شوف «السطوح» واتعلم

مطالبات بتعميم زراعة أسطح المنازل لتوفير غذاء آمن وبيئة نظيفة

حملات للتوعية بأهمية زراعة أسطح المنازل
حملات للتوعية بأهمية زراعة أسطح المنازل

أسطح المنازل ثروة غير مُستغلة، مساحات شاسعة تملؤها الكراكيب وتسيطر عليها العشوائية، كنز يمكن الاستفادة منه إذا أحسن استغلاله والتجارب على أرض الواقع كثيرة، ولعل أبرزها زراعة أسطح المنازل التى انتشرت خلال الآونة الأخيرة، وحققت نجاحات مذهلة، الاخبار رصدت فى جولة عشوائية استخدام أسطح المنازل، وناقشت الخبراء فى كيفية استغلالها والاستفادة منها لتوفير غذاء آمن وبيئة نظيفة. 

البداية كانت من منطقة بولاق أبو العلا، للوهلة الأولى وما أن تنظر إلى حالة الأسطح ستُصاب عيناك بتلوث بصرى، فالوضع فوق معظم المنازل مركز للمُخلَّفات بمختلف أنواعها سواء كانت لأخشاب قديمة، كراتين، ناهيك عن عشش الطيور و»غيات» الحمام المنتشرة دون نظام.

يقول ممدوح عبد الفتاح، بائع وأحد ساكنى المنطقة، إن تربية الطيور فوق الاسطح تُعد من الموروثات، ويلجأ إليها البعض لتوفير احتياجاتهم، مشيرًا إلى أن مثل هذه الموروثات أصبحت فى وضعنا الحالى فرض عين وأمرًا ضروريًا خاصة مع غلاء الاسعار، فلجأت الكثير من الأسر إلى تربية الطيور حتى توفر دخل لها، ويوضح عبد الفتاح قائلًا: بالنسبة للكراكيب نوديها فين يعنى وبعدين لما بنحط حاجتنا فى الأسطح مبنضرش حد وفى الآخر استفادة برضه» ويضيف نصر أحمد عامل نظافة، أن الحديث عن الأمراض التى قد تتسبب بها هذه الامور ليس سوى كلام فى الهواء، خاصة أن الإصابة بالأمراض لا يرتبط بتربية دواجن او غيره والميكروبات موجودة فى كل مكان ولا تقتصر على المترتبة من القيام بتربية الدواجن. 

ماس كهربائى
ومن بولاق ابو العلا إلى المطرية، لم تختلف الصورة كثيرًا، فالكثير من الأسطح بالفعل أصبحت مركزًا لتربية الطيور بمختلف أنواعها، أما عن «أطباق الدش» فهى السمة الرئيسية التى تسيطر على كافة الاسطح بمساحاتها الكبيرة وأسلاكها المنتشرة على أرضيات الأسطح دون رادع، مع وجود لبعض الاسطح التى حاولت ان تستفيد من المكان بإنشاء «برجولات» يستخدمونها للتجمعات أو استغلاله كمكان به رقعة لبعض الزراعات كالورود ووأوانٍ لبعض الزراعات الخفيفة فى محاولة لتجميل واجهات الأسطح، ولكن فى نفس الوقت تتقاسم مع هذه المساحات «أطباق الدش»، وبالرغم من هذا التطابق الكبير، فإن الآراء فى المنطقة كانت رافضة لمثل هذه الأفعال، وترى أن مثل هذه الامور استغلال سيئ للأسطح، فيقول عيد عفيفى، سائق وأحد سكان منطقة المطرية، إن محاولات الغالبية العظمى لتحويل الاسطح إلى بؤر عشوائية تُستخدم كمقر لتربية الطيور او نشر «أطباق الدش» أمر سلبى ويضر بالمظهر الحضارى للمنطقة ناهيك عن السلبيات الكبيرة التى قد تنتج عنها، ولكن للأسف، الغالبية العظمى تستغل الأسطح بهذه الطريقة.

