شهدت الأيام القليلة الماضية قيام ربات البيوت بحملات تنظيف شاملة للمنازل لقضاء عيد الفطر في أجواء نظيفة ومرتبة، ولكن بعد انتهاء هذه العملية بما فيها من مجهود شاق وتعب، تبدأ ربة البيت رحلة البحث عن خادمة تساعدها فى الأعمال المنزلية.
◄ ربات البيوت يروين تجاربهن بين العـروض والاسـتغـلال
◄ المتر يبدأ من 10 لـ30 جنيهًا حسب «مـزاج» كل شـركـة
ولأن الخادمة لم تعد متاحة كما كان من قبل وأصبح الوصول إليها يحتاج وقتا كافيا للحجز مسبقا خاصة فى أيام المواسم والأعياد، استغلت بعض الشركات ذلك وأعلنت عن نفسها بأنها «فى الخدمة» لكن «كله بتمنه»، حيث توفر العمالة المناسبة لتنظيف المنزل فى يوم واحد مع وضع شروط لذلك وفقا لمتطلبات العميل وحسب مساحة الشقة وموقعها.
تواصلت «آخرساعة» مع بعض النساء اللاتى خضن التجربة وكذلك تحدثنا مع عدد من الخادمات وأيضا شركات التنظيف والتخديم، لمعرفة التكلفة وطبيعة الخدمات المتاحة.
◄ رحلة شاقة
تتحدث أم سماح عن سبب قيامها بالخدمة فى المنازل، فهى أم لفتاة فى الثانوية العامة وشاب فى المرحلة الإعدادية، وزوجها متزوج من أخرى ولديه 5 أبناء منها، ولأن المصاريف زادت عليه أخبرها بمنع أبنائها من استكمال تعليمهم وأن يعملوا لتوفير نفقاتهم، لكنها رفضت واضطرت للعمل حتى توفر لهم كل ما يحتاجونه، وبدأت عملها عند المعارف والأصدقاء وتتقاضى من 200 لـ300 جنيه فى الشقة حسب مساحتها، ومؤخرا تعاونت مع إحدى شركات التنظيف لتضمن العميل الذى تذهب إليه، لكنها مازالت تعطــى الأولويــة لزبونهــا الخـاص التى تعمل معه منذ سنوات.
◄ بيزنس مربح
أما أم محمد فلديها 6 أبناء جميعهم يعملون في تنظيف المنازل بدون أى اهتمام بالتعليم، ويرون أن هذا العمل بيزنس مربح، حيث يتجهون لأماكن المصايف والفـيلات التي تحــتاج لتنظــيف في المواسم، ويمكنهـم التواجــد فى المكان طوال مدة الرحلة التى قد تصل لأسبوع، واستطاعت الأم من خلال عمل جميع أفراد الأسرة أن تمتلك قطعة أرض وتنبى أكثر من دور سكنى عليها ليظل أبناؤها أمامها وتدوم سيطرتها على عملهم الذى يمكن أن يدخل لها آلاف الجنيهات فى الأسبوع الواحد، فى حين أنها قامت بتزويج بعض أبنائها وجعلت زوجاتهم يعملن أيضا فى أماكن مختلفة مع تعاونهن مع شركات التخديم لتجربة نوع جديد من هذا البيزنس.
