أخر الأخبار

لأنها طلبت الطلاق .. بطلقة خرطوش «التاجر» يقتل زوجته وشرع فى قتل حماته وشقيقيها

الضحية
الضحية

الشرقية‭ - ‬إسلام‭ ‬عبدالخالق

«آية» رغم أنها لم تتخط منتصف العقد الثالث من العمر إلا أنها حققت ما فشل فيه غيرها بتأسيس أسرة وفتح باب رزق لها ولأهلها، لم تدر أن زوجها الذي وافقت على الارتباط به ظنًا بأن فارق السن وكبره عنها ببضع سنوات يفيدها ويكون بمثابة صاحب المشورة لها، سيتبدل حاله إلى النقيض ليكون زوجها وشريكها في الحياة هو أخطر الأخطار عليها وعلى وأهلها من بعدها.

بينما تكبر تجارة «آية» كانت المسافة بينها وزوجها تتسع هوتها إلى الحد غير المسموح بين اثنين من المفترض أنهما يتشاركان الحياة سويًا ويفرح كلٍ منهما لفرح الآخر ونجاحه، وبدأت أطوار الزوج تتغير ويطرأ عليه ما لم يكن فيه من عصبية وشجار على أتفه الأسباب، حتى وصل الأمر بين الزوجين إلى ساحات المحاكم، فما كان من الزوج سوى التفكير والتدبير لإنهاء الخلافات بينهما في أبشع صورة ممكنة.

خطة شيطانية

ترجل الزوج من منزل الزوجية في ساعة غضب وجمع ماله لأجل شراء سلاح ناري (بندقية خرطوش) وذخيرة من طلقاتها عبر أحد الأشخاص المعهود لهم بالإتجار في تلك الأسلحة، وعاد إلى المنزل وخبأ سلاحه وكأن شيئًا لم يكن، وفي جنح الليل تروى وأخذ يرتب في استكمال خطته الدموية لأجل أن يرتاح من زوجته إلى الأبد.

مع سطوع الشمس في كبد السماء، وبينما «آية» في طريقها إلى منزلها بعد عناءٍ وتعب، كان زوجها في طريقه إلى المحل الذي كان سببًا بشكل أو بآخر في جزء من رزق زوجته والبيت، وهناك راح يسكب البنزين ليُضرم النيران في المكان، وتبع جريمته جريمتين آخرتين؛ إذ تربص بزوجته وما أن رآها قادمةً إلى مسكن الزوجية حتى عاجلها بعدة طلقات نارية من بندقيته أصابتها إحدى تلك الرصاصات لتودي بحياتها على الفور، فيما شرع المتهم كذلك في إطلاق النيران على شقيقي ووالدة زوجته لكن القدر كان رحيمًا بهم إذ أصابت إحدى الرصاصات الأخ الأول دون أن تقتله، ولاذ الثاني والأم بالفرار للنجاة بحياتهم.

القضية رقم 28578 جنايات مركز شرطة منيا القمح لسنة 2023، والتي قُيدت برقم 3916 كلي جنوب الزقازيق لسنة 2023، وجهت خلالها النيابة العامة للزوج المتهم «محمد أ أ أ» 34 سنة، سائق تروسيكل وتاجر بيض ويُقيم في قرية التلين بدائرة مركز منيا القمح؛ أنه بتاريخ 20 سبتمبر 2023 بدائرة مركز منيا القمح، قد قتل المجني عليها زوجته «آية عصام فتحي محمد» عمدًا مع سبق الإصرار والترصد؛ بأن بيت النية وعقد عزمًا قاطعًا على قتلها وخطط لجريمته في هدوء وروية على إثر خلافات سابقة فيما بينه والمجني عليها، وأنه تنفيذًا لمخططه الإجرامي وما انعقدت عليه عزائمه؛ فقد أعد لذلك الغرض سلاحًا ناريًا (بندقية خرطوش) وذخائر لذات العيار وتوجه للمكان الذي أيقن سلفًا تواجد المجني عليها به، مترصدًا لها، وما أن أبصرها حتى أطلق صوبها عدة أعيرة نارية مستخدمًا في ذلك السلاح الناري الذي أعده سلفًا، فأحدث ما بها من إصابات والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية ومناظرة النيابة العامة، والتي أودت بحياتها قاصدًا من ذلك قتلها، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

