واحدة من الانتقادات الدائمة التي يتعرض لها مطربي المهرجانات هي استخدامهم لكلمات أغاني غير مناسبة أو هابطة تخل بالذوق العام ومع تزايد عدد مطربي المهرجانات وانتشار أغانيهم التي سيطرت على تريند الأكثر استماعا رغم الانتقادات التي تعرضوا لها كان السبيل الوحيد لتغير نهج أغاني المهرجانات هي مطالبة نقابة الموسيقيين لنجوم المهرجانات بحسن اختيار كلمات الاغاني وإلا يكون المنع هو مصيرهم.
ومع احترام البعض لهذه المطالبات والتركيز في اختيار كلمات الاغاني وسهو البعض عنها واعتذار البعض الآخر استمرت لعبة مطاردة « القط والفأر» بين الأغنية الهابطة والنجوم ولكن يبقى السؤال هل تستمر هذه المطاردة طويلا؟.
في نظرة سريعة للواقع يمكنك أن تتأكد من استمرار هذه المطاردة وبقراءة متعمقة للتاريخ تجد أن هذه المطاردة وتلك الانتقادات ليست بالجديدة فقط سبق نجوم المهرجانات نجوم الزمن الجميل في تقديم كلمات أغاني هابطة.
وتأتي في الصدارة نجوم الزمن الجميل الذين غنوا كلمات أغاني هابطة الفنانة بهية المحلاوية والتي اشتهرت بأغانيها التي حملت كلماتها الكثير من الإحاءات فغنت سنة 1912 أغنية «لابس جبة وقفطان وعملي بتاع نسوان» مع الراقصة شفيقة القبطية وأعاد غنائها الفنان سيد مكاوي فيما بعد.
ورغم صدمة المجتمع في هذه الكلمات إلا أن بهية المحلاوية استمرت في تقديم هذه النوعية من الاغاني والتي حققت نجاح كبير فغنت «هات الإزازة وأقعد لاعبني.. دي المزة طازة والحال عاجبني » ومن بهية إلى الفنانة منيرة المهدية والتي سارت على نهج بهية.
وقدمت عدد من الأغاني الهابطة أبرزها أغنية « بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة.. واقعد معاك على هواك ولا فيش هناك غيرنا وبلاش كتر الخشا» من كلمات يونس القاضي وألحان محمد القصبجي وأغنية «ارخي الستارة اللي في ريحنا» من كلمات يونس القاضي وألحان زكريا أحمد.
وغنت أيضا الفنانة نعيمة المصرية أغنية « تعالى يا شاطر نروح القناطر» من كلمات يونس القاضي وألحان الشيخ زكريا أحمد ولكن الصدمة تظل مع كوكب الشرق أم كلثوم والتي وقعت هي الاخرى في بداياتها في فخ الأغنية الهابطة حينما غنت « أنا الخلاعة والدلاعة مذهبي».
وبسبب إثارة تلك الأغنية للكثير من الجدل رغم انتشارها في المناسبات الاجتماعية وقتها تم تعديل الكلمات لتكون « أنا اللطافة والخفة مذهبي».
إقرأ ايضا: «هعامل عريسي زي ما بعامل الكلب».. جلا هشام الأكثر إثارة للجدل
وكان أيضا للنجوم الرجال نصيب من الأغاني الهابطة وذلك بأغنية «الدنيا سجارة وكاس» والتي غناها موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب سنة 1951 من كلمات الشاعر حسين السيد والتي تعرضت للمنع والمصادرة أكثر من مرة بسبب كلماتها.
كما قدم الفنان سيد درويش أغنية «وأنا مالي» والتي تقول مطلعها « وأنا مالي هي اللي قالتلي.. روح اسكر وتعالى على البهلي.. شربت شوية وبعد شوية.. بعتت لي خدام يندهلي» وبسبب جرأة الكلمات تم إصدار قرار بمنعها لتستنج في النهاية أن مطاردة الأغنية الهابطة لا نهاية لها.