إجراءات احترازية
ويشير، إلى أنه يجب علينا جميعًا معرفة أن مثل هذه الأفعال لها سلبيات كثيرة منها ان تربية الدواجن والطيور دون خطة او وعى وبدون استخدام الإجراءات الاحترازية قد تجعل من هذه المنطقة بؤرة للأمراض والميكروبات الخطيرة، 
ويرى عفيفى، أن الحل لهذه المشكلة توعوى وان يقوم الإعلام بحملة توعية تظهر خطورة هذه الأمور، وما قد ينتج عنها من كوارث، ووضع خطة لحل هذه المشكلة خاصة أن هناك الكثير من الحوادث نتجت من الاستخدام السيئ لأسطح المنازل. 

عادات سيئة
وفى نفس السياق يؤكد سعداوى فتحى، محاسب، أن هذه العادات السيئة فى الاستخدام للأسطح أمر سلبى، ومن يقول ان به إيجابيات عليه أن يراجع نفسه، خاصة أن كوارث هذه العادات أكثر من فوائدها، ومن يتابع سيجد الكثير من الكوارث حدثت نتاج الاستخدام السيئ للأسطح ومنها حوادث الحرائق الكثيرة. 
ويشير إلى أن الكارثة، أن هذه الاستخدامات هى نتاج ثقافة سائدة انه بمثل هذه الامور فإنك توفر دخلًا او انك تساهم فى مساعدة الأسرة على التغلب على الظروف الصعبة ونتغافل فى نفس الوقت عن الأضرار التى تنتج من هذه العادات والتى يأتى على رأسها الأمراض نتاج غياب التخطيط العلمى فى هذه الاستخدامات ناهيك عن غياب استخدام الإجراءات الاحترازية وقاية لنا مما قد يسبب أضرارًا على البيئة وعلى الجميع.. أضف إلى ذلك ان إلقاء المخلفات قد يسبب حرائق وكوارث كبيرة سيكون لها أثر على المنطقة ككل لا قاطنى المنزل فقط. 

ويرى أن الحل لهذه المشكلة بتبنى الدولة حملة توعية، وفى نفس الوقت أيضًا حملة تساهم فى استبدال هذه الموروثات الخاطئة بالايجابية وفى هذه الحالة سنضمن انتهاء العشوائية على أسطح منازلنا. 

السوق المصرى
الصورة تطابقت أيضًا فى كثير من الأحياء التى قمنا بها وعلى رأسها حى الحسين، ذلك الحى العتيق والذى تمتاز مبانيه بالطراز المعمارى القديم الرائع، ويُعد الافضل مقارنةً بالاحياء الأخرى، إلا ان الاسطح به أبت ان تتخلى عن العشوائية.

ويقول محمد أبو هيبة، محامٍ، إن الحديث عن أسطح العمارات والاستخدامات التى يتم عليها يحمل شقين سلبى وايجابى، وكلاهما لا نستطيع ان نتخلى عنها ولكن يمكن تنظيمه بحيث لا تطغى السلبيات على الايجابيات. 

ويشير إلى ان الايجابى فى هذا الأمر هو ما يتعلق بالمشاريع الإنتاجية مثل «غيات الحمام» او مواقع تربية الأرانب والدواجن، لأنك فى هذه الحالة تساهم فى زيادة الإنتاجية فى ملكيتك الخاصة، وأنك تقوم بعمل مشاريع ذات طبيعة انتاجية تفيد السوق المصرى، وكل هذا يتم فى ملكيتك الخاصة، لأنك لا تستطيع أن تفعل مثل هذه الأفعال إذا كانت ملكية العقار على المشاع وهنا يسود المثل «أنت حر ما لم تضر». 
ويوضح أن السلبيات تبدأ اذا كان الاستخدام فى عقار ذات ملكية مشتركة ويتشارك به كثير من السكان، فإنك هنا تعتدى على حقوق الغير وهنا يجب أن تراجع نفسك. 

ويضيف: أن من ضمن السلبيات هو أيضًا اذا كان الاستغلال لهذه الأسطح يجعلها موقع «كراكيب وخردة» ومخلَّفات المنازل او الاطباق الكبيرة للدش التى لا فائدة منها، كل هذه سلبيات يجب أن نتخلى عنها. 

