اللواء د. خالد فودة محافظ جنوب سيناء| التنمية الشاملة فى أرض البطولات السياج الحقيقى لحماية الوطن والمواطن

اللواء د. خالد فودة محافظ جنوب سيناء
اللواء د. خالد فودة محافظ جنوب سيناء

نخوض حرب تعمير لا تقل أهمية عن حرب التحرير 

شرم الشيخ فازت بالإجماع كأفضل وجهة سياحية آمنة فى العالم

ونحن نحتفل بالذكرى الـ 42 لتحرير سيناء تشهد سيناء تنمية شاملة يشهد لها القاصى والدانى، وقد تغير لون الحياة على أرض الفيروز.. بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة مصر، حيث جرت الدماء فى شرايين التنمية فى كل مناحى الحياة فى جنوب سيناء..

وكان لـ «الأخبار» حوار مع اللواء د. خالد فودة محافظ جنوب سيناء الذى أكد أن التنمية الشاملة فى أرض الفيروز هى السياج الحقيقى لحماية الوطن والمواطن وأن الإرادة السياسية تدعم كل خطوات الإصلاح والتغيير والتنمية للمضى نحو المستقبل بقوة وانطلاق .

فى البداية نريد أن نتحدث عما حدث من ثمار «تحرير سيناء»؟ 

نخوض الآن حرب التعمير والتى لا تقل أهمية عن حرب التحرير فبعد استعادة سيناء، كان لزاماً على القيادة المصرية التحرك نحو تنميتها وتغير معالم الحياة بها للأفضل من صحراء تفتقد إلى أقل الخدمات إلى مدنٍ حيوية بها كافة الخدمات ووصول بعضها للعالمية.. ولكن أعمال التنمية لم تكن على المستوى الذى يتمناه كل المصريين، إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى أعطى شرارة البدء فى حرب التعمير وضخ الدماء فى كل شرايين التنمية فى أرض الفيروز، فكانت السنوات التسع الماضية علامة فارقة فى تاريخها. 

ما هى أهم المشروعات التنموية التى تمت على أرض المحافظة؟

مشروعات عديدة تحققت، تجاوزت بها المحافظة سقف الخطط التنموية، وقد كان لسيناء عموماً وجنوبها خصوصاً أولوية لدى القيادة السياسية فى ربطها بالوادى وإحداث نهضة حقيقية، يشعر بها كل مواطن يعيش على أرض الفيروز. 

فقد تمت إعادة هيكلة بنيتها الأساسية كاملة، وكذلك استثمار كامل مواردها، لتوفير المزيد من فرص العمل ودعم جاذبيتها العالمية كمقصد للسياحة المحلية والوافدة، فضلاً عن توفير التنمية المستدامة للارتقاء بالقدرات البشرية لمواطنى سيناء من خلال مشروعاتٍ عديدة فى مختلف المجالات منها: التعليم والصحة والثقافة وغيرها. 

وتم تنفيذ 1738 مشروعاً فى نطاق المحافظة البالغ 131 ألف كيلو متر، بتكلفة إجمالية بلغت 42.5 مليار جنيه شملت 561 لمشروعات الخطة الاستثمارية بتكلفة 1٫583٫830 مليار جنيه و62 مشروعًا فى مجال الصحة بتكلفة 328٫700 مليون جنيه تضمن تطوير ورفع كفاءة 5 مستشفيات و8 وحدات صحية و5 مراكز حضرية و11 نقطة إسعاف، إضافة إلى تطوير ورفع كفاءة المدرسة الثانوية للتمريض وإنشاء مجمع محارق بمدينة طور سيناء، فضلاً عن استفادة نحو 108 آلاف مواطن من مبادرة رئيس الجمهورية بحملة القضاء على فيروس سى.

كيف تشكل الطرق محوراً مهماً فى عمليات التنمية والتعمير؟

نجاح أى دولة فى الاستثمار والسياحة والتجارة والصناعة يُقاس بشبكة الطرق الخاصة بها وهذا ما تسعى إليه الدولة من إنشاء شبكاتٍ كبيرة من الطرق والكبارى بكافة محافظاتها بهدف خلق فرص استثمار جيدة وكان لجنوب سيناء نصيب كبير، حيث بلغت مشروعات الطرق والنقل فيها 58 مشروعاً بتكلفة 11 ملياراً و863 مليون جنيه تضمنت تطوير ورفع كفاءة وازدواج الطريق الدولى شرم/ النفق بطول 334 كيلو مترًا وعرض 68 متراً تشكل 3 حارات فى كل اتجاه وطريق وادى وتير بطول 102 كيلو متر ومشروعات للطرق الخارجية تضمنت: تطوير ورفع كفاءة وترسيم وإعادة رصف طريق طابا- النقب بطول 28 كيلو متراً، وتقوية وتوسعة وتغطية طريق نويبع - طابا بطول 60 كيلو متراً، وتطوير ورفع كفاءة وازدواج طريق دهب - نويبع بطول 75 كيلو متراً، ورفع كفاءة الطرق الداخلية بمدن شرم الشيخ والطور وسانت كاترين ودهب لربط مدن المحافظة ببقية محافظات الجمهورية. 

