«مش علشان بطولة .. ده عشق من الطفولة» الأهالي يلونون منازلهم بشعار النادي الإسماعيلي | فيديو 

الأهالي يلونون منازلهم
الأهالي يلونون منازلهم

■ كتب: فتحي البيومي 

لم يك مجرد ناد يعشقونه ويشجعونه، بل أصبح كيان يجري في عروقهم مجرى الدم، تكاد دمائهم تتلون بالأزرق والأصفر، شعار ناديهم المعشوق أولا وأخيرا، وكأن الفرد منهم لقن حبه حين ولادته كما لقن الأذان والاسم، لم يك دعمهم له وقت انتصاراته فقط بل كانوا خير داعم له في أزماته وكبواته، ساندوا حصانهم الأصيل في أزمته حتى تعدى كبوته وأحتل مكانه في سباق الأندية المصرية وإن كان متأخرا بعض الوقت لكنه بدعمهم وإصرارهم على الوقوف خلف سيعود ويحتل مكانه في مقدمة السباق، زحفوا خلفه في كل مكان غير عابئين بعناء السفر والترحال لدعمه في مواجهاته المختلفة سواء محليا أو أفريقيا، كانت قلوبهم تهتف قبل حناجرهم " دراويش يا عمري".

 

إن المتابع لتشجيع الجماهير للأندية المختلفة يجد في حكايات جماهير الإسماعيلي اختلافا كبيرا يضرب أروع الأمثلة في الصبر والصمود، فأثناء الكبوات كانوا داعما وفي الانتصارات كانوا شريكا، لم تتحمل إدارة النادي الإسماعيلي عثرات الفريق الأول لكرة القدم وحدها، بل تحمل جماهيره القدر الأكبر من العناء والمثابرة، فناد مثله لن يسقط طالما خلفه تلك القلوب الوفية والسواعد القوية والإيمان الكامل به.

قرية كاملة " أبو عطوة" تابعة لمحافظة الإسماعيلية اصطبغت وجهات منازلها بألوان قميص النادي الإسماعيلي تعبيرا عن العشق اللا متناهي لذلك النادي العريق ورسالة واضحة وجلية لكل محبي الرياضة في مصر وخارجها، نحن هنا في مساندة نادينا الأوحد منذ ولادتنا وحتى الوفاة.

"بوابة أخبار اليوم" في جولة في قرية أبوعطوة لرصد مظاهر حب أهلها وعشقها للنادي الإسماعيلي.

◄ حكاية عشق

وعن حب أهالي وشباب الإسماعيلية للنادي الإسماعيلي يقول "محمد عبده" مرشد سياحي من أبناء الإسماعيلية : نحن نحتفل هذه الأيام بمرور ١٠٠ سنة على تأسيس النادي  الإسماعيلي ولم يكن الاحتفال مقتصرا على إدارة النادى فقط بل الاحتفال يوجد في كل قلب من قلوب أبناء الإسماعيلية ونحن وجدنا أن أقل ما يمكن تقديمه كمشاركة في هذا الاحتفال أن نقوم بدهان واجهات منازلنا بألوان النادى الإسماعيلي تقديرا منا وحبا لهذا النادي العريق ورسالة منا لكل من يرانا أو يسمعنا بأن الإسماعيلي موجود في قلب كل فرد من أبناء محافظة الإسماعيلية، فالنادي الإسماعيلي كيان مرتبط ارتباطا كليا بمحافظة الإسماعيلية فهو الشاهد على بطولاتها وكل مر بها من صعاب ومواجهات للاحتلال أي كانت هويته وأطماعه،  وحبنا كأبناء الإسماعيلية نتاج طبيعي لحبنا لبلدنا وارتباطتنا بها كون الإسماعيلي جزء لا يتجزأ منها.

◄ بدايات الأسطورة في قلوب أبناء الإسماعيلية

وعن تاريخ عشق أبناء الإسماعيلية للنادي الإسماعيلي يقول عبده" لم يك حب الإسماعيلي وليد اليوم أو الأمس بل هى حكاية بدأت مع بداية تأسيس النادي، أما عنا نحن كشباب أبناء فترة التسعينات فقد بدأت الحكاية وقتها حين كون الإسماعيلي فريقه من ١٨ لاعبا من أبناء الدرجة الثانية وهذه الفترة التى تزامنت مع يأس الجماهير من تحقيق أية بطولات وكانت أقصى أمانينا بقاء الإسماعيلي في الدوري الممتاز، ولكنها "المعجزة" قد حدثت فبعد مرور ٤ أو ٥ مباريات بدأت الجماهير تشعر بأن هناك أملا كبيرا فهناك فريق جديد متميز ومختلف كليا عما سبقه، خاصة عودة الأهلي والزمالك من كأس العالم وكانا في قمة مجدهما وتألقهما ورغم ذلك استطاع النادي الإسماعيلي تحقيق لقب الدوري بعد غياب ٢٤ سنة ومن ثم الوصول لنهائي أفريقيا عام ٢٠٠٣، فهذا ما جعلنا نشعر الفخر وتغير الأوضاع كليا .

