فى الصميم

التصعيد لن يتوقف.. إلا بإيقاف حرب الإبادة!

جلال عارف
جلال عارف

لافت أن تتم زيارة وزير الخارجية سامح شكرى إلى تركيا فى أعقاب زيارته إلى جنوب إفريقيا. وطبيعى أن تفرض أوضاع المنطقة والقضية الفلسطينية نفسها على المباحثات بين الدول الثلاث إلى جانب تنمية العلاقات فيما بينها.


التحرك الدبلوماسى المصرى يأتى فى ظل تصاعد غير مسبوق يأخذ المنطقة والعالم إلى مشارف حرب لن تكون فقط مقصورة على الإقليم، بل ستمتد آثارها إلى كل أنحاء العالم.


مصر كانت من أولى الدول التى حذرت من أن الحرب الهمجية التى تشنها قوة الاحتلال الإسرائيلية فى غزة ستفجر المنطقة كلها. الآن يتحدث الجميع عن المخاوف من التصعيد، لكن علينا أن نقطع الطريق على المحاولات المكشوفة لإبعاد الأنظار عن الخطر الحقيقى وهو استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة وتهديد إسرائيل باقتحام "رفح" الذى سيكون - إذا تم - سبباً فى انهيار كل منظومة الأمن الإقليمى والدخول فى صراعات لن تتحملها المنطقة أو العالم، وستكون إسرائيل ومن يدعمونها أكبر الخاسرين فيها مهما حشدوا من إمكانيات!!
الدول السبع الكبرى (بقيادة أمريكا) أكدت أنها ضد التصعيد وتوسيع الحرب، وأنها ضد اقتحام إسرائيل لمدينة رفح،.. أو ما يسمونه من باب تخفيف الجريمة بـ "العملية العسكرية الكبيرة"!!.. هذا جيد، ولكن كيف تكون ترجمته؟!.. الترجمة الصحيحة لا يمكن أن تكون مع "الـفيتو" الأمريكى الذى يمنع أى قرار بإيقاف الحرب فى غزة(!!) ولا بالإعلان عن صفقة سلاح بمليار دولار لتزويد آلة القتل الإسرائيلية بما يلزم لاستمرار المذبحة ضد الشعب الفلسطينى(!!)
ولا بتمرير قرار بمنح إسرائيل مساعدات تصل إلى ١٤ مليار دولار(!!) ولا بوقف أمريكا ضد إرادة العالم كله فى الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة متمسكة بترك ذلك لما يقرره الاحتلال الصهيونى النازى بالتفاوض أو بحرب الإبادة(!!).
من يريد وقف التصعيد ومنع الأسوأ، لا طريق أمامه إلا إيقاف المذبحة الإسرائيلية وتنفيذ إرادة العالم بإيقاف فورى لإطلاق النار.. وليس بتزويد آلة القتل الإسرائيلية بالمزيد من السلاح والمال.. و "الڤيتو" الذى أصبح مخصصًا - من جانب أمريكا- لدعم إسرائيل ورفض إيقاف حرب الإبادة!!