة التي أعلن عنها الرئيس السيسي، كما أن التاريخ العريق والحضارة الذي يتمتع به البلدان، يفرض عليهما مسؤولية مشتركة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط والمساهمة في حماية الشعب الفلسطيني.

دعم القضية الفلسطينية
وتناول الخبير في الشؤون الصينية، الوضع الحرج في غزة والعدالة المفقودة فيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة وسكانها.

وفيما يخص الدور الصيني في النزاع بغزة، أكد الخبير بالشؤون الصينية أن بكين لطالما كانت داعمة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، في المقابل ينظر العالم العربي إلى الصين كقوة عظمى مؤثرة وصديقة مقربة تدعم الضعفاء، وتعمل على إنهاء الهيمنة العالمية للقطب الواحد، وتعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المحورية عالميًا.

وأضاف أن الأمل منعقد على دور صيني أكبر في القضية الفلسطينية، ويعتقد أن هذه الزيارة التاريخية تأتي في وقت حرج مع التغيرات العالمية الكبرى، حيث يحتاج العالم إلى الضمير الصيني ومبادراته؛ لتحقيق تنمية مستدامة تضمن مستقبلًا مشتركًا وسلامًا عالميًا.

وختم الخبير حديثه بالتأكيد على أن مصر والصين، بفضل توافقهما في الرؤية والموقف، قادرتان على القيام بالكثير، وأن هذه الزيارة ستعزز الدعم الصيني لجهود السلام في المنطقة، مما يساهم في تحقيق الأمان لمصر أيضًا.