سفير هولندا: مصر شريكنا الاقتصادي الرئيسي في شمال أفريقيا | حوار

بيتر موليما سفير المملكة الهولندية في مصر مع الزميلة محررة بوابة أخبار اليوم
بيتر موليما سفير المملكة الهولندية في مصر مع الزميلة محررة بوابة أخبار اليوم

- سياسات مصر في التنمية الاقتصادية جعلتها نموذجاً واعداً

- نعتبر مصر شريكاً تجارياً موثوقاً للتبادل التجاري والاستثماري

- السائح الهولندي يأتي إلى مصر لزيارة المعابد ونهر النيل

- 250 ألف سائح جاءوا من هولندا إلى مصر خلال عام 2022


علاقات ممتدة لسنوات طويلة بين مصر وهولندا كان لها أرضية من التعاون المشترك على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية، حيث كان لهولندا دورًا بارزًا في الإسهام بجهود مصر التنموية، لتصل مستويات التعاون المشترك بين البلدين إلى أعلى مستوياتها مؤخرًا.

ولمزيد من تفاصيل العلاقات بين مصر وهولندا أجرت "بوابة أخبار اليوم" حوارًا مع بيتر موليما سفير المملكة الهولندية في مصر وإلى نص الحوار:

- سعادة السفير نريد أن نعرف تقييمك للعلاقات بين مصر وهولندا الآن؟

أعتقد أن العلاقة بين مصر وهولندا جيدة بشكل عام، واستطيع أن أقول إنها جيدة جدًا وتتحسن مع مرور الوقت، ويمكنني أن أعطيكم بعض الأمثلة على المجالات التي تدعمها البلدين للنهوض بمستوى العلاقات منها على سبيل المثال المجال التجاري والثقافي والاستثماري والسياسي أيضاً، إذ ترتبط هولندا ومصر ارتباطًا قويًا ببعضهما البعض من خلال العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والتنموية والثقافية.

وتفتخر هولندا ومصر بصداقة طويلة الأمد، ما يقرب من 5 عقود من التعاون في قطاع المياه وقطاعات أخرى، وتستمر المشاركة السياسية رفيعة المستوى، مع الزيارات الأخيرة التي قام بها كل من وزير خارجيتنا ورئيس وزرائنا لمصر وهي خير مثال على هذه الصداقة.
 


- ما هو تقييمك للعلاقات التجارية بين مصر وهولندا خلال الفترة الأخيرة؟

في عام 2022 وحده، ازدهرت تجارتنا مع مصر، حيث بلغت الصادرات من هولندا ما يقرب من 2 مليار يورو وواردات 1.5 مليار يورو، وبلغ حجم التجارة في العام الماضي حوالي 3 أو 3.5 مليار يورو بين البلدين، مليارين من هولندا إلى مصر وحوالي 1.5 مليار من مصر إلى هولندا، ونتوقع استمرار نمو حجم الصادرات والواردات بين البلدين، حيث تظل مصر شريكنا الاقتصادي الرئيسي في شمال أفريقيا، وأعتقد أن البلدين لديهما حرص على زيادة التبادل والتعاون فيما بينهما.

- ما تعليقك على القرارات المصرية التي تم تفعيلها مؤخرًا بهدف التنمية الاقتصادية؟ 

سياسات مصر في قطاع التنمية الاقتصادية تغيرت بالفعل لتحسين وضع صرف العملة، وهذا يجعل مصر أكثر جاذبية كنموذج تجاري فعال وواعد، نحن لا نتحدث فقط عن التجارة، بل نتحدث أيضا عن الاستثمارات. 

- وماذا عن الاستثمارات بين البلدين خلال المستقبل القريب؟ 

هولندا ومصر دائماً ما يدعمان مجالات الاستثمار بينهما ونحن نشجع الشركات الهولندية التي تعمل في مجالات مثل الزراعة أو المياه أو شركات تعمل أيضا في مجال المناخ والزراعة أو الطاقة للعمل بنشاط هنا في مصر.

ولدعم ودفع الاستثمارات بين البلدين أذكر دائماً الهيدروجين الأخضر الذي يعد مجالاً مهماً لمصر، فهي  لديها الكثير من الإمكانات في هذا المجال بالذات وترغب هولندا حقاً في العمل معها لتطويره، وأعتقد أيضا أن مجال الطاقة واعداً للاستثمار بين البلدين؛ فمصر لديها إمكانات لذلك وهولندا أيضاً من الممكن أن تدعمها في هذا القطاع ونحن مستعدون لذلك. 

وهولندا تعتبر مصر شريكاً تجارياً موثوقاً فيه للتبادل التجاري والاستثماري معها، وأستطيع أن أقول إن مصر لديها عمالة، وبنية تحتية جيدة، ونظام تعليمي، وهناك أيضا حكومة مستعدة للعمل مع القطاع الخاص؛ لذا فإن كل هذه الأمور مفيدة في الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية الآن، ونأمل أن تستمر في اتخاذها لمواصلة تحسين خطة العمل، وأعتقد أنه يمكننا أن نكون إيجابيين إلى حد ما بشأن إمكانيات النمو الاقتصادي بين البلدين.


- وماذا عن التعاون الثقافي بين مصر وهولندا؟

لمصر نظرة مميزة في هولندا، فإذا سألت شخصاً من هولندا عن مصر فسيقول لديها الأهرامات والمعابد ونهر النيل والشواطئ، وحضارة زاخرة بالثقافة والفنون، وأعتقد أن هناك فنانين من مصر وهولندا من الممكن أن يتعاونوا معاً.


- وماذا عن التعاون السياحي بين البلدين؟ وهل عادت السياحية الهولندية لمصر كما كانت في السابق؟

العلاقات السياحة تزدهر من جديد مع عودة مئات الآلاف من السائحين الهولنديين إلى مصر، حيث يسافر أكثر من 15 ألف مصري إلى هولندا كل عام، ولكن إذا عدت إلى المزارات الأشهر مثل الأهرامات والنيل أعتقد أن هذا هو عامل الجذب الرئيسي لمصر، فهناك 250 ألف سائح جاءوا من هولندا إلى مصر في عام 2022، وأتوقع أن يكون هناك المزيد في عام 2024، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن السياحة في مصر أصبحت متاحة بأسعار رخيصة، والسائحين سيذهبون بشكل أساسي إلى الشواطئ في الغردقة وشرم الشيخ، لكنهم سيأتون أيضًا إلى الإسكندرية وسيأتون إلى القاهرة، وسيسافر بعضهم إلى الأقصر وأسوان.