ويرى أبو هيبة أن الحل لهذه المشكلة لن يأتى إلا بتغيير الثقافة السائدة، وهذا الأمر لن يتم إلا إذا بدأ كل شخص بنفسه، وهذا ما حدث فى العقار الذى يقطنه عندما اتفق مع جيرانه على تحويل السطح إلى موقع استراحة يتشارك فيه الجميع وقام بعمل «برجولة» وتزيين السطح بالورود حتى يشعر الجميع بالراحة.

نماذج واقعية 
ويؤكد عبد الرحمن شحاتة، مهندس زراعى وصاحب تجربة لزراعة أسطح المنازل، أن تحويل أسطح المنازل لجنة خضراء والاستفادة منها بدلًا من جعلها مصدرًا «للكراكيب» هو خير قرار اتخذه ويتمنى أن يتم تعميمه على كل منازل مصر. 

ويوضح أن بداية الفكرة عندما قام بشراء قطعة أرض ٥٠ مترًا، وقام ببنائها لطابقين وبعد الانتهاء من البناء قام بوضع خطة لاستغلال السطح الخاص بالبناء والاستفادة منه بدلًا من تركه وكرًا للخردة أو للكراكيب وأيضًا لاستغلال خبرته الزراعية، خاصة أنه يعمل مهندسًا زراعيًا وحصل على دبلوم الدراسات العليا فى علوم الأغذية، بالإضافة لحصوله على ماجستير زراعة «اللاندسكيب» 

ويضيف، أنه لم يواجه أى مشاكل فى المشروع لمعرفته بكافة أمور الزراعة، مما ساهم فى سهولة الأمر، ولكن هذا لا يعنى أن من يحاول زراعة الأسطح سيُواجه مشاكل كبيرة، فالأمر يحتاج من غير المختص أن يحصل على بعض النصائح فى كيفية الرى والتسميد.

ويكمل أنه بدأ مشروعه ببراميل وأحواض وقام بزراعة كافة المنتجات، وهذا ما ساهم فى توفير كافة احتياجات أسرته من المنتجات الزراعية، سواء فاكهة أو خضراوات طوال العام، ويكفى أن اقول لك إنه من خلال شجرة خوخ واحدة حصل على أكثر من ٥٠ كيلو خوخ. 

ويشير إلى أن تكلفة المشروع بسيطة، ولكن الفيصل فى نجاح المشروع هو التأسيس والانطلاقة، بمعنى أنك إذا أردت أن تكون بدايتك احترافية، فستقوم ببناء أحواض كبيرة، وهنا ستكون التكلفة عالية، أما فى الطبيعى فالتكلفة بسيطة، وكل ما ستحتاجه أكياسًا بلاستيكية أو أقفاصًا، بشرط أن يتم إنشاء تربة بارتفاع ٢٥ سم إذا كنت تريد زراعة الخضراوات، أما أشجار الفاكهة ستحتاج براميل أو صناديق قديمة ومن ثم يتم توفير تربة زراعية ستجدها فى أى مكان وتقوم بخلطها برمال وبعد ذلك تبدأ الزراعة.

أما عن التسميد، فيوضح عبد الرحمن، أنه بعد انتهاء فترة التأسيس والزراعة، يتبقى التسميد، وهذه الخطوة أيضًا غير مكلفة، لانه قد يكفيك من ٥٠ ل ٦٠ جنيهًا لمدة تصل لـ ٥ أشهر، وأيضًا تستطيع أن تعرف نوعية التسميد الخاص بك من أصحاب المحال والذى يتحدد وفق نوع المنتج الذى ستقوم بزراعته. 
ويوضح عبد الرحمن، أن فوائد المشروع كثيرة وعظيمه بدايتها أنها ساهمت فى تحقيقه للاكتفاء الذاتى، كما أنه موفر للوقت، سيحتاج فترة بسيطة فى النهار، وكذلك قبيل المغرب وبالإضافة إلى أنه منفذ للهواء النقى بالمنزل، ناهيك عن أنه يوفر منظرًا حضاريًا لمنازلنا، والأهم من هذا كله أنه يساهم فى إعادة التوازن البيئى، لأننا بزراعة الأسطح نقوم بزيادة نسبة الأكسجين بالجو ومواجهة الانبعاثات الكربونية.

