كيف تستفيد مصر من أساليب الري الحديثة ؟| خاص

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة استخدام الوسائل العملية الحديثة، لزيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية المختلفة بالتوازي مع الاستفادة من نظم الري الحديثة لتقليل استهلاك المياه في المشروعات.

وقال الرئيس السيسي – في كلمته خلال افتتاح عددا من المشروعات التنموية بجنوب الوادي أمس السبت - إن الدولة تعمل على زيادة حجم الإنتاج في المشروعات الزراعية، مشيدا بالنجاح في زيادة إنتاجية الفدان من محصول القمح إلى 25 إردبا للفدان الواحد بزيادة 5 أرادب عن معدلات الإنتاج العادية للفدان الواحد، موضحا أن حجم تلك الزيادة في مساحة تبلغ نصف مليون فدان تصل إلى 2.5 مليون إردب أي حوالي مليون طن قمح.

وأضاف أن تنفيذ الأعمال داخل مشروعات الخدمة الوطنية سواء في جنوب الوادي أو في «مستقبل مصر» لم تصل إلى 25 إردبا للفدان، مبينا أن أي كمية فوق الـ20 إردبا تعتبرا مكسبا، لأنه يتم زراعتها في نفس الأرض والمياه وبذات الجهد.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي، إن التكلفة المرتفعة للمشروعات الزراعية الحالية تعود بشكل أساسي إلى أنه يتم القيام بها دفعة واحدة وبشكل متكامل، مشيرا في هذا الإطار إلى أن تنفيذ منطقة الدلتا وشبكتها الزراعية تم على مدار 150 أو 200 عامًا سواء من ناحية شق طرق أو توصيل شبكات الكهرباء وشق الترع والمصارف.

اقرأ أيضا: أستاذ إدارة الأراضي والمياه: الرئيس السيسي نجح في إحياء مشروع توشكى

زيادة إنتاجية الفدان من القمح

وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة الاهتمام بزيادة إنتاجية الفدان من القمح، مضيفا: أنه ليس من المقبول أن يتم زراعة مليون فدان للحصول منها على إنتاجية بمقدار 2.5 مليون طن قمح في الوقت الذي استطيع فيه تحقيق إنتاجية تبلغ 3.5 مليون طن قمح، بدون زيادة في الأرض أو كميات المياه المستخدمة في الري أو العمالة.

ووجه الرئيس السيسي وزارة الزراعة، بضرورة الاهتمام بتجربة شركة «مودرن فارمنج» للاستثمار الزراعي، داعيا إلى الاستفادة من تجربة الشركة في مشروعات بني سويف والمنيا والـ450 ألف فدان في سيناء.

كما دعا الرئيس السيسي، المستثمرين للمشاركة مع الدولة في تنفيذ المشروعات بما يحقق إنتاجية أكبر بنفس كميات المياه المستخدمة للحصول على أكبر إنتاجية من الفدان.

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة المحافظة على كميات المياه خلال الزراعة عن طريق استخدام أقل كمية مياه ممكنة لتوفير أكبر إنتاج للمحاصيل الزراعية، مشيرا إلى وجود نباتات تحتاج كميات قليلة جدا من المياه ولديها القدرة على تحمل درجات الحرارة والملوحة وطبيعة الأرض الصعبة. 

الاستفادة من المياه وعدم فقدها

ولفت الرئيس السيسي إلى أن الهدف من تنفيذ محطات المعالجة الزراعية، سواء كانت في «المحسمة» و«بحر البقر» ومحطة الدلتا الجديدة، هو الاستفادة من المياه وعدم فقدها، مؤكدا أهمية استخدام التكنولوجيا والعلم في زراعة كميات كبيرة من المحاصيل عبر استخدام مياه أقل في الري.

وأكد أن محطات البحوث الخاصة بوزارة الزراعة لها نجاحات كبيرة جدا في مسألة البذور لكن هناك فارق بين الحديث عن نطاق 100 فدان وألف فدان ونطاق 200 أو 300 ألف فدان. 

