بـ ..حرية !

الأهلاوية والأولوية

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

فى مظهر حضارى يعكس وعى جماهير الأهلى، أدار المشجعون ظهورهم فى ستاد القاهرة أثناء الاحتفال بالفوز الثانى عشر بكأس أفريقيا، ورددوا هتافات لدعم الشعب الفلسطينى الشقيق فى محنته وحرب الإبادة التى يتعرض لها.

عكست الجماهير حالة عامة رافضة لحرب الإبادة البربرية على الشعب الفلسطينى الأعزل، الذى يتعرض كل يوم لمجزرة تقتل فيها قوات الاحتلال الأطفال والرضع والنساء والعجائز والعالم يقف عاجزاً منزوع الضمير والإنسانية.

كانت الأولوية للأهلوية التعبير عن غضبهم ورفضهم للصلف الإسرائيلى حتى أثناء نشوتهم بالفوز.

جمهور راقٍ عبر عن رأيه بكل أدب وتحضر دون أن يتلفظ بأى لفظ خارج، ودون أن يتحرك أى مشجع من مقعده، ولعلها بادرة طيبة لعودة الجماهير للملاعب، وتدعم القوى الناعمة لمصر، رائدة المنطقة فى القوى الناعمة سواء كان فنا أو رياضة أو أدب.

وبالطبع هذا السلوك ورد الفعل الإيجابى كان سيقوم به جمهور الزمالك إذا ما كان فى نفس الموقف فالجماهير المصرية كلها متحضرة.

الجمهور أصبح أكثر وعيا وقادرا على السيطرة على انفعالاته وغضبه، ويمكنه أن يعبر بطرق مختلفة ليس من بينها العنف أو التلفظ بكلمات جارحة أو خارجة..

وظنى أن ما فعله جمهور الأهلى قد بدد كل التخوفات التى كانت تدور فى أذهان البعض، والتى أخرت عودة الجماهير للملاعب كثيرًا.

وكما أن مؤسسة الأهلى منضبطة ومنظمة وناجحة، فلا يمكن أن يكون جمهور هذا النادى العريق الضاربة جذوره فى أعماق تاريخ الرياضة والبطولات الرياضية غير ذلك، فكل جمهور انعكاس لناديه والعكس.

شكرًا لفريق الأهلى: فرحتنا بكأس أفريقيا للمرة الثانية عشرة، وننتظر السوبر الأفريقى للمرة التاسعة بإذن الله.. وشكرًا لجمهور الأهلى: شرفتونا ورفعتم راسنا.
أهلاوى وافتخر.