ويطالب عبد الرحمن بتعميم تجربة زراعة الأسطح، خاصة أن انتشارها سيساهم فى ضبط الأسعار، وله جدوى اقتصادية عظيمة، فبحسبة بسيطة، نفترض أن ٢٥ ٪ من الشعب المصرى قام بزراعة اسطح منازلهم، وحققوا الاكتفاء الذاتى لما يحتاجونه من منتجات زراعية، فهذا يعنى اننا قمنا بتخفيف الضغط على السوق بنفس النسبة، وبالتالى ستنخفض الأسعار ناهيك عن الفائدة الطبية العظيمة عندما نحصل على منتجات زراعية بمواصفات عالية الجودة.
ويختتم عبد الرحمن حديثه قائلًا: « أنه يتبقى نصيحة واحدة لمن أراد أن يتحصل على مكاسب من زراعة الأسطح، وهى التخصص بمعنى أن يقوم بتخصيص المكان الذى سيزرعه فى منتج زراعى واحد فقط، حينها سيحصل على ما يكفيه للبيع أما إذا قام بتنويع المحاصيل فلن يحقق الفائدة المرجوة».

زراعة خضراوات وفاكهة 

همسة محمد، قالت إن الزرع كان دائمًا موجودًا فى بيت جدتى وكنت بحب اهتمامها به، لكن لم أر عندها إلا الفل والريحان وأحيانًا الصبار، وكنت أفرح كثيرًا عندها تعطينى زهرة فل وأحببت رائحتها جدًا، وبعد زواجى قررت أن أزرع فل، ولكن التجربة فشلت أكثر من مرة ولم أستطع رعايته واخترت العديد من الزهور ولم تدم معى طويلًا، فمررت بفترة من الإحباط وقررت ألا أزرع حتى لا أميت كل يوم نبتة. 

ولكن بالصدفة ظهر أمامى على اليوتيوب فيديو لشاب هو فى الاصل مهندس زراعى يتحدث عن زراعة البلكونات وأطلق مبادرة، لذلك كنت أتابعه بانبهار واستمتع برؤية النباتات وقررت إعادة التجربة ولكن بعد دراسة وبحث، فراسلت احدى الصفحات المتخصصة فى بيع الزرع «اون لاين» وطلبت منهم ترشيح نوعين سهل العناية بهما وبدأت الرحلة، وكلما نجحت فى الحفاظ على زرعة اشتريت الأخرى.

وبالطبع المحيطون بى منهم من شجعنى ومنهم من تنمر عليَّ قائلًا: كلها بتشترى حاجات مالهاش فايدة، فقررت أقرأ معلومات عن كل نبتة تلفت انتباهى فوجدت أن بعض النباتات التى تُستخدم فى الزينة لها فوائد صحية أخرى مثل تنقية الهواء بشكل مكثف وطرد الحشرات فاقتنيتها.

ثم قررت تجربة زراعة الخضراوات والفاكهة مثل البطاطس والطماطم والفراولة والجرجير والنعناع والثوم المعمر والروز مارى وورق اللورا والزعتر، والمورينجا، وأحمد الله أن تلك التجارب نجحت، كما أنها زرعت فى نفوس أبنائى المسئولية وحب النباتات وحثتهم أيضًا على الحفاظ على نبتة او شجرة فى الشارع لمعرفتهم قيمتها فى حياتنا.

الخبراء يؤكدون:
الخبراء أكدوا أن التنمية المستدامة والتوجه نحو تنمية الاقتصاد الاخضر على مستوى كافة الهيئات والحكومات إلى ان يشمل أسطح المنازل والبيوت أصبح أمرًا لا مفر منه ولابد من تعميمه والعمل على تنفيذه بشكل جيد وفعال، لكى يحقق الحد الاقصى من الاستفادة.

