مزارعون: الموسم مبشر.. وأسواق أوروبا تنتظر إنتاجنا

البطاطس تقتنص المركز الثانى بعد الموالح.. ومحطات التصدير: «الخطأ ممنوع»

البطاطس المصرية تتسم بالجودة الفائقة
البطاطس المصرية تتسم بالجودة الفائقة

يواصل محصول البطاطس المصرية فرض وجوده فى عدد كبير من الأسواق الدولية، وكان آخر تلك الأسواق هو السوق المغربية، حيث قامت السلطات الزراعية المغربية «ONSSA» بإخطار الحجر الزراعى المصرى بالموافقة رسميًا على فتح السوق المغربى أمام صادرات مصر الزراعية من البطاطس، والبدء فعليا فى التصدير، كما أن أحدث تقرير صادر عن وزارة الزراعة أكد أن البطاطس تأتى فى المركز الثانى فى حجم التصدير بعد الموالح، إذ تم تصدير 387 ألفا و603 أطنان خلال الربع الأول من العام الجارى 2024.

وسط فرحة عارمة من الأهالى انطلق موسم حصاد البطاطس فى عدد من المحافظات التى تشتهر بزراعة ذلك المحصول الذى يصدر إنتاجه إلى الدول الأوروبية.. «الأخبار» شاركت بعض المزارعين فرحتهم داخل الحقول والغيطان بحصاد المحصول.

فى البحيرة تشتهر نكلا العنب بزراعة البطاطس «الأسبونتا « بأنواعها وهى الشمش، النجوم  والتاج وهو النوع الأكثر طلبًا فى الأسواق الأوروبية، بينما تتم زراعة مساحات محدودة من نوع الكارا ولم يتم حصادها بعد.

وتعتبر البطاطس هى المحصول الأساسى داخل القرية والتى يقصدها المصدرون وخبراء البطاطس والتجار من أنحاء الجمهورية والدول الأوروبية على مدار العام وقبل انطلاق موسم الحصاد من أجل الحصول على المحصول.

جودة عالية
يقول سامى مرسى - مدرس ثانوى ويعمل فى  زراعة البطاطس - إن قرية نكلا العنب من أشهر وأكبر القرى المشهورة بزراعة البطاطس على مستوى الجمهورية ويصدر إنتاجها بالكامل لأوروبا نظرًا لجودته وخبرة أهلها فى زراعة البطاطس، وأضاف أن البطاطس تتم زراعتها فى ثلاث عروات وهى «العروة الصيفية، الشتوية، النيلية»، وأشار إلى أنه تتم زراعة المحصول خلال شهر ديسمبر من كل عام بطريقة السطارة والخطوط، ويتم تجهيز الأرض قبل الزراعة عن طريق غمرها بالمياه وتسميدها بالسماد البلدى ويتم الحصاد طوال شهر أبريل.

ويضيف الحاج نبيل القالع - مزارع - أن جميع أهل نكلا العنب يعملون فى زراعة وتجارة البطاطس نظرًا لارتباطهم بها منذ عهد أجدادهم، وتشتهر القرية بزراعة العروة الصيفية ويتكلف ثمن زراعة الفدان حوالى 150 ألف جنيه ما بين ثمن تقاوى وتجهيز وتكاليف زراعة وحصاد، وأضاف أنه يتم تخزينها عقب الحصاد بوضعها تحت القش لمدة تتراوح ما بين شهر إلى أربعة أشهر تحت أشعة الشمس حسب سعر البيع الرائج من قبل التجار وأصحاب محطات التصدير، وأشار إلى أن موسم الحصاد هو موسم الأفراح بالنسبة لأهالى القرية فلا تجد منزلا أو أرضا إلا وفيه من يحصد ويعمل.

طبيعة التربة
وفى محافظة الشرقية تتم زراعة البطاطس بكافة أنواعها لتوافر الظروف المناخية الجيدة وطبيعة التربة التى تساعد على نجاح زراعة المحصول.
يقول المهندس أشرف  طه نصير مدير عام الزراعة إن البطاطس محصول درنى تنمو ثماره تحت الأرض وهى غذاء شعبى سهل الهضم وله فوائد عديدة، حيث يحتوى على نسبة كبيرة من الأملاح المعدنية الواقية من سرطان الأمعاء، كما يحتوى على المواد الكيميائية التى تساعد على تقليل ضغط الدم الشرياني، ما أنها تحتوى على نسبة كبيرة من الكالسيوم والفسفور والحدي، وعلى مواد مضادة للسرطان والأكسدة وبها مادة قادرة على امتصاص كل السموم فى الجسم ولا تضر القلب.

بينما أوضح المهندس أشرف الدمرداش مدير عام الإرشاد الزراعى أنه يتم استيراد تقاوى البطاطس من الخارج وفحصها  بالحجر الزراعى والاحتفاظ بها  فى ثلاجات لبيعها لمزارعى البطاطس، ويتم صرف ٦ شكائر من الأسمدة الأزوتية عن كل فدان لتحقيق الإنتاجية المرجوة، كما أنه يتم تكليف قوافل إرشادية بالمرور على زراعات البطاطس لتوعية المزارعين  بالطرق  الحديثة فى الزراعة لتحقيق أعلى إنتاجية وكيفية علاج الأمراض التى يتم اكتشافها أثناء المرور الدورى على زراعات المحصول، ولتبصير مزارعى البطاطس بأهمية التجهيز الجيد للأرض واختيار أصناف البطاطس المقاومة للأمراض والخالية من الأمراض الفطرية والحشرية ومعالجتها بمحلول مطهر.