ما نصيب قطاع التعليم من التنمية ؟

إنه تم إنجاز 285 مشروعاً للتعليم ما قبل الجامعى بتكلفة 386٫300 مليون جنيه و5 مشروعات للتعليم الأزهرى بتكلفة 40 مليوناً و666 ألف جنيه، و3 مشروعات للتعليم الجامعى حققت طفرة غير مسبوقة، بإنشاء جامعة الملك سلمان بتكلفة إجمالية قُدرت بنحو 300 مليون دولار بفروعها بثلاثة مدن بجنوب سيناء منها: 355 فدانًا بالطور و33 فدانًا برأس سدر، فضلا عن 35 فدانًا بمدينة شرم الشيخ وإنشاء فرع لجامعة السويس الحكومية بمدينة أبو رديس يشمل: كليات التربية والآداب والعلوم والتجارة بتكلفة 170 مليون جنيه دعماً لتعليم أبناء المحافظة خاصة الفتيات، التى تحول التقاليد دون ابتعادهن عن أسرهن للالتحاق بجامعات المحافظات الأخرى، وبالجامعة تخصصات مثل: الزراعة الصحراوية وله أثر جيد على المحافظة، وكذلك كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان فى فرع الجامعة فى مدينة الطور. 

ننتقل لمشروعات السياحة ومنها: مشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين.. ما الجديد فيه؟

إن مشروع تطوير موقع «التجلى الأعظم» يهدف إلى إنشاء «مزار روحانى» على الجبال المحيطة بالوادى المقدس فى مدينة سانت كاترين، حيث تجلى الله عز وجل للنبى موسى عليه السلام، وعلى ضوء المكانة العظيمة التى تتمتع بها المدينة، وكونها مقصدًا للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية، على أن يتم توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار.. ومكونات المشروع تتضمن: تطوير النُزل البيئى «مصر سيناء»، وإنشاء نزل بيئى جديد باسم «امتداد»، إلى جانب تدشين ساحة السلام وفندق جبلى، ومركز زوار ومجمع إدارى جديدين، فضلًا عن تطوير المنطقة السياحية، ومركز البلدة التراثية، ومنطقة البيوت البدوية، وإنشاء المنطقة السكنية الجديدة، وشبكات طرق ومرافق وأعمال وقاية من السيول.

وتُعد جميع تصميمات المبانى والمنشآت التى تم تنفيذها فى المشروع متوافقة مع البيئة، بهدف حماية البيئة الطبيعية فى مدينة سانت كاترين، والحفاظ على الطابع البيئى والبصرى للطبيعة البكر هناك، بما يؤهلها لتكون مقصدًا عالميًا للسياحة الروحانية. 

وماذا عن مشروعات التنمية الزراعية بالمحافظة؟

هناك 9 مشروعات زراعية بتكلفة 227 مليوناً و800 ألف جنيه قفزت بالمساحة المزروعة فى المحافظة من 21 ألفاً و205 أفدنة عام 2014 إلى 32 ألف فدانٍ عام 2021، ومن هذه المشروعات: 7 تجمعات تنموية بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 5510 أفدنة بمدن رأس سدر وطور سيناء وسانت كاترين، يتضمن كل منها: بيتاً بدوياً، و5 أفدنة للاستصلاح والاستثمار يُخصص جزء منها للمواطنين المقيمين وجزء آخر للمزارعين من مختلف المحافظات، فضلاً عن 14 تجمعاً زراعياً بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 760 فداناً بقيمة 129 مليون جنيه ضمن مشروع التنمية المتكاملة لأهالى سيناء بالوديان وتتراوح مساحة كل تجمع ما بين 30 و50 فدانًا يكون فيها مزارع سمكية على مياه الآبار. 

هذا بالإضافة لبدء العمل على تنفيذ قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيادة الرقعة الزراعية فى جنوب سيناء بنحو 20 ألف فدان جديدة.. وكان قد تمت دعم المحافظة بعدد 925 صوبة زراعية من القوات المسلحة، بينما يتم توفير التقاوى والشتلات مجاناً للمزارعين وفقاً للاستثمارات المتاحة من وزارة التخطيط وتوزيعها على البدو.. كما تم إنتاج أول سلالة جديدة من تقاوى بنجر السكر تحت الظروف الطبيعية لمدينة سانت كاترين وتم حفر 265 بئرًا جديدة للزراعة بمختلف الوديان بالمحافظة.

