إسرائيل تسير على خط العزلة.. والاعتراف بدولة فلسطين يلقى قبول العالم

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

«إسرائيل ستصبح أكثر عزلة».. عبارة تبدو أكثر صدقا فلم تأت من بعيد، بل جاءت على لسان أقوى حليف لدولة الاحتلال الإسرائيلي والدعم التاريخي لكل عملياتها العسكرية ذي السمعة السيئة، هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تحدثت عن تلك العزلة، في وقت تلقى فكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبولا عالميا.

خشية أمريكية

ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، الصور الواردة بعد الضربة الإسرائيلية في رفح الفلسطينية والتي راح ضحيتها أكثر من 45 نازحا فلسطيينا حرقا في خيامهم بأنها "تفطر القلب ومفجعة".

وقال جون كيربي، "هناك خشية حقيقية من أن تصبح إسرائيل أكثر عزلة بسبب الطريقة التي تدير بها عملياتها، ولم نر حتى الآن أي خطة لتوفير الأمن والحماية للمدنيين الفلسطينيين"، مضيفا، "أنَّ واشنطن تعارض فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، بسبب سعيها لإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين".

وأكد أن الغارة الإسرائيلية في رفح الفلسطينية أدت إلى مقتل عشرات من الأبرياء بينهم أطفال، وتواصلنا مع الجيش الإسرائيلي للحصول على المزيد من المعلومات عن هجوم رفح الفلسطينية".

طلب اعتقال نتنياهو

وقبل نحو أسبوعين، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية  كريم خان، إصدار أوامر باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركانه يواف جالانت، مؤكدا أن هناك أدلة كثيرة جمعها وقام بفحصها منذ هجمات السابع من أكتوبر على قطاع غزة، وترسخ لديه قناعة بمسؤوليتهما عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أراضي دولة فلسطين.

ومن المنتظر أن تؤدي تلك الخطوة إلى زيادة عزلة إسرائيل دوليًا، وهو الأمر الذي سيزيد الضغط على إدارة بايدن لمواصلة الضغط على نتنياهو؛ من أجل وقف الحرب في غزة، حيث تعتبر تلك المرة الأولى التي يتم فيها إصدار أوامر اعتقال ضد حليف رئيسي للولايات المتحدة، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي. 

ولذلك عارضت إدارة بايدن تلك الخطوة، بل وأبلغت مسؤولي المحكمة، بأنهم ليس لديهم اختصاص للتحقيق في الحرب على غزة، وكعادتها لم تجد إسرائيل أمام هذا القرار سوى تهديد السلطة الفلسطينية بحرمانها واتخاذ إجراءات عقابية ضدها لو صدرت مذكرات اعتقال بحق قادتهم.

العزلة تتزايد

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ذكرت في تقرير لها "أن عزلة إسرائيل تتزايد، بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على مواصلة العدوان الوحشي على قطاع غزة، ورفض حل الدولتين"، مضيفة "أن الحرب على غزة هيمنت على القمة العربية في البحرين الأخيرة، والتي عكست تحولات كبيرة في المنطقة، حيث تريد الجامعة العربية المزيد من التكامل الإقليمي للدول العربية، مشيرة إلى "أن إسرائيل أصبحت الآن معزولة بسبب العدوان على غزة".

وأضافت الصحيفة العبرية، "أن روسيا والصين، اللذين يحظيان بعلاقات جيدة مع دول الشرق الأوسط، يدعوان إلى وقف إطلاق النار في غزة، ويؤيدان حل الدولتين، وهو ما يتعارض مع رؤية حكومة نتنياهو، ويعزز عزلة إسرائيل على الساحة الدولية"، لافتة إلى أن الدول التي دعمت الاحتلال في بداية العدوان على غزة، بدأت الآن تشعر بالقلق أيضًا حيال عجز إسرائيل على هزيمة حماس أو ردع حزب الله.

إقامة الدولة الفلسطينية

وقال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور أسامة شعث، في تصريحات نقلتها "قناة القاهرة الإخبارية"، "إن أهمية اعتراف دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين يعكس زيادة الاصطفاف الدولي إلى جانب الحقوق الفلسطينية، بتقرير المصير والاستقلال السياسي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدودها المقررة في الأمم المتحدة".

وأضاف، "شعث"، "إن اعتراف هذه الدول، تحديدًا إسبانيا والنرويج وأيرلندا، له دلالات عديدة تساهم وتدعم الاعتراف بدولة فلسطين، من حيث مكانة تلك الدول وأهميتها، باعتبارها دول وازنة ومؤثرة في أوروبا الغربية"، مشيرا إلى أن الدول الغربية لم يعد بمقدورها أن تستمر في دفع ثمن الصراعات والحروب في المنطقة العربية، التي تعد قضية فلسطين هي المسبب الرئيسى فيها".

وندد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد،  بخطورة اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا، بالدولة الفلسطينية، وقال، عبر حسابه على منصة "إكس"، إن "قرار النرويج وإسبانيا وأيرلندا بالاعتراف بدولة فلسطينية مخزٍ، لكنه ليس نتيجة أزمة بل نتيجة فشل سياسي غير مسبوق".

ألمانيا على الطريق

 وتأتي ألمانيا من بين الدول التي تعلو فيها أصوات سياسية تدعو للاعتراف بدولة فلسطين، لتحذو حذو الدول الثلاث، وعقب الاعتراف بدولة فلسطين، والمخطط إعلانه قريبا، طالبت المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو حزب المستشار الألماني أولاف شولتس، بالاعتراف بدولة فلسطين، بحسب صحيفة "شتيرن" الألمانية.

ورحّبت مصر بقرار كل من النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة مقدرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال لقائه نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أمس الثلاثاء، إن أهمية اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية، يعد نصرةً لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في العيش بكرامة وحرية في دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".