«قهوتك من مزارعنا» خطوة على الطريق

استمرار تجارب زراعة البن بمحطات البحوث ومطالب بتطبيقها فى مناطق أخرى

نجاح زراعة البن بمركز بحوث البساتين
نجاح زراعة البن بمركز بحوث البساتين

«البن» إحدى السلع المستوردة، التى يزداد استهلاك المصريين منها عامًا بعد الآخر، إذ يصل حجم ما تستورده مصر من البن الى ما يقرب من 77 ألف طن سنويًا.
الأرقام تؤكد ارتفاع قيمة واردات مصر من البن غير المحمص «غير منزوع الكافيين» لتسجل خلال العام الماضى حوالى 170 مليون دولار مقابل 165 مليون دولار خلال 2022.


وتكثف وزارة الزراعة أبحاثها فى بعض محطات البحوث الخاصة بها على مستوى الجمهورية من أجل تجربة زراعة البن فى مصر، وبالفعل بدأت بعض بشائر الخير فى الظهور فى محطة معهد بحوث البساتين بالقناطر الخيرية، إذ تم زراعة بعض أشجار البن وتحقيق إنتاجية جيدة فى تلك الأشجار.
الباحثون سعوا فى هذه التجربة إلى أقلمة الظروف المناخية لزراعة أشجار البن، والتى تتطلب أجواءً معينة من أجل النجاح من بينها أن البن يحتاج إلى مناخ استوائى وتربة حامضية، وبالفعل توافرت تلك الظروف، حيث تم زراعة أشجار البن تحت أشجار المانجو النخيل؛ لتوفير درجة الظل والرطوبة المطلوبة، بالإضافة إلى توفير برامج سمادية ومبيدات معينة، إلى أن تحقق النجاح الأولى وبدأت تلك الاشجار فى الإنتاج بما يصل فى حالة مزيد من التوسع إلى 1.5 طن فى الفدان.
تجارب زراعة البن لا تزال فى أول الطريق، ولا يمكن تعميم الأمر أو اعتباره استغناءً عن الاستيراد، فالطريق لا يزال فى بدايته، والباحثون فى حاجة إلى مزيد من البحث والدراسة من أجل التوصل إلى أفضل الأماكن فى المحافظات التى يمكن من خلالها التوسع فى تلك التجارب.
فى البداية أكد د. سيد خليفة نقيب المهن الزراعية، أن ما تم هو «مجهود بحثى مشكور وكبير»، وشىء إيجابى، إذ إن البحث العلمى دوره هو الوصول إلى نتائج ناجحة أو حتى غير ناجحة، وأوضح أن فكرة زراعة البن فى مصر ليست جديدة، إذ أهدى اليمن مصر منذ ما يقرب من 30 عامًا عددا من شتلات البن وتم توزيعها على محطات البحوث الزراعية لتجربة زراعة المحصول فى مصر. وأشار إلى أن ما تبقى هو مجموعة الأشجار الموجودة فى محطة بحوث البساتين بالقناطر.
وأوضح أن البن من النباتات الاستوائية التى تزرع فى أجواء معينة ويحتاج إلى درجات حرارة عالية ورطوبة كى ينمو ويثمر، لذلك يزرع فى دول مثل اليمن والبرازيل وإثيوبيا. وأضاف أن الأشجار الموجودة فى محطة القناطر زرعت تحت أشجار المانجو والنخيل والأشجار الخشبية لمنح شجر البن الرطوبة والظل المطلوب، إذ يتراوح طول شجر البن بين مترين ومترين ونصف، وأكد أن الفريق البحثى صاحب التجربة لجأ إلى كافة أدوات التطور العلمى المتاحة لديه، وقام بكافة الممارسات الزراعية الصحيحة والبرامج السمادية المطلوبة، وبدأ تجربته منذ عام 2020 .