القضية الفلسطينية.. والموقف المصرى الثابت

 النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

بدأت الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة بعد 7 أكتوبر الماضي، بغطاء أمريكى وعدد من الدول الغربية، فى ذات الوقت الذى وقفت فيه مصر ضد العدوان منذ اليوم الأول.

كان حجم الردّ الإسرائيلى الوحشي، سبباً فى احتجاجات ضخمة فى مختلف أنحاء أوروبا والعالم، الأمر الذى كشف عن انقسام بين الرأى العامّ والحكومات. 
ونجحت جهود الدولة المصرية، فى تغيير الموقف الأوروبى واستقطابه لصالح القضية الفلسطينية ودفعت الاتحاد الأوروبى لتبنى موقف عادل، رافض لمخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وداعم بقوة لضرورة العودة للمسار السياسى القائم على حل الدولتين.

 حيث أعرب مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، عن رفضهم مخطط تهجير قسرى للفلسطينيين من غزة.

بعد أكثر من شهرين من الحرب، أطلق الرئيس بايدن تصريحات عبّر فيها عن أنّ "إسرائيل" بدأت تفقد الدعم الدولي، ودعا فيها إلى ضرورة تغيير حكومة "نتنياهو". 

وفى مقال للصحفى البريطانى بيتر أوبورن فى موقع "ميدل إيست آي" يقول: إن الحرب الإسرائيلية الفلسطينية غيرت السياسة العالمية.

وكشف أن 800 خبير فى القانون الدولى ودراسات الصراع وقعوا على بيان عام يحذرون فيه من احتمال ارتكاب القوات الإسرائيلية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين فى قطاع غزة.

وأوضح أن الخبراء قدموا أدلة قوية على حجم وشراسة الهجمات الإسرائيلية وأضافوا أن "اللغة التى تستخدمها الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية تبدو وكأنها تعيد إنتاج الخطاب والاستعارات المرتبطة بالإبادة الجماعية والتحريض على الإبادة الجماعية".

منذ التسعينيات من القرن الماضي، حافظ الاتحاد الأوروبى على الوحدة الشكلية بشأن الاتفاق على حلّ الدولتين، والعودة إلى حدود 1967، وإدانة المستوطنات الإسرائيلية، كأرضية للتسوية السياسية. 

ومؤخراً، طالبت إسبانيا وبلجيكا وإيرلندا ومالطا الاتحاد الأوروبى باتخاذ موقف واضح بشأن الأوضاع فى قطاع غزة، يتضمن الدعوة ليس إلى وقف دائم لإطلاق النار فحسب، بل إعادة طرح مسألة حل الدولتين على جدول أعمال قمة مجلس الاتحاد الأوروبي، فى وقت يعمل المجلس على فرض عقوبات ضد مستوطنين بالضفة الغربية.

أهم التغيرات فى أوروبا جاءت من قبل بريطانيا والدنمارك: الأولى اتجهت إلى منع المستوطنين المتطرفين دخول أراضيها، فيما أخذت الثانية مواقف قوية من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما كان الموقف الدنماركى مؤيداً بقوة لإسرائيل.

الانقسام بين مواقف الدول الأوروبية، هو نفسه فى أمريكا اللاتينية، فبينما وقفت بعض الدول إلى جانب إسرائيل، تبنت دول أخرى مواقف حادة ضد إسرائيل، مثل فنزويلا وبوليفيا التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل احتجاجاً على جرائمها بحق المدنيين فى غزة، وكولومبيا وتشيلى وهندوراس استدعوا سفراءهم لدى إسرائيل، لا سيما أن القارة تعرضت لاضطهاد واستغلال وتدخلات عسكرية من قبل الولايات المتحدة، وقبل ذلك من استعمار أوروبى طويل.
ولذلك، دعمت معظم دول القارة القضية الفلسطينية وتباينت مواقف الدول الغربية وواشنطن ولندن وبرلين من الحرب "الإسرائيلية" الوحشية على غزة، إلى دول تراجعت عن دعمها الأعمى للحرب قبل أن تدعو لوقف إطلاق النار، والاعتراف بدولة للشعب الفلسطينى على حدود 67، ومناقشة عقوبات جدية بحق المستوطنين والمتطرفين "الإسرائيليين"، كما جاء فى الموقف الإسبانى والبلجيكي، رغم التذمر الكبير الذى عبّرت عنه إسرائيل من هذه المواقف.