حيث قال د.أيمن الدهشان استشارى نُظم الإدارة الدولية، إن الاقتصاد الاخضر نوع من الطرق المنظمة لإنشاء مجتمع وبيئة نظيفة ترفع من المستوى الاقتصادى وتدفع المجتمع نحو حياة أفضل، وتحافظ على موازنة البيئة من جميع أشكال التنوع البيئى، حيث إن الاقتصاد الأخضر ييسر تحقيق التكامل بين الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة وهى الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية أو الإدارية.

ويرى أن هناك ضرورة لتطويع الاقتصاد الأخضر مع الأولويات والظروف الوطنية وضرورة تطبيق مبدأ المسئوليات المشتركة بين الأجهزة المعنية للدولة للانتقال الطوعى صوب الاقتصاد الأخضر.

وأشار إلى ان زراعة الأسطح المنزلية اصبحت إحدى وسائل تحقيق ربح اقتصادى جيد خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى مساهمتها فى الحفاظ على البيئة والحصول على الخضروات والفواكه الطازجة بدون مبيدات الضارة، وفى دول العالم المتقدمة، لا تقل أهمية سطح المنزل عن باقى المساحات الأخرى فيه، حيث يمكن تحويلها إلى جنة إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح. 

واقترح الدهشان، بعض الأفكار المميزة التى يمكن تطبيقها على سطح المنزل، مثل بناء أكواخ خشبية صغيرة وإقامة تجمعات مع العائلة والأصدقاء وحديقة جاكوزى وأرضية من النجيل الطبيعى وغيرها الكثير من الأفكار التى تكاد لا تنتهى فيما يخص كيفية استغلال سطح المنزل بطريقة مميزة، ولمحبى الطبيعة والمساحات الخضراء، فلا يوجد ما هو أجمل من الزراعة على سطح المنزل. 

التنمية الاقتصادية
وفى نفس السياق، أكدت د.جاكلين دميان أستاذ إدارة الاعمال جامعة القاهرة، أن التنمية الاقتصادية والتصنيع فى الوقت الحاضر لهما تأثير كبير على البيئة الذى يتسبب فى أضرار صحية وتلوث فى الهواء وتغيير فى المناخ، لذلك أصبح التوجه ناحية التنمية المستدامة والاقتصاد الاخضر أمر لا محالة ومسئولية اجتماعية للمنظمات والمؤسسات بواسطة أشكال متعددة منها الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث وإعادة التدوير. 

وبما أن التنمية المستدامة عملية جماعية تستلزم العمل الجماعى من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من الاستدامة، فأصبحت المبادرات والتفكير الاخضر جانبًا مهما على المستويين الفردى والمؤسسى، وهذا يتطلب بالطبع تغييرًا فى ثقافة ومفاهيم المنظمات والافراد على حدا، سواء من خلال تعريفهم بأهمية الاستدامة البيئية وكيفية إدارة النفايات.

وأصبح من المهم جدًا أيضًا للوصول إلى الاستدامة استخدام التكنولوجيا الذكية كإحدى الطرق فى تحقيق الاستدامة الاقتصادية، حيث ستكون قادرة على زيادة الإيرادات وتقليل التكاليف، ولكن الاستدامة الاقتصادية وحدها لا يمكن أن تقلل من استخدام الموارد وتحسين ظروف الصحة والسلامة من غير المسئولية المجتمعية. 

وأشارت إلى أنه لابد من توفير بيئة نظيفة مع توفير الطاقة المستخدمة وهذه بعض الطرق التى تؤدى إلى الاستدامة، بالإضافة إلى توفير ثقافة بيئية بين أطياف المجتمع ككل وخلق تغيير جذرى وواقعى فى سلوك الأفراد داخل المجتمع سواء على المستوى الشخصى أو فى مجال العمل، وتشجيع الدولة للمواطنين على إعادة تدوير المخلفات.

فضلًا عن التشجيع الجماعى على الاستفادة من أسطح المبانى من خلال زراعة هذه الأسطح ومحاولة ترويج المنتجات المزروعة حتى تعود بالنفع عليهم، والبدء فى التحول إلى المبانى الخضراء لانها مبانٍ أقل تكلفة، بالإضافة إلى أن هذه المبانى تقلل من استخدام الموارد المتاحة مثل المياه والكهرباء وتقلل من النفايات والتلوث، واستبدال المصابيح العادية بمصابيح موفرة للطاقة استخدام عبوات صديقة البيئة لتقليل النفايات. 

