رغم الحذر من تقلبات الطقس، إلا أن أفئدة أبناء الثغر موصولة بالبحر، علاقة ممتدة فى كل الفصول، ومرتبطة في المناسبات والأعياد والاحتفالات والمواسم والنوات، بجذور موروثة دونما افتعال أو تعمد، هى سمات يتميز بها أهل عروس المتوسط، حتى فى تفضيل السعى لصلاة العيد نحو أهم مساجد المدينة، المطلة على البحر، المرسى أبي العباس والبوصيري بميدان المساجد ببحرى، والقائد إبراهيم بمحطة الرمل، ومسجد سيدي بشر، ويفترشون الساحات مع عائلاتهم احتفالًا بعيد الفطر المبارك فى الهواء الطلق الممزوج برذاذ الأمواج القريبة.
وبعد صيام الشهر الفضيل، والانقطاع الطوعى عن المأكولات المملحة، ها هم عطشى، يتلهفون على شراء منتجات البحر، السردين والفسيخ والرنجة، وأم الخلول والجندوفلى وبلح البحر وأسماك الملوحة، هى الوجبة الرئيسية فى كل بيوت عشاق البحر أهل الإسكندرية على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والعمرية، وكذلك فى محلات وعربات تقديم الوجبات البحرية «السى فود» على الكورنيش طوال ساعات اليوم.
وتقول معلمة الإعدادى آمال حسن، إنها ورثت عن والدتها اعتياد تمليح السردين منزليًا، ففى الثلث الأخير من شهر رمضان يزداد الإقبال على شراء أسماك السردين، ويتم تمليحه بمهارة موروثة، فى عبوات محكمة الغلق، لا تفتح إلا فى العيد، لتقديمه على المائدة إلى جوار الفسيخ والبطارخ وأم الخلول والجندوفلى والرنجة، مع كميات من البصل والليمون والخضراوات الورقية.
بينما يرى أيمن محمود «تاجر» أن اليوم الأول للعيد تم تخصيصه للزيارات العائلية، حيث يتجمع أفراد الأسرة، ويتفقون على التنزه بداية من اليوم الثانى، سواء على الشواطئ أو الحدائق بالترتيب فى الأيام التالية لإجازة عيد الفطر الممتدة حتى الأحد المقبل، حيث يفضل أولياء الأمور اصطحاب الصغار من الأحفاد والذهاب إلى حديقة حيوان النزهة لقضاء يوم ممتع.
«جروبات» التواصل الاجتماعى سحبت البساط من سلاسل ماركات الحلويات الشهيرة، نظرًا لتقديمها أسعارًا تنافسية لكعك العيد بالإسكندرية، تقل كثيرًا عن أسعار المحلات الأشهر، بعد أن نجحت وانتشرت جروبات «الواتس آب» فى اجتذاب ثقة الزبائن خلال شهر رمضان، وتقول ماجدة محمد «طبيبة» إنها للعام الثالث على التوالى تشترى كعك العيد من صاحبة مشروع للمأكولات المعدة بالمنزل، وتتواصل مع زبائنها من خلال جروبات التواصل الاجتماعى وتقوم بالتوصيل للمنازل، بعد أن اكتسبت زبائن لها من خلال وجباتها المميزة.
◄ اقرأ أيضًا | في عيد الفطر| نصائح لمرضى الضغط والسكر عند تناول الرنجة والفسيخ
من جهتها تهيأت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بمحافظة الإسكندرية بـ 65 شاطئًا لاستقبال روادها طوال أيام إجازة عيد الفطر، وخاصة من زوار الثغر من المحافظات القريبة فى رحلات اليوم الواحد، التى بدأت ثاني أيام العيد، مع توقعات الأرصاد بتحسن أحوال الطقس والأجواء الدافئة، وقال الدكتور محمد عبد الرازق رئيس الإدارة إن نسبة اشغال شواطئ القطاع الشرقى تجاوزت 40% بينما كانت نسب الإشغال في شواطئ العجمى والقطاع الغربى بنسبة تزيد على 30 %، ومن المتوقع أن تتزايد نسب الإقبال مع الارتفاع التدريجى للحرارة فى الأيام الباقية من إجازة عيد الفطر، وأوضح أنه تم تجهيز الشواطئ لاستقبال الرواد بمنظومة الإنقاذ ورفع كفاءتها وكذلك صيانة دورات المياه وأبراج المراقبة واستكمال العمالة اللازمة لخدمة الرواد، وتم التحذير من نزول البدالات إلى مياه البحر دون ارتداء الرواد سترة الإنقاذ «لايف جاكت»، مع الاهتمام بتواجد كافة الغطاسين والمنقذين فى أماكنهم تحسبًا لأى طارئ.
بينما يتواصل الإقبال الكثيف ليلاً على منطقة بحرى والأنفوشى والكافيهات ومحلات المرطبات «وملاهى» الأطفال بسوق العيد الشعبى، فى سهرات ممتدة حتى الصباح، وتحولت غالبية الشواطئ فى المساء إلى كافيهات مفتوحة للحفلات الغنائية والترفيهية، أمام أمواج البحر من الأنفوشى غربًا مرورًا بسيدى جابر، وحتى حدائق المنتزة والمعمورة شرقًا.
