وصلة كلام

هل فشلت المقاطعة؟

نبيل التفاهنى
نبيل التفاهنى

شغلت حملة مقاطعة الاسماك التى بدأتها بورسعيد ولحقت بها تسع محافظات الرأى العام فى مصر وتفاءل الجميع بأن تؤتى ثمارها بل وامتدادها الى سلع اخرى مثل اللحوم والبيض، ومن خلال معايشة على ارض الواقع اقول إن الحملة فى بدايتها هزت بالفعل سوق الاسماك وبدا واضحا تفاعل الناس مع حملة المقاطعة وكانت الأسواق شبه خالية من المستهلكين فى الاسبوع الاول من الحملة، لكن على أرض الواقع من تأثر بالمقاطعة هم صغار الباعة وظلت الحيتان الكبيرة من تجار الجملة وأصحاب المزارع السمكية على موقفها من عدم التنازل عن الاسعار المبالغ فيها لان لديهم القدرة المالية على التحمل والمواجهة وساعدهم على ذلك فئة المقتدرين فى الإقبال على شراء الأسماك بأى سعر، وكان ذلك ضربة موجعة للحملة والهدف المرجو منها بانخفاض الأسعار، بالعكس زادت وتوحشت ولا مبالغة ان الزيادة كانت تطبق كل يوم عن الآخر، حتى صغار الباعة عجز الكثير منهم عن ملاحقة توحش كبار تجار الجملة وأصحاب المزارع، من هنا نجد ان اسباب النكسة السريعة للحملة كان وراءها نوعية من البشر من المستهلكين انفسهم ومافيا كبار التجار لا تشعر بمعاناة الغلابة ولا تعنيهم المقاطعة او ارتفاع الاسعار مهما بلغت والنتيجة ان الامور عادت أسوأ مما كانت عليه قبل المقاطعة فى ارتفاع الأسعار المستمر بلا توقف، ولكن يستوقفنا هنا موقف الدولة وهى تستطيع ان يكون لها دور مؤثر فى حماية المطحونين والدليل اننا تابعنا منذ ايام قليلة ان الدولة حركت الدعوى القضائية ضد سبعة من كبار تجار الدواجن بسبب الاحتكار وتعطيش الاسواق للتحكم فى زيادة الاسعار، والسؤال هنا: وأين تحرك الحكومة تجاه باقى كبار المحتكرين للسلع الاخرى وخاصة السلع الشعبية للسواد الاعظم من الشعب؟ والخلاصة من تجربة المقاطعة الاخيرة انها لم تفشل لكنها افشلت بتكتل مافيا كبار التجار والمقتدرين من المستهلكين ولنجاح اى حملة لابد لها من ظهير حكومى يدعمها فى مراقبة محكمة للاسواق ومن قبلها التصدى بحزم لمافيا كبار المحتكرين لآليات تداول السلع المختلفة بغير ذلك لن تنجح حملات المقاطعة.