شد وجذب

التاجر الصدوق .. والتاجر الغشاش

وليد عبد العزيز
وليد عبد العزيز

التاجر الصدوق هو التاجر الذى يصدق الناس فى البيع .. لا يغش ولا يسرق ولا يحتكر ولا يستغل حاجة الناس أو الظروف الاقتصادية الصعبة .. التاجر الغشاش هو الذى يغالى فى الأسعار دون وجه حق حتما سيقابل ربه ويحاسب يوم الحساب ووقتها لم ولن تشفع له الأموال التى حصل عليها بالباطل لأنه باع السلع بأسعار خيالية مستغلاً حاجة الناس إلى الشراء ..التاجر الأمين لا يحتاج إلى أجهزة رقابية عليه بل هو الرقيب الأول على نفسه ..الأمانة من أجمل وأرقى الصفات والتاجر الغشاش الذى يبيع السلع بأضعاف سعرها الحقيقى لا يستحق لقب تاجر وسيُحاسب على الأموال التى اكتسبها من قوت الغلابة دون وجه حق ..فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن وفى الوقت الذى تبذل فيه الدولة جهوداً مضاعفة لتوفير السلع للمواطنين بأسعار عادلة يأتى دور تجار مصر الشرفاء الذين يخافون الله قبل الخوف من الأجهزة الرقابية ..على الجميع أن يستحضر الضمير الغائب ونعود إلى الصفات الجميلة التى كانت تميز المصريين .. من حق التاجر أن يكسب الأموال ولكن ليس من حقه أن يستغل حاجة الناس أو ظروف الدولة ويغالى فى الأسعار بصورة جنونية ..

أزمة الأسعار لا تحتاج إلى رقابة الدولة فقط ولكنها تحتاج إلى عودة التاجر الأمين والتعامل مع المستهلكين بضمير وأمانة وشرف بعيداً عن الاستغلال والجشع والاحتكار .. المستهلك أيضاً عليه أن يعيد الحسابات فى عملية الشراء وعلينا جميعا أن نفكر فى ثقافة المقاطعة لشراء السلع التى نشعر أنها تُباع بأسعار مُبالغ فيها ..الجميع مطالب بالتحرك بإيجابية لنحقق الاستقرار للأسعار فى الأسواق ..السلع تُباع بأسعار ضعف سعرها الحقيقى ولا توجد حجج لأن يستغل التاجر المستهلك بهذه البشاعة بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية ..الرزق يزيد مع الأمانة ..والبركة تزيد مع الأمانة ..والغش والاستغلال يؤدى إلى إرهاق الغلابة.. مشكلة الأسعار فى مصر حلها فى عودة الضمير الغائب عند بعض التجار بجانب تغليظ العقوبات على الغشاش والمستغل والمحتكر .. الأوضاع الاقتصادية ستتحسن بصورة أكبر لو تحسنا جميعاً فى التعامل فيما بيننا وعادت الرحمة والمودة والصدق والأمانة فى عملية البيع والشراء ..دعونا نستدعى الضمير الغائب عند البعض لأن الجميع فى مركب واحدة والتعاون والتراحم يقودنا جميعاً إلى بر الأمان .. وتحيا مصر