الجودة باعتـراف دولي

البطاطس تقتنص المركز الثاني بعد الموالح.. ومحطات التصدير: «الخطأ ممنوع»

فرحة المزارعين ببدء حصاد محصول البطاطس
فرحة المزارعين ببدء حصاد محصول البطاطس

يواصل محصول البطاطس المصرية فرض وجوده فى عدد كبير من الأسواق الدولية، وكان آخر تلك الأسواق هو السوق المغربية، حيث قامت السلطات الزراعية المغربية «ONSSA» بإخطار الحجر الزراعى المصرى بالموافقة رسميًا على فتح السوق المغربى أمام صادرات مصر الزراعية من البطاطس، والبدء فعليا فى التصدير، كما أن أحدث تقرير صادر عن وزارة الزراعة أكد أن البطاطس تأتي في المركز الثاني في حجم التصدير بعد الموالح، إذ تم تصدير 387 ألفا و603 أطنان خلال الربع الأول من العام الجارى 2024.

 387 ألف طن تصل الأسواق العالمية خلال 3 شهور .. والمغرب آخر المستوردين 

هذا الإنجاز الكبير تقف خلفه عدد من «الجنود المجهولة» والتى يأتى على رأسها مشروع حصر ومكافحة مرض العفن البني، إذ إنه وفقًا لآخر التقارير الصادرة عنه فإن مساحة المحصول الخالية من أى أمراض وصلت إلى 107 آلاف فدان، فضلاً عن التوسع في منظومة العمل الإلكتروني من أجل تجنب أي أخطاء تؤثر على سمعة المحصول المصري في الأسواق الخارجية.

أرقام قياسية
وأكد السيد القصير وزير الزراعة، على الجهود والاجراءات التى اتخذتها الدولة فى مجال تعزيز الصادرات الزراعية حيث أصبحت تغزو معظم أسواق العالم وعليها طلب متزايد من كل الدول، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على السمعة الطيبة لصادرتنا والبناء عليها، وقال إن صادرات مصر البطاطس تتزايد سنويا وتجاوزت العام الماضى المليون طن وحققت رقمًا قياسيًا لأول مرة وأصبحت تحتل المركز الثانى بعد الموالح، مؤكدا أن ذلك لم يأت من فراغ بل بفضل الجهود التى تبذلها الدولة متمثلة فى وزارة الزراعة وكذلك التعاون مع التمثيل التجارى بوزارة التجارة والصناعة وسفارات مصر فى الخارج وايضا المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية.

وأشار وزير الزراعة إلى أن المزارعين والمصدرين هم العنصر الأساسى فى نجاح المنظومة، مشيدًا بالإجراءات التى يتخذها الحجر الزراعى المصري، وكذلك بجهود مشروع مكافحة وحصر العفن البنى فى البطاطس وسعيه الدائم للتطوير وامتلاك أحدث المعامل والتقنيات فى مجاله والتوسع فى انشاء واعتماد المناطق الخالية، كما وجه «القصير» بضرورة الاهتمام بإنتاج بطاطس التصنيع وذلك فى إطار خطة الدولة التوسع فى التصنيع الزراعى لتحقيق قيمة مضافة وتوفير فرص عمل وتقليل الفاقد والهدر، كما طالب «القصير» كافة أطراف المنظومة بالاستمرار فى بذل الدور المنوط بكل منهم بشفافية ووعى وكذلك المصدرين عليهم الالتزام بالممارسات السليمة المعتمدة وفقا للاشتراطات والمواصفات الفنية للبلد المستورد والبعد عن أى ممارسات غير منضبطة قد تؤدى ليس فقط برفض شحنتهم ولكن تؤثر على مصداقية وخصوصية المنتج المصرى.