حدثنا عن معدلات السياحة فى جنوب سيناء؟

ونحن نحتفل بالذكرى الـ 42 لأعياد تحرير سيناء كانت جنوب سيناء وقت استلامها بموجب معاهدة السلام لا يوجد بها سوى فندقين، أما الآن فالمحافظة بها أكثر من 500 منتجع سياحى وحجم الاستثمارات فى سيناء يصل إلى أكثر من 90 مليار جنيه تقريباً وارتفع إجمالى الغرف السياحية فى سيناء إلى أكثر من 72 ألف غرفة سياحية. 

وماذا عن الجائزة التى حصلت عليها مدينة شرم الشيخ هذا العام؟

بفضل القيادة الحكيمة استطاعت مدينة شرم الشيخ عن جدارة أن تفوز بجائزة «أفاسو الذهبية» كأفضل وجهة سياحية آمنة للزيارة فى العالم هذا العام.. ورغم كل الظروف الإقليمية المحيطة تعد شرم الشيخ أكثر المدن السياحية أمناً وسلاماً وأكثرها حميمية للسائحين خاصة وأنها من افضل المدن الرائدة فى جميع أنحاء العالم وفازت المدينة بالإجماع بنسبة 100% من الأصوات، وفقاً لمعايير تشمل: السياحة والاستدامة والأداء الاقتصادى والصحة والأمن والسلامة.. ونعمل على تحسين الاستدامة وشبكات النقل والتأثير الاجتماعى وهو من أهم المعايير الرئيسية التى تتبناها مدينة شرم الشيخ اليوم لزيادة القدرة التنافسية وتحسين عروضها السياحية وتقديم رحلة سلسة وذكرياتٍ لا تُنسى للسائحين.. وقد فازت شرم الشيخ عن استحقاق بجائزة أفضل وجهة سياحية آمنة للزيارة فى العالم.

وقد خاضت شرم الشيخ منافسة شرسة مع خمس مدن سياحية عالمية، لكن المعايير وخبراء لجنة التحكيم من كل أنحاء العالم وعددهم 42 عضواً من جميع أنحاء العالم، صوتوا لمدينة شرم الشيخ لتفوز بالجائزة العالمية.. وجائزة AFASU الذهبية لها لجنة تحكيم عالمية دولية جميعهم من أعضاء الاتحاد الأفريقى الآسيوى، ولها معايير قاسية وتُطبق بدقة، وهى جائزة تعتمد على 14 معياراً رئيسياً تشمل : التنمية السياحية، والاقتصادية، والبشرية، والمجتمعية، والاستدامة، والطاقة النظيفة، وترشيد استهلاك المياه، والبنية التحتية المتطورة، والمرافق المستدامة، والإدارة المتميزة، والقيادة الفعالة وقواعد أخرى. 

وماذا عن فنون السياحة الأخرى وهل تلقى نفس الدعم والاهتمام؟

لدينا كل أنواع السياحة التى من الممكن أن تستقطب أعداداً هائلة من السائحين، كالسياحة الشاطئية والترفيهية والرياضات المائية وسياحة الغوص والسياحة الدينية بدير سانت كاترين والتى تشهد إقامة مشروع التجلى الأعظم.. وخلال الفترة المقبلة تجرى عمليات تطوير للمنتجعات العلاجية بعد دراسة تجارب الدول التى لديها شهرة وخبرة فى هذا المجال، حيث تم عقد مؤتمر كبير بالعاصمة الإدارية للسياحة الصحية، لأننا نريد أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون مع الوضع فى الاعتبار أن لدينا إمكانياتٍ جيدة مثل: المياه الكبريتية والرمال ذات الخصائص العلاجية فى عيون موسى ووادى الغرندال.. ونسعى للدخول فى سياحة التسوق وإنشاء مولات حديثة. 

وماذا عن أهم المشروعات التى يتم افتتاحها فى أعياد تحرير سيناء؟

سيتم افتتاح عددٍ من المشروعات التنموية والخدمية المهمة بمدينة شرم الشيخ خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء.. ومنها : مبنى الرصد الأمنى، مضمار الهجن، قرية التراث البدوى، المستشفى البيطرى، بحيرات الأكسدة، نقطة مشاهدة الطيور، الحديقة المركزية، مبنى مجلس المدينة الجديد، مدرسة «وى».