فواصل

شركاء النجاح

أسامة عجاج
أسامة عجاج

نحن أمام مرحلة جديدة فى العلاقات بين العالم العربى والصين، بعد أن تحولت أعمال منتدى التعاون الصينى العربى العاشر على مستوى وزراء الخارجية، والذى تبدأ اجتماعاته فى العاصمة بكين نهاية هذا الشهر، إلى التحضير لقمة بين الجانبين، وستتم مناقشة كافة الملفات المطروحة أثناء اجتماعات القادة العرب فى المنامة غداً الخميس، خاصة وأنه لم يمر على القمة الأولى سوى أقل من عامين، حيث استضافتها العاصمة السعودية فى ديسمبر ٢٠٢٢، ويومها وفى البيان الختامى تم النص على (العمل بكل جهد على بناء المجتمع العربى الصينى للمستقبل، نحو العصر الجديد، وضرورة مواصلة التشاور السياسي، ودعمها للقضايا المشتركة فى المحافل الدولية)، وهذا يعكس توافر الإرادة السياسية لبدء شراكة استراتيجية جماعية، فى ظل العديد من العوامل التى تساهم فى إرساء ركائزها، أولها أن بكين لها بالأساس علاقات بهذا المستوى مع عدد من الدول العربية، تصل إلى١٢دولة، بدأتها بمصر وبعدها الجزائر والسعودية والإمارات، وتوالت الدول العربية الأخرى، ثانيها: الوضوح الكامل للسياسة الصينية تجاه المنطقة، وأعلنتها بكين فى الوثيقة التى أصدرتها عام٢٠١٦، بمناسبة أول جولة رئاسية للرئيس الصينى «شى جينبينغ» للمنطقة العربية، والتى حددت ثلاثة مجالات للتعاون فى الطاقة، البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار، وفى مجالات ذات تقنية متقدمة وحديثة، تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية، وعلى المستوى الدبلوماسي، فالصين تلتزم بسياسة عدم التدخل الأجنبى فى الشئون الداخلية للدول العربية، وتدعو إلى حل المنازعات بالطرق السلمية لتأمين الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، بهدف تحقيق التنمية التى تعود بالنفع على الجانبين، ثالثاً: إن الدول العربية منذ زيارة الرئيس الصينى فى يناير٢٠١٦لمقر الجامعة العربية، وطرحه خطة العمل للتعاون الصينى العربى فى بناء (الحزام والطريق)، وبداية مشاركة الدول العربية فى الاجتماعات الخاصة به منذ مايو٢٠١٧، والإعلان التنفيذى العربى الصينى الخاص بذلك، الذى وقعه وزير الخارجية الصينى «وانغ وي»، والأمين العام للجامعة العربية «أحمد أبو الغيط»، فى العاشر من يوليو عام٢٠١٨، بمشاركة مع٢٠دولة عربية، وذلك لتنفيذ٢٠٠مشروع فى مختلف المجالات، وتأكيدهما على أن المبادرة تمثل فرصة واعدة للتعاون والمنفعة المشتركة، والارتقاء بعلاقات الشراكة بين الجانبين، كما وقعت الصين مع تسع دول عربية وثائق تعاون فى إطار الحزام والطريق، وفى مقدمتهم مصر والسعودية، ووقعت أيضاً مع خمس دول أخرى وثائق تعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية، تضم أيضاً مصر والإمارات وغيرهما، بل عمدت بعض الدول العربية المحورية إلى المواءمة بين استراتيجيتها التنموية مع المبادرة، وكانت النتيجة أن الصين تحولت إلى الشريك الأكبر للمنطقة، بحجم وصول التبادل التجارى بين المجموعتين، فى العام الماضى حوالي٣٣٠ مليار دولار.