إنها مصر

غزة.. وماذا بعد؟

كرم جبر
كرم جبر

فيتو أمريكى ينهى حلم فلسطين فى الحصول على العضوية العادلة الكاملة بالأمم المتحدة، ومنذ اندلاع الحرب فى أكتوبر الماضى، وأمريكا تستخدم "الفيتو" لإبطال أى قرار لوقف إطلاق النار، حتى لو كان لأسباب إنسانية لإدخال المساعدات الغذائية.


وتتعقد الأزمة بدخول إيران على خط الأزمة، بالحرب الهزلية بينها وبين إسرائيل، التى سحبت الأضواء من مأساة غزة وسكانها، حرب مثل ألعاب الكمبيوتر، للتسلية وإضاعة الوقت والتمويه على مأساة الحرب فى غزة.


والتعبير المفاجئ جاء على لسان وزير الخارجية الإيرانى عندما وصف ما حدث فى أصفهان ليلة الجمعة، بأنه أشبه "بلعب الأطفال" وليس بالطائرات المسيرة.. وهدد بأن بلاده سيكون ردها فورياً وبأكبر قوة ممكنة إذا قامت إسرائيل بأى خطوة حاسمة ضد بلاده.


وكل هذه التطورات السريعة ليست فى صالح القضية الفلسطينية، التى تراجعت فى أجندة الاهتمام الإقليمى والدولى، بفعل "لعب الأطفال" الذى قد يتحول إلى حرب كارثية إذا قامت إسرائيل بضرب المواقع النووية الإيرانية، وعندها سيكون حكماً بالتصفية لقضية فلسطين بأكملها.
والأزمة "غزة" خيوطها شديدة التعقيد.


واشنطن استخدمت الفيتو، لأنها ترى أن حماس لا تزال تمارس السلطة، ولم يقم الرئيس الفلسطينى بالإصلاحات الضرورية لإنهاء وجودها ونزعها من غزة، لبدء مفاوضات "اليوم التالى" بشكل فعال.
ومثل هذه المطالب انتحارية، فإذا كانت إسرائيل لم تستطع "خلع" حماس فى الحرب المستمرة منذ ستة شهور، فكيف تستطيع السلطة الفلسطينية الضعيفة ذلك؟، ولكن واشنطن تماطل وتسوف، وتقرر إنشاء رصيف بحرى فى غزة لإدخال المعونات ويستغرق إنشاؤه شهرين، ومعنى ذلك أن الوضع المأساوى مستمر دون تحديد زمن معين.
وإسرائيل تصر على القضاء على حماس بالضربة القاتلة، إما بقتل قادتها، أو السماح لهم بالهجرة الإجبارية، ووضعهم تحت الرقابة فى الدول المستقبلة، وإخراج الرهائن فى مقابل ما تحدده من الأسرى الفلسطينيين الذين توافق على إطلاق سراحهم.
وتحسنت صورة نتنياهو كثيراً فى أمريكا والغرب والداخل الإسرائيلى بعد لعبة المسيرات مع إيران، وتحول من "مجرم حرب" مطلوب محاكمته إلى "حمل وديع" يدافع عن بلده وسط محيط ملىء بالكراهية والرغبة فى القضاء على إسرائيل، وساعده على ذلك المسيرات المجهولة التى انطلقت من كثير من الدول المحيطة بإسرائيل، "لعب أطفال" على حد تعبير وزير الخارجية الإيرانى.
والخوف أن يصبح وقف إطلاق النار فى غزة حلمًا مستحيلًا، رغم أنه الشىء الوحيد الذى يقضى على مخاطر توسيع نطاق الحرب ويمنع وقوع أحداث جسام لا يستطيع أحد التحكم فى مسارها.