وطالب وزير الزراعة رئيس المجلس السلعى التصديرى بنشر الوعى بين المصدرين خاصة من ليس لهم تاريخ طويل فى عمليات التصدير ومطالبتهم بالالتزام تماما والبعد عن أى ممارسات غير منضبطة، كما وجه «القصير» كل الجهات التعامل بأقصى درجات الشدة مع أى حالات من هذا القبيل حفاظًا على سمعة الصادرات المصرية الزراعية التى اصبح لها اسم كبير فى كل الأسواق العالمية وبذلت الدولة والمصدرين والمنتجين جهودا كبيرة طوال سنوات الماضية حتى وصلت الى هذا المستوى المتميز، مؤكدًا أننا نتطلع للمزيد ولسنا مستعدين لأى اختراقات من أى طرف مهما كان شأن من اقترف الخطأ. 

الفحص الظاهري
وكشفت الدكتورة نجلاء بلابل مدير رأسها مشروع حصر ومكافحة مرض العفن البنى عن أن إجمالى ما تم فحصه من بطاطس المائدة المعدة للتصدير لمختلف الدول بلغ كميته خلال الفترة من منتصف فبراير وحتى نهاية مارس حوالى ٤٥١ ألفا و٦٥٧ طنا، بإجمالى عدد عينات ١٨٢٧٦ عينة، ليبلغ إجمالى عدد العينات التى تم فحصها منذ بداية الموسم وحتى الآن حوالى ٢٧ ألفا و ٧٥٦ عينة، تمثل حوالى ٦٩٢ ألفا و ٣٢٣ طنا.

وأضافت أنه بالنسبة لعينات الفحص الظاهرى للبطاطس «عمر 75 يوما من الزراعة» لموسم 2023/2024، فقد بلغ إجمالى العينات التى تم فحصها خلال الفترة من منتصف فبراير وحتى نهاية مارس حوالى ٦١٧ عينة للعروة الشتوية ليصبح الإجمالى العام خلال الموسم ٧٥٨٩ عينة، فضلاً عن ٤١٧ عينة للعروة الصيفية خلال نفس الفترة ليصبح الإجمالى العام خلال الموسم حوالى ٧١١ عينة.. وحول إجمالى المساحة المزروعة داخل المناطق الخالية لموسم ٢٠٢٣- ٢٠٢٤، أوضحت مدير المشروع أنها بلغت حوالى ٧٧ ألف فدان للعروة الشتوية، و٣٠ ألف فدان للعروة الصيفية وما زال تحقيق المساحات مستمرًا.. وفيما يتعلق بأعمال وحدة الرصد والمتابعة، أشارت «بلابل» إلى أنه تتم مراجعة بيانات الاستمارات المرسلة من التابلت إلى منصة إعداد واستقبال البيانات، فضلاً عن إصدار تقارير ومؤشرات أداء لأعمال مهندسى المناطق الخالية، كذلك تم تحميل 9 صور فضائية خلال شهر مارس بما يعادل 90 ألف كم مربع لمتابعة زراعات العروة الصيفية ليصبح إجمالى الصور الفضائية خلال هذا الموسم 850 صورة فضائية بما يعادل إجمالى المساحة «مليونا و635 الف كم مربع».

العروة الشتوية
وأضافت أنه يتم أيضًا إدخال بيانات زراعات العروة الشتوية «العروة التصديرية» لموسم 2023/2024 فى قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل 49 بيفوت ليصبح عدد البيفوتات المزروعة للعروة الشتوية «31 حوشة، 966 بيفوت» بمساحة 77 ألف فدان.

وأشارت إلى أنه ايضا يتم إدخال بيانات زراعات العروة الصيفية لموسم 2023/2024 فى قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل «1 حوشة، 128 بيفوت» بمساحة 19 ألف فان ليصبح الاجمالى لمساحات زراعات العروة الصيفية «30 ألف فدان وما زال التحقيق مستمرا، فضلا عن إدخال بيانات السحب الحقلى لموسم 2023/2024 فى قاعدة البيانات الجغرافية للمناطق الخالية بما يعادل 8300 عينة.

