روسيا على شفا كارثة بيئية.. الفيضانات تهدد بتسريب إشعاعي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

دق نشطاء بيئيون روس جرس انذار بعد ان لاحت في الافق مخاطر تسرب إشعاعي محتمل مع اقتراب المياه الفيضانية من منجم لليورانيوم في منطقة كورجان بجبال الأورال، إذ تأتي هذه التحذيرات في ظل أسوأ موجة فيضانات تشهدها المنطقة منذ 80 عامًا، بفعل هطول أمطار غزيرة فاقمتها ثلوج كثيفة تذوب بسرعة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة هذا الربيع بشكل غير معتاد.

 

 

تهديد التسريب الإشعاعي

في تقرير لها، كشفت وكالة "أجنتسفو" الروسية للتحقيقات الصحفية أن السلطات المحلية صنفت منجم اليورانيوم "دوبروفولنوي" الواقع في قرية أوكرائينسكوي بمنطقة زفيرينوجولوفسكي في كورجان، ضمن المناطق المعرضة للفيضانات. 
ويحتوي هذا المنجم على كميات ضخمة من اليورانيوم، إذ تشير تقديرات شركة "إن إس إنرجي بيزنس" إلى احتوائه على نحو 7,077 طنًا من المادة المشعة بنسبة تتراوح بين 0.01% و 0.05%، ما يشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا في حال تسربه إلى المياه الجوفية والمسطحات المائية المجاورة نتيجة الفيضانات.

 

 

تسرب الاشعاع للنشر

ولم يخف النشطاء البيئيون مخاوفهم من احتمال تلوث نهر توبول المجاور للمنجم باليورانيوم في حال تعرضه للغمر بالمياه الفيضانية، ففي تصريحات لـ "أجنتسفو"، قال سيرجي إيريمين، رئيس المنظمة البيئية الإقليمية "مؤسسة الرقابة العامة على حالة البيئة ورفاهية السكان"، إن مقطع فيديو صوره أحد السكان المحليين يُظهر بئرًا قديمة "كانت تتسرب منها مادة اليورانيوم على مدار 35 عامًا" ويبدو أنها قد غمرتها المياه بالفعل، وهو ما يزيد من مخاوف تسرب المادة المشعة إلى النهر والمناطق المحيطة.

 

 

تهديدًا مباشرًا لمصادر المياه

ولم يكن إيريمين وحده من أبدى قلقه، إذ حذر أندري أوزاروفسكي، الخبير في برنامج سلامة النفايات المشعة بالاتحاد الاجتماعي البيئي الروسي، من أن أي تسرب لليورانيوم من منجم "دوبروفولنوي" سيؤدي لا محالة إلى زيادة كبيرة في تركيز أملاح اليورانيوم في مياه نهر توبول، وهو ما سيشكل تهديدًا مباشرًا لمصادر المياه الجوفية ومياه الشرب التي يعتمد عليها السكان المحليون في المنطقة. 
كما أشارت "أجنتسفو" إلى أن النشطاء البيئيين في كورجان لا يألون جهدًا منذ سنوات في المطالبة بحظر التنقيب عن اليورانيوم في المنطقة تجنبًا لتلوث المياه الجوفية ونهر توبول بالمحاليل المشعة الناتجة عن هذه الأنشطة.

 

مخاطر الفيضانات المشعة

ولا تقتصر المخاوف على التسرب المحتمل من المنجم فحسب، بل تمتد أيضًا إلى الوضع العام للفيضانات في المنطقة، ففي 17 أبريل الجاري، أعلنت السلطات المحلية لوكالة "ريا نوفوستي" أن منسوب المياه في نهر توبول تجاوز بالفعل العلامة الحمراء المعتبرة "مستوى خطر"، إذ ارتفع بمقدار 123 سنتيمترًا "4 أقدام" خلال 24 ساعة فقط. 
وبحلول ذلك الوقت، كانت أكثر من 660 منزلاً سكنيًا قد غمرتها المياه في كورجان، ولم يخف حاكم المدينة فاديم شومكوف قلقه إزاء خطورة الموقف، مؤكدًا في تدوينة له على "تليجرام" الأسبوع الماضي: "هذه ليست مجرد فيضانات، بل تهديد حقيقي! لذا عليكم إخلاء الأطفال وكبار السن والأقارب ذوي الإعاقة الحركية والجيران إلى ملاجئ مؤقتة أو إلى أصدقاء ومعارف، واحرصوا على جمع المستندات والممتلكات الثمينة".

 

مخاطر بيئية خطيرة

تكشف هذه التطورات عن مخاطر بيئية خطيرة قد تهدد حياة السكان وسلامتهم في منطقة كورجان وما حولها، في ظل التحذيرات المتكررة من تسرب مادة اليورانيوم والمحاليل المشعة إلى المسطحات المائية ومصادر المياه الجوفية نتيجة الفيضانات. ويبدو أن هذه المخاوف ليست مبالغًا فيها، إذ كشفت أدلة ملموسة عن وجود مصادر تسرب محتملة كالبئر القديمة التي رصدها أحد السكان. ويتعين على السلطات الروسية المعنية اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للسيطرة على الوضع قب