علي ربيع .. هل انتهى زمن كوميديا الإيفيه ؟

على ربيع
على ربيع

أحمد‭ ‬إبراهيم

شهدت دور العرض خلال موسم عيد الفطر، إقبالا كبير من الجمهور، حيث قدم خلال الموسم عدد جيد من الأعمال السينمائية، وكان ضمن علامات الاستفهام هو إقبال الجمهور على الأفلام الكوميدية، خاصة فيلم “فاصل من اللحظات اللذيذة”، الذي شارك في بطولته هشام ماجد وهنا الزاهد، وفيلم “أسود ملون” لبيومي فؤاد، وأيضا فيلم “شقو” الذي ضم بعض الخطوط الكوميدية، لكن بالرغم من ذلك، كان هناك فيلم كوميدي هو فيلم “ع الماشي” بطولة علي ربيع، والذي فشل تماما في تحقيق إيرادات جيدة، سواء في مصر أو دول الخليج، رغم أن ربيع في تجاربه السابقة تمكن من تصدر شباك التذاكر في دول الخليج، قبل أن يتذيل فيلمه “ع الماشي” ماراثون أفلام عيد الفطر.

نفس الأمر حدث مع علي ربيع في عيد الفطر العام الماضي، فلم يحقق فيلم “بعد الشر” النجاح المرجو منه، ومن قبله فيلم “زومبي” عام 2022، حيث شهدت أفلام ربيع تراجعا خلال الفترة الأخيرة على مستوى الإيرادات، فلم يعد يحقق نفس النجاحات السابقة، خاصة إن الكوميديا التي يقدمها تعتمد على الإيفيه، وكان آخر فيلم حقق نجاحا جماهيريا ملموسا لربيع، “الخطة العايمة”، الذي شارك في بطولته مع غادة عادل وعمرو عبد الجليل ومحمد عبد الرحمن، وعرض عام 2020. 

يقول الناقد طارق الشناوي عن أسباب تراجع علي ربيع مقارنة بنجوم الكوميديا الآخرين: “ربيع فنان جيد عكس ما يقال أحيانا عنه، والدليل أنه أثبت نفسه أكثر من مرة من خلال أعمال فنية متنوعة درامية أو سينمائية وحقق إيرادات جيدة للغاية في العديد من الأفلام التي كان يقوم ببطولتها منفردا، وهو أمر لا شك فيه”.

ويضيف الشناوي: “في بداية مشواره السينمائي، قدم ربيع أفلام جيدة، مثل (حسن وبقلظ)، في بطولة مشتركة مع كريم فهمي، وتعددت الفرص بعدها في أفلام مثل (خير وبركة) و(الخطة العايمة) و(زومبي) و(بعد الشر)، وهو ما حقق له شهرة واسعة، جعلته يتصدر شباك التذاكر بدول الخليج وليس مصر فقط، وهو دليل أنه يمتلك موهبة، خاصة أن الوطن العربي بحاجة شديدة لظهور نجم كوميدي يحمل الراية بعد اختفاء وضعف أعمال محمد سعد أو أحمد حلمي وغيرهم، وهنا يمكن لربيع أن يصبح نجم بمعنى الكلمة”.

ويستكمل الشناوي: “ما ينقص ربيع هو اختيار أعماله الفنية بدقة شديدة، بالإضافة إلى اختيار مخرج للعمل يكون له خبرة كبيرة، ومؤلف مميز، ويهتم بكل عناصر العمل بعد ذلك”.

ويصف الشناوي سبب تراجع فيلم “ع الماشي” قائلا: “الفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي فانتازي عن شاب يدعى (هادي) يواجه أزمة صحية في حياته، تجبره على المشي دائما، وتبقى حياته في خطر شديد إذا توقف للحظة واحدة، وهنا كانت الكوميديا، لكن بعد تلك الأحداث يفتقد الفيلم للكوميديا، ولا يتمكن المؤلف من خلق مواقف كوميدية جديدة، لذلك تراجع ربيع ما هو إلا أزمة اختيار، وليست رغبة من الجمهور في كوميديا مختلفة عن تلك التي يقدمها ربيع”.

الناقد أحمد سعد الدين يعلق على تراجع ربيع سينمائيا بالقول: “الكوميديا التي يقدمها علي ربيع، هي كوميديا الإيفيه، وهو نوع من الكوميديا لا يصلح إطلاقا في السينما، فقد ينجح مع الارتجال المسرحي، وهو ما حدث بالفعل بـ(تياترو مصر) ثم (مسرح مصر)، وكان سببا في شهرة صناعه”.

ويضيف سعد الدين: “ربيع لا يريد التقيد بنص أو سيناريو، بل يريد أن يبدع بنفسه الموقف الكوميدي، وهو ما لا يمكن أن يحدث في السينما والدراما، فهناك نصوص ثابتة، لا مجال بها للارتجال، لذلك من الصعب أن نرى عمل ناجح لربيع على الشاشة، وهنا السؤال: (هل يمكن لأحد أن يتذكر اسم فيلم أو أثنين له؟)، أنا متأكد أنه لن يستطيع أحد الإجابة على هذا السؤال، لأنه يعتمد على أفلام لحظية يتم طرحها بأجازة العيد من أجل جمع إيرادات، ثم يختفي فور إنتهاء الأجازة، وهو ما يحدث كل عام “.

وانهى سعد الدين كلامه “ بالقول على على ربيع أن يسعى لتقديم اعمال مسرحية اكثر لانه لم نرى فنان تمكن من النجاح بشكل كبير على خشبة المسرح والسينما والدراما سوى عادل امام لأنها معادلة صعبة للغاية “.

أما الناقد محمود قاسم يرى أن كل أبطال “مسرح مصر” لم يتمكنوا من تحقيق أي نجاحات خارج تجاربهم المسرحية باستثناء مصطفى خاطر، مضيفا: “إذا تكلمنا عن الكوميديا التي يقدمها علي ربيع، فهي كوميديا قائمة على التنمر فقط، والسخرية من الغير، وهو بالطبع لا يمكن أن ينجح في السينما بهذه الطريقة، التي قد تصلح مسرحيا، لكن أعتقد أن طريقته في الكوميديا لن تستمر طويلا، لأننا أمام كوميديا ضعيفة”.

ويختتم قاسم حديثه بالقول: “النجاح الذي حققه ربيع في فترة ما بالسينما جاء من قوة دفع نجاحات عروض (مسرح مصر)، وليس نجاح شخصي له، والدليل تراجع أسهمه لدى الجمهور عند توجهه للسينما أو الدراما التليفزيونية، بل وتذيل شباك التذاكر بآخر أفلامه”.  

اقرأ أيضا : ليلى علوي تنتهي من تصوير «جوازة توكسيك»

;