حكاية كفاح «تيتو» من جامع قمامة إلى أحسن لاعب كمال أجسام بالسويد

تيتو عقب أحد تكريماته
تيتو عقب أحد تكريماته

‎»كانت بداية صعبة لكن ليها طعم جميل.. طعم تعب وكفاح عشان أوصل لحلمى» هكذا تحدث تيتو قدرى بطل السويد الحاصل على لقب أحسن لاعب كمال أجسام لعام ٢٠٢٤ فى السويد من بين 20 لاعبا من بلاد مختلفة.


تيتو شاب من إحدى قرى نجع حمادى فى قنا حصل على دبلوم فنى صناعى وعمل بائع دواجن، ويحكى قائلا: «ظل حلم السفر يراودنى حتى تمكنت من السفر إلى السويد، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن؛ فعقب وصولى تم إلغاء عقد العمل الخاص بى وأصبحت لا يمكننى الحصول على الرقم القومى للدولة وليس لديّ لغة أستطيع بها التواصل مع  المحيطين بى».


صمت تيتو قليلا وأخذ يتذكر الأيام الصعبة التى عاشها عقب وصوله السويد وكيف أنه كان يطمئن أسرته فى كل اتصال بهم بأنه يعيش فى رفاهية ويعمل فى وظيفة جيدة، ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك الأمر تماما حيث ظل ٣ أيام بالشارع دون سكن أو أى أموال تمكنه من شراء الطعام، فكان يجمع القمامة ويقوم ببيعها حتى يستطيع تدبير قوته اليومى وعقب ذلك عمل فى أحد المطاعم يغسل الأطباق ويأكل من بقايا الزبائن فى نهاية اليوم.
وأضاف تيتو، أن كمال الأجسام كانت لعبته المفضلة وهو يعيش فى مصر، وحينما جاء إلى السويد كان يشعر بالحزن حينما يمر من أمام إحدى صالات الجيم فهو ليس لديه مال للاشتراك وممارسة الرياضة بها، وذات يوم عمل فى إحدى هذه الصالات؛ فكان يبدأ يومه فى الثامنة صباحا بالذهاب إلى مدرسة تعلم اللغة وفى الثانية عشرة ظهرا يذهب لعمله كعامل نظافة داخل الجيم وعقب انتهاء عمله يسمح له بالتدريب لمدة ساعتين . واستطاع تيتو بإرادته القوية اجتياز جميع الصعاب، وبالعزيمة والإصرار تمكن من الوصول إلى حلمه ودخل بطولات بالسويد مع جنسيات مختلفة حتى اقتنص أكبر بطولة بالسويد ولقب بأحسن لاعب كمال أجسام لعام ٢٠٢٤ فى السويد فى بطولة npc sweden 2024.
واختتم تيتو، بأنه أصبح لديه أكثر من منزل وكذلك لديه الجنسية السويدية وتحولت حياته بشكل كبير من شخص لا يملك المال للتدريب داخل الجيم إلى آخر يسعى أصحاب الصالات لقبوله التدريب لديهم كنوع من الدعاية لهم، ورغم مرور ما يقرب من ١٥ سنة على عمله فى السويد إلا أن تيتو مازال يشتاق إلى وطنه مصر من حين لآخر ويحرص على زيارة أسرته كل عام .