نيويورك - وكالات الأنباء
مع تمادى جيش الاحتلال الإسرائيلى فى ممارساته الإرهابية بحق المدنيين العزل فى قطاع غزة ومع تفنن الإدارة الأمريكية فى رعاية وتبرير تلك الانتهاكات الجسيمة، يبدو الموقف مغايرًا تماماً فى أوساط الشباب الأمريكى الرافضين بشكل قاطع استمرار العدوان الإسرائيلى على أبرياء عُزل، وهو ما يعكس انقسامًا عميقًا بين جيل الشباب، الذى يمثل مستقبل البلاد، ومن يحكمونه بالفعل.
وتتجه كل الأنظار فى الوقت الراهن نحو حرم الجامعات الأمريكية ، حيث تحولت التظاهرات والاعتصامات إلى مواجهاتٍ عنيفة بين الطلاب وقوات الشرطة، مما أدى إلى موجة من الاعتقالات وتعليق أو إلغاء المحاضرات، فى بلد لا يكف إداراته المتعاقبة عن التشدق بنشر قيم الديمقراطية وحرية التعبير فى العالم.
وفى جامعة كولومبيا التى أصبحت مركزًا للاحتجاجات المتعاطفة مع غزة، تحولت جميع المحاضرات الدراسية الى افتراضية بدءاً من أمس الأول، وذلك إثر اعتقال وإيقاف أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين بعدما اعتصموا فى المنطقة الخضراء بالجامعة، فيما انسحب حشد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة تضامناً مع الطلاب المعتقلين.
وبالإضافة إلى جامعة كولومبيا تم إنشاء معسكرات اعتصام فى جامعات نيويورك و ييل وكاليفورنيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وجامعة ميشيجان، وكلية إيمرسون و تافتس.
وبصوتٍ موحد، يدعو المتظاهرون من الطلاب فى جامعة نيويورك مؤسستهم إلى الكشف عن «أموالها وأوقافها من شركات تصنيع الأسلحة والشركات الراعية لدولة الاحتلال الإسرائيلي» وسحبها.
ومن ناحية أخرى قالت الجامعة: إن قسم الشرطة فى جامعة ييل «أصدر أوامر استدعاء لـ 47 طالباً « بعد رفضهم طلبات متكررة لمغادرة المكان «، حيث تجمع المتظاهرون «المطالبون بسحب استثمارات جامعة ييل من مصنعى الأسلحة العسكرية الأمريكية».
ورغم تحذيرات الشرطة، رفض العديد من المتظاهرين المغادرة، فبدأ الضباط الاعتقالات، وفقاً لمقطع فيديو نشرته شبكة «سى إن إن». وقال أحد الطلاب، ويُدعى أليخاندرو تانون، لوكالة فرانس برس: «إن الولايات المتحدة تمر بـ»لحظة حرجة»، مشبهاً الاحتجاجات بالمظاهرات التاريخية بشأن حرب فيتنام والفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا».
وقال أحد المتظاهرين لشبكة «سى بى إس نيوز» الأمريكية الشريكة لبى بى سي: «نحن نقف مع فلسطين ونقف مع تحرير جميع الشعوب». وقالت إدارة جامعة ييل: «ستتم إحالة الطلاب الذين تم القبض عليهم إلى إجراءات تأديبية».
وللتضامن مع طلاب جامعة كولومبيا، دعت لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد وطلاب القانون من أجل فلسطين حرة، وطلاب الدراسات العليا من أجل فلسطين، واليهود من أجل فلسطين، واتحاد طلاب الدراسات العليا فى جامعة هارفارد، الطلاب إلى الانضمام إلى الإضراب.