من جانبه يقول المهندس أشرف عطوة مدير عام البساتين إنه تمت زراعة ٦١١١ فدانًا من ٥ أصناف من البطاطس ذات الإنتاجية العالية التى تتراوح ما بين ١٥ طنًا إلى ٢٠ طنًا وهى اسبونتا وكارا ودرما ومونديال وروتانا، وتعد الأسبونتا من أكثر الأصناف انتشارًا فى الزراعة،  حيث تمت زراعتها فى مساحة ٤٧٤٦ فدانًا منها ١٠٩٢ فدانًا فى مركز بلبيس و٨٠٠ فدانًا فى الصالحية الحديدة و٧٦٠ فدانًا فى أراضى الإصلاح الزراعى و٦٢٤ فدانًا فى مركز مشتول السوق.

باب رزق
وفى القليوبية بدأت قرى بنها وطوخ وكفر شكر والقناطر الخيرية وقليوب وشبين القناطر والخانكة الشهيرة بزراعة محصول البطاطس فى حصاد العروة الشتوية من أصناف «كارا ودايمونت وأسبونتا هولندى وبيكاسو والتى تستمر حتى نهاية شهر مايو؛ وأصبح المحصول هو المصدر الوحيد وباب رزق كبير ومربح للمزارعين. 

وقال أحمد أبو فارس من قرية طحلة ببنها إن محصول البطاطس مبشر هذا العام عن العام الماضى لتعرض المحصول وقتها إلى مرض فطرى بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى شهر فبراير ثم انخفاضها بدرجة كبيرة، ما تسبب فى نقص إنتاجية الفدان، أما هذه العروة شهدت تقلبات طفيفة بالطقس جاءت فى صالح الإنتاج، مشيرًا إلى أن سعر الطن يتراوح بين 5 و8 آلاف جنيه حسب النوع والطلب وكمية الإنتاج، كما يتم تسويق المحصول عن طريق التجار الذين يأتون إلينا خلال أوقات الجنى أو على مدار العام من خلال الكميات المخزنة.. وعن عملية الزراعة يقول الحاج حسام الصباغ من مزارعى المحصول بقرية سنديون بقليوب، إنه يتم حرث الأرض جيدًا عقب وضع السماد البلدى بنسب معينة وتركها فى الهواء لمدة 3 أيام ثم تجهيزها وتخطيطها بمسافات محددة، وقبيل الزراعة تتم تنقية التربة من أى بذور للحشائش الراكدة بها عن طريق رشها بمبيدات معتمدة من وزارة الزراعة.. من جهته قال المهندس رجب الشحات وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية إن المساحة المزروعة بالعروة الشتوية بزمام المحافظة والتى يتم حصادها هذه الأيام بلغت 10 آلاف فدان، وتصدرت قرى مركز بنها المركز الأول بمساحة 5300 فدان، يليها قرى طوخ بمساحة 3 آلاف فدان، وتأتى القناطر الخيرية فى المركز الثالث بمساحة تصل إلى 985 فدانا.

بورصة التوزيع
أما محافظة المنيا فيوجد بها بورصة لتوزيع المحصول على المحافظات، وتعد قرية البرجاية التابعة لمركز المنيا الأولى فى الزراعة، وكانت فى الماضى تصدر البطاطس إلى دول أسيا وأوروبا، وتشهد المحافظة فى هذه الأيام موسم حصاد محصول البطاطس.. قال ضاحى سيد أحد المزارعين: نحن نعيش هذه الأيام حصاد محصول البطاطس المبكر، وتصل إنتاجية الفدان ما بين 7 إلى 8 أطنان، ويحتاج 2 طن تقاوى لزراعته هذا بخلاف التسميد، والرى، ونظافة الأرض، لكن فى النهاية المحصول إنتاجيته مميزة، وأسعاره أيضا مميزة، وسوف يسهم الحصاد فى توافر البطاطس الجديدة فى السوق، وهذا يساعد المستهلك كثيرا فى تراجع الأسعار.. وأشار إلى أن عرش المحصول هو عنوان جودته، فنحن فى بداية الزرع نقوم بغرز البطاطس التقاوى فى الأرض ثم نغطيها بالتراب، وبعد مرور 6 أيام نقوم بالرية الأولى لتثبيت المحصول فى الأرض، خاصة أن محصول البطاطس يحتاج إلى البرودة أكثر، رغم ان البطاطس تُزرع منها عروتان إحداهما شتوية والأخرى صيفية، وأضاف أن محصول البطاطس يحتاج إلى رعاية طوال فترة الزراعة، خاصة أن الزرع التالى له إما نباتات طبية وعطرية مثل الكمون أو محصول استراتيجى مثل القمح.. أما محمد رافت أحد المزارعين قال إن موسم البطاطس هو موسم رزق للجميع، سواء كان للمزارع، أو المواطن، أو العمالة، حيث إن الموسم يحتاج إلى أنواع من العمالة منها من يقوم بتقليع البطاطس واخرون يجمعونه وعمال أخرون للتحميل، لذلك فإن الموسم يكون موسما للفرحة للجميع، خاصة مع زيادة إنتاجية الفدان، خلال المواسم الأخيرة، وأضاف أن هناك أنواعا من البطاطس يتم حصادها هذه الأيام بينما تظل أنواع اخرى فى الأرض يتم جمعها بعد مدة زمنية قصيرة من الحصاد الأول.