الاستشعار عن بعد
وأوضحت مدير المشروع أنه يتم ايضًا استخدام تقنية الاستشعار عن بعد لمتابعة زراعات العروة الشتوية والصيفية لموسم 2023/2024 عن طريق عمل تحليلات مثل ملوحة التربة لجميع البيفوتات التى تم زراعتها خلال هذا الموسم، الكلوروفيل والمحتوى المائى للمجموع الخضرى لمعرفة صحة النبات وتأثير ذلك على انتاجية المحصول، لافتة الى انه تتم أيضا متابعة الحصاد اليومى لزراعات العروة الشتوية والصيفية من خلال الصور الفضائية اليومية.. واشارت بلابل الى ان المشروع يقوم دائما بالتنسيق مع الجامعات المصرية والمراكز البحثية المختلفة فى تبادل العلم والمعرفة من خلال زيارات الطلاب وشباب الباحثين للإطلاع على أنشطة معامل المشروع المختلفة والطرق المتبعة لفحص محصول البطاطس، حيث تم خلال هذا الشهر  تدريب 84 طالبا وطالبة من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، وذلك إيمانا من المشروع بممارسة دوره المجتمعى نحو طلاب الجامعات المصرية لتأهيلهم إلى سوق العمل بشكل متميز فى سوق العمل المصرى.. وفى إطار جهود المشروع، لدعم خطط الدولة لرفع العبء عن كاهل المواطنين، ومحاربة الغلاء أشارت بلابل الى مساهمة المشروع فى مبادرة وزارة الزراعة خير مزارعنا لأهالينا، حيث تم فتح المنفذ الموجود بالمشروع، فضلا عن الاشتراك مع سيارات اللجنة النقابية التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية للعاملين بوزارة الزراعة، كذلك الاشتراك فى معرض خير مزارعنا والذى تم افتتاحه فى بداية مارس.

أصناف معينة
من جانبه قال المهندس مصطفى خالد، المشرف على إحدى محطات تصدير البطاطس، إنه يتم انتقاء أصناف معينة من تقاوى البطاطس تكون ذات إنتاجية عالية من أجل تحسين مستوى الصادارت للخارج، كما أن المصدرين المصريين يحرصون على استيراد تقاوى البطاطس التى تتلاءم مع طبيعة التربة المصرية، بحيث تحقق فى النهاية العائد المادى المطلوب وتحافظ على سمعة المنتج المصرى بالخارج، مشيرًا إلى أن غالبية المُصدر من البطاطس المصرية يكون «مائدة» لأنها الأكثر رواجًا فى الخارج.

وأضاف أننا نستورد التقاوى لأن المناخ أصبح فى مصر لا يصلح لإنتاج تقاوٍ عالية القيمة، كما أننا ليس لدينا مناطق عزل على المستوى المطلوب، مؤكدًا أن الفحص فى المحطات يكون على عدة مراحل أولها الفحص الظاهرى أى تحديد الشكل العام للثمرة المصدرة، وما إذا كانت تحتوى على أى مشاكل أو عيوب ظاهرية قد تؤثر فى الشكل العام، أو جودة الرسالة المصدرة، وأوضح أن هناك مرحلة آخرى تتمثل فى تقطيع كميات كبيرة من البطاطس نصفين من أجل اكتشاف أى أمراض غير ظاهرة تكون موجودة بالداخل، حيث يتم اختيار عدد من الأجولة بشكل عشوائى من الشحنة وتقطيع كميات كبيرة منها للتأكد من صلاحيتها.

المعامل المختصة
فيما قال المهندس محمود حامد، مهندس بمحطة تصدير بطاطس، إنه يتم ارسال عينات البطاطس إلى المعامل المختصة لتحديد إصابتها بأى من الأمراض التى تعوق عملية التصدير مثل العفن البنى والعفن الحلقى والنماتورا، حيث إنه لا يتم الإفراج عن أى شحنة إلا بعد استيفاء كل القرارات والاشتراطات اللازمة للتصدير.

وأوضح أن كافة الشحنات المصدرة تخضع لضوابط صارمة قبل التصدير سواء كانت ضوابط عامة بما يتلاءم مع اتفاقية حماية النبات، أو الضوابط التى تضعها كل دولة قبل السماح بدخول المنتج إليها، وذلك حتى لا يتم رفض الرسالة فى البلد المستورد وهو ما يعرضها لخطر التلف بالكامل حال عودتها من جديد إلى الموانئ المصرية.