التوسع في استخدام أساليب الري الحديثة

«بوابة أخبار اليوم»، تواصلت مع الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، حيث أكد أن مفهوم مصطلح  الري الحديث وهو استخدام أقل كمية من المياه في الري والزراعة، وذلك من أجل ترشيد المياه فالري أنواع منها الري بالغمر والري بالتنقيط والري الحديث.

 

استخدام الري الحديث

وعن أهمية التوسع في استخدام الري الحديث قال شراقي، إن الري الحديث مستخدم بالفعل في كل الأراضي الحديثة مثل مشروع توشكى ومشروع الدلتا الجديدة فكل هذا يتم بالري الحديث.

وعن كيفية مساهمة الري الحديث في زيادة رقعة المساحة الزراعية المزروعة أوضح شراقي، أن كل قطرة مياه يتم توفيرها تستخدم في ري أراضي جديدة.

استخدام الري الحديث في زراعة الأرز

أما عن استخدام الري الحديث في زراعة الأرز، فأكد شراقي، أن هناك جهود تبذل لاستخدام الري الحديث في كل المزروعات، لكن هناك بعض المحاصيل التي لا ينطبق معها الري الحديث مثل زراعة الأرز وزراعة القطن وزراعة قصب السكر فيتم الري بالغمر، أما عن رؤيته المستقبلية لسد النهضة، ذكر شراقي أن سد النهضة قد ساهم في استعجال استخدام الري الحديث وهو ما جعل الدولة تسعي دائما في تطور مياه الري.

التوعية بترشيد استهلاك المياه ضرورة

وعن بعض العادات المصرية مثل رش الشوارع بالمياه وغسيل السيارات قال شراقي، إنه لا بد من عملية ترشيد المياه والاستهلاك فلا بد من حملة للتوعية بذلك ولكن قبل أن نوعي الناس بأهمية الترشيد، لا بد أن ننظر إلى المصالح الحكومية لا بد من مراعاة السباكة جيدا داخل المصالح الحكومية وداخل البيوت من أجل ترشيد المياه .

واستكمل شراقي حديثه أن هناك محاصيل يمكن التقليل في زراعتها مثل قص السكر الذي يمكن أن يحل محله زراعة بنجر السكر والتوسع في زراعته فبنجر السكر يستهلك كمية مياه اقل ويعطي نفس الناتج من السكر ومن جودة السكر.

وأشار شراقي، إلى أن80% من المياه تستهلك في الزراعة بحوالي تقريبا 70 مليار متر مكعب، وحوالي تقريبا 11 مليار متر مكعب يستخدم في الشرب.

 

زيادة الإنتاج الزراعي

وحول طريقة زيادة الإنتاج الزراعي، أوضح شراقي أهمية التوسع في استخدام الصوب الزراعية، وهو نوع من الزراعة يحتل مساحة زراعية صغيرة وينتج كميات كبيرة من الإنتاج الزراعي ويستهلك كمية مياه أقل.

وأوضح شراقي إن تحليه مياه البحر هي التي تستخدم في المدن الجديدة أما معالجة مياه الصرف الزراعي هي التي تستخدم في الزراعة والري.

تعانى مصر من فجوة بين الموارد المائية والاستخدامات الحالية تقدر بنحو 20 مليار متر مكعب سنوياً، خاصة في الزراعة التي تستهلك 82٪ من حصة مصر من المياه، وتعمل وزارة الرى على سد احتياجاتها باستخدام مياه الصرف الزراعى والصحى والمياه الجوفية الضحلة، وتحلية مياه البحر.

وتبلغ المساحة الزراعية في مصر ما يقرب من 10 مليون فدان تروى بالغمر، وتهدف الحكومة لتطوير الري في مليون فدان خلال العام الحالي، في خطة طموحة لتطوير الري في أربعة مليون فدان خلال الفترة الحالية، وتصل نسبة الأراضي التي تروى بالري الحديث فى مصر لنحو مليون فدان، تمثل 10% من إجمالي المساحة المروية.