نحن والعالم

أمن دولى

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

تختلف وتتقاطع مصالح المعسكرين الشرقى والغربى فى الشرق الأوسط بقدر ما تختلف، ولكنها تتفق حول حقيقتين ثابتتين: أولاً مكانته الإستراتيجية، وثانياً أهمية الحفاط على استقراره وعدم انزلاقه لحرب إقليمية.

لأن اندلاع مثل هذه الحرب سيخّل بتوازن العالم ويضرب المصالح الاقتصادية الدولية فى مقتل.

فالشرق الأوسط إلى جانب موقعه الجيوسياسى، هو مركز حيوى لإنتاج وتخزين وتصدير النفط والغاز الطبيعى للعالم حيث يستحوذ على حصة قدرها 29٪ من كعكة صادرات الغاز الطبيعى و31.3٪ من اجمالى انتاج النفط الخام (حوالى ثلث انتاج العالم)، هذا بجانب امتلاكه 871 مليار برميل احتياطى مؤكد. كذلك يصّدر الشرق الأوسط 72٪ من انتاجه النفطى للجانب الآخر من العالم، الذى تقف فيه قارة امريكا والصين واوروبا كأكبر الدول استهلاكاً «بمعدل 52 مليون برميل يومياً» حصة كبيرة منها تأتى من الشرق الأوسط، ولا يحتمل العالم عرقلتها..

بالإضافة لذلك، يحتضن الشرق الأوسط أهم الممرات المائية فى العالم التى تعتبر شرايين التجارة الدولية وهمزة الوصل بين مراكز الانتاج ومراكز الاستهلاك. واى تعطيل لتلك الممرات يترجم فوراً لسلسلة أزمات تهز الإقتصاد العالمى وتهدد سلاسل التوريد.

ويكفى ان نتذكر كيف تكبدت التجارة العالمية 42 مليار جنيه إسترلينى خسائر فى 6 أيام فقط فى2021 عندما علقت سفينة فقط فى قناة السويس، وكذلك الخسائر التى يتكبدها العالم الآن جراء مناوشات الحوثيين فى البحر الأحمر التى تسببت فى ارتفاع تكلفة الشحن عبر باب المندب بنسب وصلت إلى 170٪ وفى تراجع التجارة العالمية بنسبة 1٫3٪. فى شهرين فقط. ماذا يمكن ان يحدث اذا اندلعت حرب إقليمية أدت لشلل تلك الشرايين ؟

من هنا يعى الجميع ان تجنب المزيد من التصعيد فى المنطقة مصلحة عامة تتجاوز أمن إسرائيل والأمن الأقليمى لتصل لمرتبة الأمن الدولى. لأن التصعيد سيمثل تهديداً مباشراً لتدفقات النفط وحركة التجارة العالمية، ما يعنى ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الوقود والشحن، وبالتالى ارتفاع أسعار السلع للمستهلكين وزيادة التضخم العالمى ودفع الأسواق والعالم لحالة من الفوضى.