الأعلى للآثار: 32 مليون جنيه تكلفة ترميم مسجد الطنبغا المارداني

 مسجد الطنبغا المارداني
مسجد الطنبغا المارداني

أعلن المجلس الأعلى للآثار عن استكمال مرحلة الترميم الثانية لمسجد الطنبغا المارداني في منطقة الدرب الأحمر بعد إغلاق دام 6 سنوات للترميم، بتكلفة إجمالية تصل إلى 32 مليون جنيه.

حضر الحفل مجموعة من قادة الآثار بقيادة الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أحمد غنيم، مدير المتحف القومي للحضارة، إلى جانب مجموعة من السفراء وقادة وزارة الأوقاف.

أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن ترميم المسجد تم بطريقة علمية على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن تكلفة ترميم المرحلة الثانية وصلت إلى 32 مليون جنيه. 

وفي المؤتمر الصحفي لافتتاح المسجد، أشار إلى خطة لترميم مجموعة من المساجد الأخرى باستخدام الطرق العلمية المتعارف عليها.

يتميز مسجد الطنبغا المارداني بطرازه الفريد والعمارة المملوكية، مما يجعله واحدًا من أجمل المساجد الأثرية في القاهرة. تم بناؤه عام 740 هجريًّا - 1339 ميلاديًّا بواسطة الأمير الطنبغا عبدالله المارداني الساقي، ويُعتبر مسجلًا في عداد الآثار الإسلامية والقبطية.

يقول محمود شاهين مدير منطقة آثار باب الوزير، إن جامع طنبغا المارداني، يحوي عدد كبير من الأعمدة الأثرية التي استخدمت عملية بناء وتأسيس المسجد، يبلغ عددها 70 عمودًا.

والمسجد يعتبر متحفًا مفتوحًا للأعمدة من كل العصور، حيث يوجد به أعمدة من العصر الفرعوني وعلى أحدها كتابات هيلوغليفية، وأعمدة من العصر البطلمي، وأعمدة ذات تيجان كورنثية، وعدد كبير من الأعمدة متنوعة الأشكال من مختلف العصور.

وعن سبب هذا التنوع، يقول محمود شاهين إنه كان من العادة في هذه العصور هو إعادة تدوير الخامات من المباني القديمة، وخصيصًا الخامات النادرة مثل الرخام والجرانيت وغيرها، وظاهرة استجلاب الأعمدة من المباني القديمة أو المخربة أحد سمات العصور القديمة بشكل عام.

المُنشئ وتاريخ البناء

ومسجد المارداني بناه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي، والمعروف بالطنبغا المارداني، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان في وظيفة الساقي وهو المسئول عن المائدة السلطانية ويتذوق الطعام قبل أن يتناوله السلطان، وقد كان أميرًا على حلب، ويقال إنه تزوج من إحدى بنات الناصر محمد بن قلاوون، وتم بناء الجامع في عام سنة 740 هـ 1340م، تحت إشراف رئيس المهندسين فى أيام الناصر محمد بن قلاوون، ويدعى ابن السيوفي.

التصميم المعماري والزخارف

ويصف شاهين المسجد قائلًا إنه بني على نمط المساجد الجامعة، حيث يتوسطه صحن سماوي مفتوح، تحيط به أربعة أروقة وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب، وتتوسط الصحن نافورة "ثمانية الأضلاع" رخامية، وهي منقولة، وأعمق وأكبر الأروقة هو رواق القبلة، وللمسجد ثلاثة أبواب، الرئيسي منها يقع على شارع التبانة، ويطل الباب الثاني على سكة المارداني، والباب الثالث تم إغلاقه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وكان يطل على شارع آخر يدعى "زقاق المارداني"، وعلى يسار المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات، والزخارف على جانبي المحراب تعتبر غاية في الروعة والجمال وهي من الزخارف المتفردة في مساجد مصر المملوكية، وواجهة الرواق الشمالى مغطاة برخام وباقى أجزاء حائط القبلة مغطى بحليات رخامية دقيقة مطعمة بالصدف.

الترميمات

أشار محمود شاهين إلى أنه عام 1884 م، أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بترميم المسجد إثر الزلزال الذي وقع في هذه الفترة، وقامت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل أول ترميم للمسجد بعد تأسيسه، وشملت الترميمات فوارة المسجد والتي تم نقلها من مسجد مسجد السلطان حسن، وهي تقع في منتصف الصحن، كما تم ترميم قبة رواق القبلة، وكذلك الحجاب الخشبي والذي تم تصنيعه بواسطة لجنة حفظ الآثار العربية، وهو حجاب متفرد في زخارفه وكتاباته.