عاجل

وقفة

السرب

أسامة شلش
أسامة شلش

ما أجمل وأروع أى عمل فنى يجسد الملاحم الوطنية لتسجل أحداثها دراميًا كما عشناها وعايشناها على أرض الواقع، وكم من الأحداث والملاحم، ما سطره أبطالنا من رجال الجيش والشرطة بطولات سنظل نتحاكى بها على مر السنين وعلى رأسها ملاحم العبور وانتصار أكتوبر المجيد.

دعتنى ابنتى د. سارة لحضور عرض الفيلم فى أول يوم عرض وكانت تتشوق لمشاهدته، كمواطنة تعشق مصر، سارعت معها، تمامًا كما حدث معى عندما عرض فيلم الممر، لأشاهد فيلم السرب وهو يجسد بطولة سطرها جيش مصر ثأرًا لشهداء الوطن الـ٢١ من أشقائنا المسيحيين الذين اغتالهم تنظيم داعش الإرهابى «ذبحًا» على شاطئ درنة الليبى، دراما فنية من قصة واقعية تحكى قصة داعش وتلك «التركيبة» الإجرامية التى تجعل من النساء سبايا، بلا عقل، ومن جهلاء «أمراء» للمؤمنين يحكمون بالطاعة العمياء أناسًا «غسلوا» أدمغتهم فصاروا عبيدًا لأفكار هدامة، يسفكون دماء الأبرياء، ويجعلون الجنس واستحلال النساء شريعة لهم، على غير صحيح الدين الذى هو منهم براء.

الجريمة التى وقعت «بذبح» الأبرياء كان لابد لها من ثأر لا يبات ولا يتأخر الأخذ به، فقد كانت مصر بكل أطيافها تغلى لما شاهدت ما حدث، وكان رد الرئيس السيسى حاسمًا وقاطعًا، كان ككل مصرى يغلى الدم فى عروقه، فأعلنها صريحة وبكل وضوح: «لقد أصدرت أوامرى بالثأر فورًا لشهداء الوطن، وجاء الرد قبل أن يشرق فجر اليوم التالى، فقد قامت أسراب مقاتلات القوات الجوية، بمعاونة من المخابرات الحربية وأطقم من القوات الخاصة بـ«دك» معاقل داعش فى ضربة محكمة تم الإعداد لها بإحكام، فسوتها بالأرض وقتلت كل من كان فيها وعادت الأسراب لقواعدها سالمة.

الملاحم البطولية ما أكثرها فى تاريخنا خاصة فى الحقبة الأخيرة، ولقد نجحت الدراما فى تجسيد العديد منها، ولاقت نجاحًا وإقبالًا ومشاهدة فاقت التصور، امتلأت دور العرض والتف الملايين أمام شاشات التليفزيون، ليثبتوا أن تلك النوعية من الأفلام أو المسلسلات التى تحكى «بطولة مصرية» سطرها أبناء مصر الأوفياء، تناسب هواهم.

هذه الملايين تثبت أننا شعب يعشق البطولات، ويقدر ويعظم من يقومون بها.