◄ مبادرة تلوين المنازل بشعار النادي الإسماعيلي

وعن فكرة تلوين واجهات المنازل بأبوان وشعار النادى الإسماعيلي يقول "عبده" لن انسب هذه الفكرة لي شخصيا فأنا مشجع كرر فكرة أعجبته ولن تستطيع تحديد صاحب الفكرة نظرا لأنها منتشرة بين أبناء المحافظة كلها، فلن تجد منزلا كما قولنا سابقا لا يوجد عليه شعار أو ألوان الإسماعيلي في الإسماعيلية، ولكننى حين فكرت في تنفيذ الفكرة سعيت لعمل شيء مختلف فقمت بالبحث عن لاعب قدم للنادي الإسماعيلي الكثير ، وبالرغم من تفكير الكثير من مشجعي النادي في اسطورة  مصر كابتن محمد صلاح أبو جريشة الذي كان سببا في حضورنا جميعا تدريبات الإسماعيلي لمشاهدته، إلا أنني فكرت في رمز أخر        فلم أجد خيرا من كابتن أيمن رمضان الذى قدم الكثير لناديه ولم يذكره إلا القليل  وفي نظري لم يوف حقه حتى الآن.

◄ رأي الجماهير في كابتن إيهاب جلال

وعن رأي الجماهير في إيهاب جلال كمدرب للنادي الإسماعيلي يقول "عبده" لو تحدثت عن كابتن إيهاب جلال كلاعب سابق للنادي الإسماعيلي كنا من محبيه ونحرص على مشاهدته في الملعب، كل هذا جانب إيجابي في تكوين رأينا به كمدرب، أما عن الناحية الفنية فلا خلاف عليه فهو "كوتش" كبير شارك في تدريب العديد من الفرق في الدوري المصري وحقق معها ومع الإسماعيلي نجاحات ملحوظة، فضلا عن توليه تدريب منتخب مصر وإن كانت مدة قصيرة فكل هذا يحسب له ويثقل من تاريخه كمدرب، وأرى أنه في حدود الإمكانيات المتاحة يعمل بشكل جيد ولا نستطيع توجيه اللوم له بأي شكل من الأشكال، فكما يرى الجميع نحن لسنا بالحال الأفضل ماديا والنادي يحتاج إلى الدعم المالي اللازم لشراء لاعبين على مستوى عالي والإنفاق على قطاع الناشئين أيضا .

◄ اقرأ أيضًا | بعثة الإسماعيلي تطير إلى ليبيا لمواجهة أهلي بنغازي وديًا

◄ رأي الجماهير في إدارة النادي الإسماعيلي الحالية

وعن رأي الجماهير في مجلس إدارة النادي الإسماعيلي يقول "عبده"  مما لاشك فيه أن الأوضاع بالنادي ليست مستحبة ولكننا لا نستطيع لوم الإدارة كثيرا على ذلك، فالإدارة الحالية ورثت تركة صعبة ذات مشاكل مادية كبيرة، فمن وجهة نظري فالرياضة عامة في مصر تحولت لدعم بعض الأندية الكبيرة دون النظر إلى بقية الأندية الشعبية الأخرى، فالشركات الكبرى التى تدعم الرياضة ونشاط كرة القدم تحديدا تصب دعمها على ثلاثة أندية أو ربعة فقط مما حال دون تحقيق العدل الكروي في دعم بقية الأندية الشعبية الأخرى وبالتالي تعرضها لأزمات مادية حالت بينها وبين تحسين أوضاع الفرق بها، فالمشكلة هنا مادية من المقام الأول وستظل كذلك، فالإسماعيلي لم يعد كما كان، حيث كان سابقا في ترتيب الأهمية عند اللاعب رقم ٣ بعد الأهلي والزمالك، أما الآن افتقد لعامل الجذب ونحن نحتاج معالجة ذلك ليعود الإسماعيلي لسابق عهده.

◄ إشادة الجماهير ب "بوابة أخبار اليوم" 
وختاما لحديثه عن عشقهم للنادي الإسماعيلي يقول "عبده" يجب أن أخص "اخبار اليوم" بالشكر الكبير والمزيد من مشاعر الامتنان وذلك لحرص هذه الجريدة الكبيرة والعريقة على التواجد بين جماهير الإسماعيلي ومشاركتهم احتفالاتهم بمرور ١٠٠ سنة على تأسيس النادى الإسماعيلي، وإن كان هذا ليس بغريب فهذه الجريدة العريقة كانت ولا زالت شريكة كل أبناء محافظة الإسماعيلية في كل أفراحهم ولحظاتهم الصعبة .