بـ 1000 كلمة| حكاية صورة «خلعت» القلوب واقتنصت الأفضل في 2024

الصورة الفائزة بجائزة الأفضل خلال العام
الصورة الفائزة بجائزة الأفضل خلال العام

التقط المصور الفلسطيني محمد جاد الله سالم، وهو مصور وكالة «رويترز»، صورة في أكتوبر الماضي لامرأة فلسطينية تحتضن جثة ابنة أخيها الطفلة سالي البالغة من العمر خمس سنوات، المغطاة بملاءة في مشرحة مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة، وفاز «سالم» بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024.

وقالت مؤسسة «ورلد برس فوتو» ومقرها أمستردام، أثناء إعلانها عن جوائزها السنوية، إنه من المهم إدراك المخاطر التى تواجه الصحفيين الذين يغطون الصراعات، ولمعرفة تفاصيل و«كواليس» هذه الصورة، تواصلت «الأخبار» مع الفلسطيني محمد جاد الله سالم ليحكي لنا قصة الصورة التي أبكت العالم..

وفي البداية، قال: «هذه الصورة كانت في مستشفى ناصر فى مدينة خان يونس، بعد قصف منزل عائلة السيدة المتواجدة فى الصورة، إيناس أبو معمر (36 عاما)، ولفت انتباهى لهذه المرأة لحظة دخولها المستشفى فقد كانت تجرى بشكل سريع جداً، وعرفت أنها عمة البنت، وكان المشهد صعبا جداً، فقد وصلها الخبر أنه تم استشهاد جميع العائلة، وصارت تتنقل بين الشهداء الموجودين من عائلتها على الأرض، وكلها أمل أن تعثر على أحياء بينهم، لكنهم أخبروها باستشهاد جميع أفراد العائلة جراء استهداف منزلهم فى مدينة خان يونس»..

◄ اقرأ أيضًا | بث مباشر.. فعاليات المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية ونظيره الأيرلندي

وأضاف «سالم»: «داخل المشرحة، كنت أنا المصور الوحيد المتواجد معها وكانت حالتها النفسية صعبة جداً، وتمر بلحظات حزن شديد تخلع القلوب، فالسيدة بمفردها داخل المكان، وفى لحظة حب كبيرة جلست محتضنة جثمان الطفلة الشهيدة «ابنة أخيها»، فى مشهد مؤثر جداً»، وقال: «ظلت هذه الصورة لا تفارقنى لما فيها من مشاعر ألم ووجع، فهى شملت واقع الأوجاع والآلام والجراح التي أصابت غزة من جراء الحرب عليها، ولم أكن أعرف من هى السيدة الموجودة بالصورة، لكن الصورة انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعي ومنه إلى جميع أنحاء المعمورة ونشرتها الصحف الكبرى في العالم، وهذا ما جعلني أصمم على معرفة من هى السيدة المنكوبة المتواجدة بالصورة، وبالفعل تمكنت من الوصول إليها وهناك عرفنا أن والد الطفلة مازال على قيد الحياة ومعه أحد الأطفال من العائلة»..

وأكد: أنه ومنذ اليوم الأول لالتقاط الصورة، توقعت أنها ستلامس القلوب وستصل إلى أبعد الأماكن، لأن الألم الموجود بها ألم صعب جداً، وأتمنى أن تلامس هذه الصورة قلوب كل الناس فى العالم، قلوب صناع القرار من أجل الضغط لوقف ما يحدث فى قطاع غزة من حرب كلفتنا الكثير، «فما ظل شيخ ولا طفل ولا امرأة ولا أى أحد إلا أصيب بجراح هذه الحرب، ودفعوا تكلفة باهظة جداً - وأرجو فى النهاية أن تكون هذه الصورة سبباُ لوقف الحرب على غزة».