صواريخ المقاومة تقصف تل أبيب

احتفالات بأسر جنود في غزة.. وتل أبيب تنفي

صورة من فيديو القسام الأخير
صورة من فيديو القسام الأخير

أعلنت كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكرى لحركة المقاومة الفلسطينية حماس) قصف تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة أمس «ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين». ودوت صفارات الإنذار فى أكثر من 20 مدينة وبلدة مثل كفار سابا وهرتسليا ورعنانا شمال ووسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى.

فى المقابل، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن تل أبيب قصفت من مدينة رفح جنوبى غزة. وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن تل أبيب الكبرى لم تتعرض للقصف من غزة منذ نحو 4 أشهر، موضحة أنه تم اعتراض 10 صواريخ على الأقل وأصيب إسرائيلى فى مدينة هرتسليا نتيجة سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة وسط ترقب لحدوث اضطراب فى مواعيد رحلات الطيران فى تل أبيب جراء إطلاق رشقات صاروخية من غزة. 

فى الوقت نفسه، خرجت مسيرات فى مدن وبلدات بالضفة الغربية المحتلة وكذلك بالأردن ومخيمات فلسطينية فى لبنان، احتفالا بإعلان أبو عبيدة الناطق العسكرى باسم كتائب القسام أسر جنود إسرائيليين فى غزة. وأعلن أبو عبيدة، أمس، عن أسر وقتل وجرح جنود إسرائيليين خلال عملية مركبة عصر أمس الأول شمال قطاع غزة حيث استدرجوا قوة إسرائيلية لأحد الأنفاق بمخيم جباليا. وقال أبو عبيدة، فى كلمة مصورة بعد منتصف الليل، إن مقاتلى «كتائب القسام» الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أوقعوا أفراد القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير واستولوا على عتادهم العسكرى. وهذه هى المرة الأولى التى تعلن فيها كتائب القسام أسر جنود إسرائيليين فى غزة منذ معركة طوفان الأقصى التى أطلقتها المقاومة الفلسطينية فى 7 أكتوبر الماضي. وحفلت منصات التواصل الاجتماعى بتعليقات تحتفى بالخطاب الـ27 لأبو عبيدة. ولكن هذا الإعلان لم يكن كل شيء فى جعبة القسام، فبعد إعلان «أبو عبيدة» نشرت الكتائب فيديو آخر يظهر جر ما يبدو أنه جندى إسرائيلى داخل نفق، واختتمت القسام المقطع بعبارة «هذا ما سمح بنشره وللحديث بقية». ومع إعلان «أبو عبيدة» ونشر كتائب القسام للمقطع سارع الجيش الإسرائيلى إلى نفى الخبر، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى «نوضح أنه لا يوجد حادث لاختطاف جندي». وسخر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى من العبارة التى كان يقولها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وبعض وزرائه بأن الضغط العسكرى سيساعد فى تحرير الأسرى، ولكن ما حدث هو العكس وإذ بعدد الأسرى يزداد بعد 8 أشهر من العدوان. ولفت متابعون الانتباه إلى بعض الملاحظات التى ظهرت فى الفيديو والمتعلقة بالجندى الإسرائيلى بالقول إن «بنطال الجندى المسحول ليس بنطال عسكري، وإنما هو بنطال شبه مدنى، وكذلك الحذاء ليس حذاء لواء المظليين (البنى ذو الرقبة الطويلة)، وليس حذاء يتبع لمقاتلين من لواء آخر». وأضاف أحدهم أنه لا توجد وحدة عسكرية تضع كواتم صوت على أسلحة مقاتليها فى قلب ميدان القتال، ومع نفى المتحدث باسم جيش العدو أن يكون أى من جنودهم مختطفين، فإنه من المرجح أن الوحدة لا تتبع للجيش، وإنما وحدة تتبع للشاباك أو وحدة خاصة أخرى. وتفاعل مدونون مع الصورة التى ظهر فيها المقاتل القسامى، وهو يجر جنديًا إسرائيليًا بكامل عتاده، واستشهدوا بأجزاء من أنشودة أناديكم لأحمد قعبور «أناديكم أشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم وأقول أفديكم». وسخر ناشطون من نفى الجيش الإسرائيلى لاختطاف أى جندى إسرائيلى فى غزة، وأعادوا نشر نفى سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة بعد إعلان الملثم خبر الجندى شاؤول آرون عام 2014، لتعترف تل أبيب بعد يومين بعملية أسر آرون، وأشاروا إلى أن التاريخ يعيد نفسه، وأن إسرائيل سوف تعلن عن عملية الأسر الجديدة للمقاومة، ولن تستطيع إخفاء الأمر. وطرح آخرون سؤلًا ساخرًا بالقول «الآن يبقى السؤال نتنياهو سيسعى ليعيد أسرى 2014 أم أسرى 7 أكتوبر أم أسرى 25 مايو؟». فى سياق متصل، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أمس إصابة قائد كتيبة فى الجيش -وهو نجل وزير الإسكان الإسرائيلى السابق آفى إيتام- برصاص قناص فى جباليا، فى حين تواصل قوات الاحتلال غاراتها على مناطق عدة فى قطاع غزة، فيما استهدفت المقاومة قوات الاحتلال فى جباليا وبيت لاهيا. وأوضحت الإذاعة أن المقدم إيتمار إيتام الرائد فى لواء بيسلماخ أصيب أمس الأول بجراح متوسطة خلال اشتباك بجباليا. من جانبها، قالت صحيفة معاريف إن إيتمار أصيب بنيران قناص، وتم نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية له، وأوضحت أنه يشغل منصب قائد كتيبة 6282 احتياط فى لواء بيسلماخ. وبذلك، ارتفع عدد مصابى الجيش الإسرائيلى المعلن إلى 3591 منذ بداية الحرب على غزة فى 7 أكتوبر2023. ويبلغ العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلى 634، منهم 282 منذ بداية العملية البرية، وفق بيانات الجيش الذى يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه. من جهتها، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت قوات إسرائيلية متوغلة فى حى القصاصيب بمخيم جباليا بقذائف الهاون.