◄ التكلفة حسب الطلب
ومن جانب آخر تروى مروة - ربة منزل - تجربتها فى التعامل مع الخادمات، فهى زوجة وأم لثلاثة بنات منهن طفلة رضيعة، إن الاهتمام بأعمال الطهى والعناية بالأطفال يجعلها تشعر بالعبء الدائم الذى يفقدها القدرة على التنظيف الجيد للمنزل خصوصا فى المناسبات مثل العيد كما كانت معتادة، فقررت أن تتواصل مع إحدى شركات النظافة التى تعرض خدماتها «أونلاين»، والتى أخبروها بأن التنظيف أنواع منها السطحى والعميق، ولكل منهما تكلفته فالأول تصل تكلفته إلى 500 جنيه والآخر يتعدى الـ1000 جنيه، فاختارت السطحى كتجربة أولى، وللأسف كانت تجربة سيئة، فقد أرسل لها المكتب خادمتين قامتا بإزالة الغبار فقط من على المقتنيات والأرض فضلا عن أنهما كانتا تتحدثان بطريقة غير لائقة، فضلا عن الطمع الواضح فى طلب بعض محتويات الشقة مما جعلها ترفض دخولهما البيت مرة الأخرى وفضلت أن تتواصل مع زوجة البواب لتعمل على تنظيف الشقة أولا بأول مع تحديد سعر مناسب لها فى كل مرة.
◄ عروض وهمية
أما نهى فهى زوجة وأم لطفلين كما أنها تعمل مهندسة فى إحدى الشركات الخاصة، والتى تستهلك كثيرا من الوقت فى عملها مما يجعلها ترى أن ما يتبقى من وقت لديها فأولادها أولى به، لذا فإنها تعمل على التواصل مع إحدى الخادمات التى تقوم بتنظيف الشقة لها مرة شهريا مقابل 400 جنيه، لكنها بدأت فى الفترة الأخيرة فى كثرة الاعتذارات معللة بأن جدول عملها أصبح مشغولا خاصة فى فترة الأعياد مع توضيح رغبتها فى زيادة الأجر، وهذا ما جعل نهى تفكر فى أن تخوض تجربة التنظيف من الشركات «الأونلاين» خاصة أن بعضها يقدم عروضا بأسعار مناسبة ومنها من تحدد سعرا للمتر الواحد، فتواصلت مع شركة تعرض سعر 10 جنيهات للمتر، ويشمل التنظيف أجزاء الشقة بالكامل، وتفاجأت نهى بالسعر خاصة أن مساحة منزلها 150 مترا، أى أن التكلفة ستصل إلى 1500 والذى يعد تكلفة ضخمة مقارنة بسعر خادمتها، عزفت المهندسة عن الفكرة ومازالت تبحث عن بدائل أخرى.
◄ اقرأ أيضًا | حكايات| لبس العيد.. على قد الإيد
◄ التنظيف بالآلاف
وتشير مروة (ربة منزل) إلى أنها مرت بكل ما سبق وقامت فى إحدى المرات بتجربة هذه الشركات وقد قامت حينها بالتنظيف الجيد، لكن كانت التكلفة لا تتعدى 350 جنيها، أما فى الوقت الحالى فأصبح تنظيف الشقة يتعدى آلاف الجنيهات، وقررت الاستغناء عنهم تماما والقيام بكل أعمال المنزل بنفسها، وعملت على ترتيب أولوياتها وتنظيف كل غرفة على حدة حتى إن استغرقت وقتا أطول حتى تنتهى من الشقة بالكامل، لكنها فى النهاية تشعر بسعادة وفرحة عندما تجد كل ما حولها مرتباً ومنظماً حسب اختياراتها دون تدخل من أحد.
◄ شروط شركات التخديم
بناء على هذه التجارب، تواصلت «آخرساعة» مع عدد من شركات التخديم التى تعلن عن نفسها على صفحات التواصل الاجتماعى، للاطلاع على ما يقدمونه من عروض وخدمات متاحة لتنظيف المنازل فى فترة الأعياد، وتوضيح كل ما يقومون به بداية من «كنس الأرضيات» وحتى «مسح الحوائط وتنفيض السجاد» وعلى ست البيت تحديد المناسب لها للاتفاق على السعر مقابل الخدمة، كما يجب عليها تحديد عدد العمالة المطلوبة لإنجاز المهمة فضلا عن توضيح أيهما يفضل أن يقوم بالعمل الرجال أم السيدات؟!
