على طاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناثرت أوراق القرارات التي تمثل تحديات وخيارات تخص أمن واستقرار فرنسا وأوروبا، وتتخذ القضية الأوكرانية مكانة محورية من بين الأوراق المتراكمة، ما أثار حالة من التوتر في الشارع الفرنسي وتزايد القلق من احتمال توسع الحرب في أوكرانيا إلى باريس، وهو ما جعل الحكومة الفرنسية والمواطنين على أهبة الاستعداد.
اقرأ أيضا | مؤتمر باريس حول السودان يتعهد بمساعدات إنسانية بملياري يورو
ويشهد الاهتمام المتزايد في فرنسا ببناء الملاجئ والمخابئ الخاصة ارتفاعًا ملحوظًا، وذلك على إثر تصريحات ماكرون حول إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، وفقًا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
زيادة الاهتمام ببناء الملاجئ والمخابئ بين الفرنسيين
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن الصراع في أوكرانيا دفع السوق المحلية لبناء الملاجئ والمخابئ الخاصة للارتفاع، مما أدى إلى زيادة الطلب من العملاء وارتفاع غير مسبوق في الأسعار بالبلاد.
وتتوقع وسائل الإعلام الفرنسية أن تكون تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية باهظة الثمن على باريس، حيث يتزايد الخوف في حين يتزايد الحديث عن الاهتمام المتزايد بالملاجئ والمخابئ الخاصة. وأثارت تصريحات ماكرون ضد روسيا مخاوف من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق في أوروبا، كما يعتبر ملف إرسال القوات الفرنسية إلى أوكرانيا فتحة جديدة من التوتر الداخلي.
مقارنة الإقبال على بناء الملاجئ في السنوات الأخيرة
وفيما يتعلق بالمواطنين الفرنسيين، فقد أصبح الوضع الأمني في خطر وأصبحت الحماية أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة بعدما اتجهت الأنظار إلى شركات متخصصة في بناء الملاجئ والمخابئ الخاصة، والتي ذكرت أنها تتلقى مئات المكالمات اليومية، ومن بينها شركة "أميسيس للبناء الدولي" التي قامت ببناء نحو 13 ملجأ في عام 2022، وهو الرقم نفسه للعام الماضي 2023، وفقًا للصحيفة الفرنسية ذاتها.
واعتبر مراقبون أن العدد المذكور هو ضئيل للغاية في الوقت الحالي، كما تحدثوا أيضًا عن وجود الفكرة التي لا زالت قيد النقاش ببناء الملاجئ وأنها قد لا تتحقق، على عكس ما أفادت به الصحيفة الفرنسية.
أما بالنسبة للملاجئ والمخابئ الخاصة، فإن هذا النوع عبارة عن مكعبات من الخرسانة المسلحة بمساحة تقدر بـ 14 مترًا مربعًا، وقادرة على استيعاب 6 أشخاص.
آراء الشارع الفرنسي
أما وقبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كانت أوكرانيا تبني الملاجئ والمخابئ الخاصة بتكلفة تبلغ حوالي 86 ألف يورو، ولكن اليوم، وبعد مرور أكثر عامين على الحرب، ارتفع سعر المخابئ والملاجئ الخاصة إلى حوالي 120 ألف يورو بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام، وكذلك زيادة الطلب.
أما بالنسبة لآراء الشارع الفرنسي حول تأثير السياسة الفرنسية تجاه روسيا والارتباط المحتمل بينها وبين مخاوف السكان في فرنسا، قال أحد المواطنين الفرنسيين عبر قناة العربية الإخبارية: "ربما تكون دعاية تجارية لجني الأموال، لكنني أعتقد أيضًا أن الهدف منها دفع الناس للمبالغة في الخوف".
وأضاف شخص آخر: "أعتقد أنها مجرد دعاية، لا أرى أن احتمال وقوع حرب في باريس وارد، والقول بأن هناك حربًا بين فرنسا وروسيا هو مجرد دعاية".