وأشارت إلى ان احدى الطرق المهمة جدًا للاستدامة، استخدام الطاقة المتجددة للحد من انبعاث الكربون والتقليل من التغيير المناخى الذى سيؤثر على النظام البيئى وبالتالى على البشرية، وأنهت حديثها قائلة: «إن الاقتصاد الأخضر ومفهوم الاستدامة يتطلب تطبيقه من قبل المجتمع بأكمله لأن شخص واحد بإمكانه أن يدمر ما حققه بقية الأفراد، فهو يتطلب عمل جماعى وأفكارًا ابتكارية حتى نصل إلى بر الأمان وإلى تنمية مستدامة». 

أكد الدكتور محمد صدقى أستاذ الصدر والحساسية بطب الأزهر، «أن الطيور عامة التى تُربى فى البيوت او على أسطح المنازل سواء كانت دواجن او حمام او بط او غير ذلك، تحتوى على بروتينات حيوانية فى ريش الطيور، هذه البروتينات عندما تصل إلى الجهاز التنفسى لأى إنسان ليس بالضرورة ان يكون مريض حساسية يمكن ان تحدث تفاعلًا بسيطًا قد لا يشعر الإنسان بضرر ويمكن أيضًا ان تحدث تفاعلًا شديدًا ينتج عنه التهابات مناعية تتسبب فى حساسية الجهاز التنفسى وحساسية الجيوب الأنفية، وقد تسبب أيضًا هذه الالتهابات فى حساسية الرئة نفسها وقد تصل إلى التليف الرئوى فى بعض الحالات، خاصة الحالات التى تحمل الجين ولديها الاستعداد الوراثى، ليس هذا فقط بل تربية الطيور على أسطح المنازل وداخل البيوت تعرضنا أيضًا للأمراض الميكروبية، وقد حدث من قبل وواجهنا فترة عصيبة مع إنفلونزا الطيور التى كانت تنتقل من الطيور إلى الإنسان، ولذلك فهناك بعض الأشخاص محظور عليهم التعامل مع الطيور او التواجد فى هذه البيئة التى تعضهم لأمراض خطيرة جدًا، وهو ما جعلنا نحذر كثيرًا من تربية الطيور بأسطح المنازل وداخل البيوت بما يجعلها تضر بصحة المحيطين بها دون دراية منهم بخطورة هذا الأمر. 

مواصفات موحدة
ومن جانبه، أكد المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضارى أهمية الاهتمام بتنظيم أسطح المبانى ووجود مواصفات موحدة لشكل هذه الأسطح، موضحًا أن هذا التنظيم يبدأ او من السكان لأن عشوائية أسطح البناء وتراكم المخلفات بها وتكدث الكراكيب عليها للحد الذى يوصل هذه الأسطح للضرر بأصحابها يعتمد فى الأصل على سلوك السكان، ولذلك يجب ان يتم غرس قيمة هذه الأسطح وأنها ليست مكانًا للكراكيب، بل من الممكن ان تكون متنزهًا جميلًا لالتقاء السكان وتجمعهم، وبعض العمارات السكنية قامت بذلك بالفعل وزرعوا أجزاء من السطح وفرشوا أجزاء وزينوا أجزاء وجعلوا من السطح مكانًا جميلًا للتجمع فى المناسبات وفى إفطار رمضان وفى الاحتفالات، والبعض أيضًا يتنافس على حجز مكان فى السطح لوضع كراكيبه ومهملاته حتى يصبح هذا السطح أشبه بمقالب القمامة، ولذلك فسلوك السكان يكون فارقًا جدًا فى استغلال الأسطح وتنظيمها، وليس له علاقة بكون المنطقة راقية او عشوائية ومن الصعب ان ينظم القانون سلوكيات السكان ويقوم بالتفتيش على الأسطح، وليس فقط أسطح المبانى، بل ينطبق الأمر أيضًا على الشرفات.