بإختصار

عثمان سالم يكتب: عم حارث

عثمان سالم
عثمان سالم

هذا العنوان كافٍ للتعرف على الشخصية.. إنه أيقونة فريق كرة القدم في النادي الأهلي.. ليس مجرد عامل لغرفة الملابس أو ما يسمى بعامل المهمات.. ٤٥ عاما قضاها هذا الرجل فى عمله بحب وانتماء وفخر ـ بكل تأكيد ـ بمصاحبة صناع السعادة فى المسابقات المحلية والقارية والدولية.. أعلن بنفسه انتهاء مهمته مع الفريق عقب حصول النادي على النجمة الثانية عشرة يوم السبت الماضى بعد الفوز على الترجي التونسي في ستاد القاهرة..

ربما لا يكون عم حارث صاحب القرار فهو فى النهاية موظف يخضع لقوانين العمل التي يجب أن يتوقف أمامها أى عامل تعظيم سلام لكن الرجل تخطى السن بسنوات كثر لأسباب كثيرة ربما أهمها الطريقة التي يتعامل بها في مهنته فهو ـ كما أسلفت ـ ليس مجرد عامل مهمات لكنه محب ومخلص لهذا الكيان ولهذا استحق هذه السنوات الإضافية ليكون بجانب أحبابه حتى ولو بدون مقابل وإن كان هذا لن يحدث.. وفي تصوري أنه كان يريد البقاء حتى نهاية العمر لكن العمل يحتاج لسواعد قوية تساعد في العمل يتحمل تبعاتها من نقل الملابس للغسالة وحمل الكرات إلى داخل الملعب ثم تجميعها بعد انتهاء المباريات والتدريب..

عم حارث رجل خفيف الظل وصديق للاعبين وقد عايش الكثير من الأجيال فقد كان موجوداً مع الخطيب في الملاعب واستمر حتى عايشه رئيسًا للنادي..

وكان الكابتن أحمد شوبير الإعلامي الكبير وحارس النادي والمنتخب السابق يتدرب على قدميه.. بمعنى أن الحارس كان يطلب منه التسديد عليه بعد انتهاء المران الأساسي..

وربما، بل بالتأكيد داعب الكثيرين من اللاعبين في مختلف الخطوط حتى وهو يعيد الكرة إلى الملعب أو عندما تبعد لأقصى نقطة فيعيدها للاعبين..

عم حارث كان اكتشاف البرتغالي الداهية مانويل جوزيه وأحبه الرجل كثيرًا وكان يتعامل معه بكل إنسانية.. ومن المؤكد أن «العامل» هو من فرض حبه على المدير الفني الذي لا يتعامل بالعواطف..

وأذكر أنني كنت فى صحبة الأهلي في إحدى رحلاته الأفريقية وشاهدني أمشي حول الملعب طوال فترة التدريب دون انقطاع وإذا به يداعبني ويقول إنه سوف يحجز لي مكانا في التشكيل!! هذا النوع من العاملين المخلصين نموذج نفتقده كثيراً في كل المواقع والأعمال.. كل التمنيات بالصحة والعافية لعم حارث أيقونة الأهلي.