اعترف بجريمته .. قتل ابنه المدمن ليتخلص من مشكلاته

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 كل اب في الدنيا لا يتمنى سوى أن يصبح ابنه أفضل منه يفخر بأخلاقه، يتمنى أن يراه في أعلى المناصب ليقول لكل من يعرفه انا ربيت وكبرت هذا الرجل فهو الذي سيحمل اسمه من بعده، هكذا يكون يكون حلم كل اب في الدنيا أن يصبح ابنه السند والظهر للأسرة بأكملها

لكن خيبة الأمل عصفت بأحلام «خميس» عندما وجد ابنه الوحيد مدمن مخدرات فاشل في كل شيء بالرغم من انه وفر له كل شيء يحتاجه في حياته. حياة الأسرة تحولت إلى جحيم بعدما وصل الامر بالابن لسب وضرب والديه من أجل المال لدرجة أن والدته وشقيقته هربتا من البيت بسبب تعديه عليهما امام الجيران.

حاول عم خميس علاج ابنه لكنه فشل، ضاقت به الدنيا ولم يجد حلا أمامه سوى الخلاص من ابنه وقرر أن ينهي حياة ابنه بيديه وهو يقول في نفسه يكفينا ما رأيناه من ألم وفضائح ومصائب.

تم القبض على الاب واعترف بجريمته ليؤكد أنه فعل ذلك ليخلص الناس من شره فهو لم يعد يحتمل ألما وفضائح.

 النيابة قررت حبس الأب وإحالته إلى محكمة جنايات القاهرة والتي اصدرت حكمها بسجنه ثلاث سنوات فقط.

 في السطور التالية نروى تفاصيل القضية واسباب الحكم فيها

عم خميس موظف بالمعاش يعيش مع زوجته وابنيه كريم وايمان كان حلم حياته أن يراهما افضل منه وخاصة ابنه كريم كان يحلم أن يصبح ذو مكانه كبيرة في المجتمع، لكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، فابنه الاكبر وهو في التاسعة عشر من عمره ترك دراسته في كلية التجارة وأصبح بيته الشارع والمقاهي بعدما عرف اصدقاء السوء، عرف طريق المخدرات تبدل حاله بين يوم وليلة، كره حياته واسرته، يذهب إليهم فقط إذا أراد المال لينفقه على مزاجه سنوات وهو ينهرهم ويسبهم ووصل به الأمر مؤخرًا الى ضرب ابيه وامه لدرجة انهما كان يدعيان ربهما أن يخلصهما من شره. 

اختفى كريم عدة اشهر بعدها فوجئت  الام بعودته مجددا إلى المنزل يطلب منها اموالا لكن الام اخبرته أنه لم يعد لديها اموالا، لكن كريم لم يصدقها وسبها وضربها هي وشقيقته.

لم تجد الام سوى الهرب من بطشه، واتصلت بزوجها تخبره بما حدث مؤكدة انها لن تعود  مرة ثانية حتى ينتهي ذلك الكابوس فإنها تخاف على نفسها وعلى ابنتها من أن يحدث لهما مكروه.

شعر الاب أن الدنيا ضاقت في وجهه مرة اخرى فهو فعل كل شيء حتى ينصلح حاله لكنه فشل، وبدأ الاب يفكر في كيفية الخلاص من تلك المشكلة.

وقرر الاتصال به وطلب منه أن يأتي اليه في المنزل مؤكدًا له انه احضر اليه مبلغا ماليا وبالفعل جاء كريم إلى والده لكن كريم فوجئ بوالده يعطيه مبلغا زهيدا فدفعه أرضا وسبه أمام الجيران، دخل الاب غرفته وهو يسيطر على تفكيره فكرة الخلاص من ولده. 

ساعات الليل كانت ثقيله على الاب المسن لم يذق فيها جفنه طعم النوم حتى سمع اذان الفجر فارتدى جلبابه ووضع الشال الابيض على كتفه ليذهب للصلاة في المسجد كالمعتاد.

وبعد عودته من المسجد كان قد حسم قراره بالخلاص من عاره، ذهب الى غرفة ابنه وهو نائم واستجمع قوته وقام بلف الشال الخاص به على رقبته واطبق بركبتيه على جسده وخنقه.

وبعد أن تأكد من أنه فارق الحياة اتصل بوالدته واخبرها بوفاة ابنها بعد أن تناول جرعة مخدرات بكت الام ابنها وعادت إلى المنزل.

واخذ الجيران والاهل يواسون الاسرة وبدأوا في تحضير مراسم العزاء، وأحضر احدهم طبيبة الصحة لكنها بمجرد أن رأت الجثة شكت في الوفاة بعدما وجدت آثار لعلامات خنق على الرقبة لتبلغ الشرطة.

وبمجرد وصول رجال المباحث لم يستطع عم خميس إنكار جريمته واعترف بها كاملة ليتم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة حيث اعترف بجريمته مؤكدًا انه ضاق من تصرفات وسلوك ابنه المدمن.

لتقرر النيابة العامة حبس الأب على ذمة التحقيقات وإحالته الى محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد الجندى وعضوية كل من المستشارين ايمن عبد الخالق ومحمد احمد صبري يوسف.

وامام محكمة الجنايات بكى الأب ابنه مؤكدًا أنه لم يكن يريد تلك النهاية وأن ابنه هو الذي دفعه لذلك بسبب سوء سلوكه وتعديه عليهما دائما.

بعد أن اطلعت المحكمة على الأوراق واستمعت إلى اعترافات الاب وشهادة الشهود أصدرت حكمها بسجن الاب ثلاث سنوات وقالت في حكمها إنها استعملت الرأفة مع المتهم لكبر سنه وكذلك حفاظا على الترابط الأسري وكذلك لظروف الواقعة حيث اكدت في اسباب حكمها  أن ما تحمله الاب لا يتحمله بشر من سب وإهانة وضرب من فلذة كبده والذى اعتاد التعدي عليه وعلى والدته طبقا لما جاء في تحريات المباحث وشهادة الشهود واعتراف الأب نفسه بجريمته والتى لم ينكرها حيث تولدت لديه نية إزهاق روح نجله بسبب ما لقاه منه من إهانة حتى تدبر امره ووجد الوسيلة الملائمة للاجهاز عليه وحال عودته من أداء فريضة الفجر اجهز عليه حيث برم شاله الذى كان يرتديه واتجه نحوه واحكم قبضته عليه حتى فاضت روحه.

اقرأ  أيضا :

 

 

;