حكم المحكمة

النيابة العامة وجهت للمتهم كذلك أنه قد اقترنت جنايته تلك بجناية أخرى في ذات المكان وفي رابطة زمنية واحدة، ذلك بأن المتهم شرع في قتل المجني عليهم «حمدي عصام فتحي محمد» و«هانم محمد عبدالحميد منصور» و«محمد عصام فتحي محمد» الذي لم يجاوز من العمر ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، وذلك عمدًا مع سبق الإصرار والترصد؛ بأن بيت النية وعقد عزمًا قاطعًا على ارتكاب جريمته وما أن أبصرهم حتى أطلق صوبهم عدة أعيرة نارية مستخدمًا في ذلك السلاح الناري الذي أعده سلفًا فأحدث إصابة المجني عليه الأول والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية قاصدًا من ذلك قتلهم، إلا أنه قد خاب أثر جريمته بسبب لا دخل لإرادته فيه ألا هو مداركة المجني عليه الأول بالعلاج وفرار المجني عليهما الثانية والثالث، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

حيثيات اتهام النيابة العامة للمتهم ضمت كذلك أنه قد تقدمت الجنايتين محل الوصفين الأول والثاني جناية أخرى ثالثة في ذات المكان وفي رابطة زمنية واحدة، وذلك بأنه قد وضع النار عمدًا في مبنى كائن في إحدى القرى والمملوك للمجني عليه «عصام فتحي محمد السرياقوسي» - والد زوجته -؛ بأن قد خلع المسامير المثبتة بالقفل الخاص ببابه مستخدمًا في ذلك أداة (قطعة حديدية)، ومن ثم قام بإيصال مصدر حراري سريع ذو لهب مشكوف به عقب أن سكب كمية مناسبة من مادة معجلة للاشتعال، مما أدى إلى إضرامه، وذلك علي النحو الثابت بتقرير قسم الأدلة الجنائية وبمعاينة النيابة العامة وعلى النحو المبين بالتحقيقات.

أمر الإحالة أسند للمتهم إحراز سلاح ناري غير مششخن (بندقية خرطوش) بدون ترخيص، وإحراز ذخائر مما تستعمل على السلاح الناري محل الوصف السابق بدون ترخيص، فيما دلت تحريات المباحث الجنائية على أن المتهم وعلى إثر خلافات زوجية فيما بينه والمجني عليها - المتوفاة إلى رحمة الله تعالى - انتوى قتلها، ففكر وخطط لتنفيذ غرضه، فأعد أداة (قطعة حديدية)، وأعد كذلك مادة معجلة للاشتعال (بنزين) وسلاحًا ناريًا (بندقية خرطوش)، وتوجه للحانوت محل الواقعة والخاص بالشاهدة الثانية وكسر قفله وسكب المادة المعجلة بداخله وأضرم به النيران، ومن ثم توجه بالقرب من منزل المجني عليها - زوجته المتوفاة إلى رحمة الله تعالى - منتظرًا خروجها من المنزل وبحوزته السلاح الناري المعد سلفًا وذخائره، وما أن أبصرها والمجني عليه الثاني - شقيقها - حتى أطلق صوبهما عدة أعيرة نارية قاصدًا من ذلك قتلهما فأحدث إصابتهما، وبخروج المجني عليهما الثالثة والرابع أطلق صوبهما عدة أعيرة نارية قاصدًا قتلهما إلا أنه لم يبلغ مقصده لفرارهما، وعزت التحريات قصد المتهم من ارتكابه للواقعة قتل المجني عليهم.

وقبل ساعات، أسدلت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار شريف محمد سراج الدين رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد سامي بده، ومايكل نعيم ميخائيل، وسكرتارية حسن عبدالمجيد وأحمد نصر، الستار على القضية؛ إذ قضت بمعاقبة الزوج المتهم بالسجن المؤبد.

اقرأ  أيضا : نجل عمه السبب.. طلقة طائشة تودي بحياة عامل في سوهاج

 

 

;