بـ ..حرية !

سياسة المفرمة

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

ارجوك لاتتسرع عزيزى القارئ، ويجرك خيالك (الجائع) الى اننى اقصد مفرمة اللحمة، لأننى أقصد مفرمة الورق الصغيرة المحمولة التى تستخدم فى فرم الورق، قبل القائه فى سلة المهملات، والتى ظهر مندوب الكيان الإسرائيلى المحتل حاملا اياها فى يده على منصة الأمم المتحدة، متحديا ومستفزا العالم وهو يقوم بفرم أوراق ميثاق الأمم المتحدة ورقة ورقة اعتراضا ورفضا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين عضوية كاملة فى المنظمة، بعد ان كانت تحضر بصفة مراقب!

ورغم أن القرار وافق عليه ١٤٣ دولة - أغلبية ساحقة - إلا انه يظل مجرد حبر على ورق ولن يرق لمرحلة التنفيذ، حيث سيجبر اللوبى الصهيونى أمريكا باستخدام «الفيتو» عند طرح القرار للتصويت فى مجلس الأمن!.. فلم يكتف جلعاد اردان مندوب إسرائيل بالتهديد الذى اطلقه قبل التصويت على القرار حيث حذر من قيام أمريكا بوقف تمويلها للأمم المتحدة إذا تمت الموافقة عليه، بل اراد ان يظهر بلطجة بلاده على العالم، وان اسرائيل لاتخشى أحدا، وانها فى سبيل الاستيلاء على كل أرض فلسطين ويمكنها ان تفرم أجساد الفلسطنيين بالدبابات والمجنزرات والجرافات، ولا أحد فى العالم يمكن ان يعترض على الفرم سواء كان هذا الفرم لورق الميثاق الأممى أو للبنى ادمين.

إسرائيل لاتريد السلام ولا تحبه ولاتستطيع ممارسته، ولولا قوة مصر وقدرتها على حماية (سلامها) لسارعت إسرئيل بفرم اتفاقية كامب ديفيد، ولكنها ذكية ولاتريد ان تذوق الهزيمة مرة اخرى، فمرور ٥٠ عاما على حرب أكتوبر المجيده لم يُنسها مرارة الهزيمة، وهى لا تريد ان تُجرب مرة اخرى.
حل الدولتين هو الطريق الوحيد والأمثل لإقرار السلام ليس لفلسطين فقط ولكن للمنطقة كلها.. والاعتراف بدوله فلسطين هو أول خطوة على هذا الطريق الذى ترفضه إسرائيل.

الكيان الصهيونى يسعى جاهدا الآن لترسيخ مبدأ الأمر الواقع، وبعد أن يعيد احتلال غزة، سيقوم باحتلال منطقة «اريحا»، لينسف اتفاقية «اسلو» بالكامل، ثم سيشن حربه على الضفة الغربية لتفريغها من الفلسطنيين، فقد اختبر العالم مرتين عندما فرم البشر فى غزة ولم يتصد له أحد بل وجد من يسانده، وعندما فرم دستور العالم ولم يعترضه أحد ولم يطلب المجتمعون حتى طرد مندوب قوات الاحتلال من القاعة.. القادم من إسرائيل اسوأ.