◄ السطحي والعميق
وتمت الإشارة من قبل إحدى هذه الشركات إلى أن الأسعار تختلف حسب الخدمة المقدمة، وأيضا وفقا لموقع الشقة ومساحتها وعدد الغرف المراد تنظيفها، وفى المتوسط يبدأ سعر التنظيف من 300 جنيه للتنظيف السطحى أى إزالة الغبار وتلميع المقتنيات وتنظيف الأرضيات بالمكنسة فقط، ويمكن أن يتزايد السعر كلما زادت عمليات التنظيف من غسيل سجاد وحوائط وغيرهما.
وتقدم شركة أخرى عرضا لتنظيف المطبخ والحمام فقط، حيث تشمل الخدمة تنظيف المطبخ والحمام بكل محتوياتهم من غسيل للحوائط والأرضيات وتنظيف الأجهزة كالثلاجة والبوتاجاز والشفاط وأيضا تنظيف البانيو والتواليت، ولكن السعر يتم تحديده حسب المساحة وما تقوم به الخادمة.
أما التنظيف العميق للشقة، فأعلنت عنه شركة أخرى بتكلفة 300 جنيه للمتر الواحد بحد أقصى مساحة 100 متر بما يعادل 3000 جنيه فى المرة الواحدة، ويتم فيه تنظيف جميع الغرف والنوافذ وإزالة الغبار من الحوائط والسجاد مع ترتيب خزانات الملابس بالإضافة لتنظيف الأنتيكات والنجف وأيضا المطبخ والحمام، وأشارت الشركة إلى أنه يتم تحضير سيارة مجهزة بها جميع الأدوات والخامات والمعدات الخاصة بالنظافة مع توفير فريق العمل الذى يتكون من 3 أو 4 عمال مع مشرف.
وأخرى حددت سعر 2500 جنيه لتنظيف شقة بمساحة 80 مترا ليكون أيضا تنظيفا شاملا، لكن فى حالة طلب التنظيف السطحى فتكون التكلفة 600 جنيه وبدون توفير أدوات النظافة، والحجز يكون بيوم مسبقا، وعلى العميل توفير جميع أدوات النظافة التى يتم احتياجها.
◄ القانون يحذر
تحذر سـارة السنطاوي، خبيرة الاســتـشـارات القانونية، من الاعتماد على هذه العمالة فى تنظيف المنزل، حتى لا يتم التعرض لأى حالة من النصب أو الخطر، خاصة أنه لا يوجد حتى الآن تصريح أو تراخيص تحدد عمل هذه الشركات بشكل رسمى أو خضوعهم لصفة قانونية كما ينص قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 على أن العمالة المنزلية مستثناة من القانون ولا ينطبق عليها، وكذا لم يشمل مشروع قانون العمل الجديد أى إشارة للخادمات.
وتقوم فلسفة قانون العمل على عدم خضوع عاملات المنازل للقانون لعدة صعوبات؛ أولاها حرمة التفتيش داخل المنازل الخاصة، وثانيها أن مواعيد العمل المقررة فى قانون العمل لا تتلاءم مع طبيعة عمل الخدمة المنزلية، كما أن الأجر الذى يحصلون عليه فى أغلب الأحوال يدخل فيه جزء عينى كالإقامة والمعيشة والمأكل، كما أن صاحب المنزل لا يعتبر صاحب عمل وفقاً لأحكام قانون العمل، وعمال المنازل لهم ظروفهم وأوضاعهم الخاصة وسيصدر لهم قانون خاص لتنظيم عملهم، وقد تقدم بعض من أعضاء مجلس النواب بطلبات للوزارة لتقديم مقترحات لتنظيم العمالة، بإصدار قانون خاص بهم.
مشيرة إلى أنه فى حالة الاستعانة بهم يجب الحصول على الرقم القومى للعمال والاحتفاظ به حتى الانتهاء من عملهم، كما يجب التأكد من أنهم يعملون تحت قيادة شركة مرخصة ومسجلة بهيئة الاستثمار ولها سجل تجارى وبطاقة ضريبية ولديها مقر ثابت سواء مستقلا أو داخل حاضنة أعمال.
