بدون تردد

محمد بركات يكتب: الموقف المصري الثابت

محمد بركات
محمد بركات

الموقف المصري الثابت المتابعة المدققة للمستجدات والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة عامة، وقطاع غزة على وجه الخصوص، تشير بوضوح إلى القدر الكبير من الاهتزاز والخلل، الذى أصاب الضمير الإنسانى الجمعي للمجتمع الدولي حاليا ومنذ فترة ليست بالوجيزة.

ذلك للأسف أصبح واقعا فى ظل الموقف بالغ السلبية، والعجز عن التحرك الإيجابى والفاعل من المجتمع الدولى، لوقف العدوان الإسرائيلى اللاإنساني ضد شعبنا الفلسطينى فى غزة،..، وما أدى إليه هذا الموقف، من استمرار قوات العدوان والاحتلال الإسرائيلى من ارتكاب المزيد من جرائم القتل والدمار والإبادة ضد أهالى القطاع.

وقد أصبح ذلك فجا وفاضحا بعد الموقف الأمريكى والأوروبى، الذى انحاز بصفة تامة للعدوان منذ لحظة بدايته، واستمر حتى الآن فى مده بالسلاح والعتاد والصواريخ والقنابل لمواصلته، كما استمر فى الوقوف ضد معاقبة وإدانة إسرائيل على عدوانها، وحمايتها من الإدانة الواضحة بقرار من مجلس الأمن الدولى.

وقد أدى ذلك العجز الدولي وتلك السلبية التى أصابت المجتمع الدولى بالإضافة إلى الانحياز الأمريكى الكامل، والانحياز الأوروبى بالتبعية لإسرائيل، إلى ازدياد وتيرة العنف والعدوان الإسرائيلى، وتصاعد الرغبة لديهم فى القتل والإبادة لكل الشعب الفلسطينى.

ولكن على الرغم من ذلك كله، ورغم غرور القوة المسيطر على المحتل الإسرائيلى، ورغبته المعلنة فى القضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، واتخاذه لحادثة «طوفان الأقصى» ذريعة وفرصة للخلاص من القضية وإبادة الشعب الفلسطينى بالكامل، لو أمكنه ذلك بالقتل أو التهجير القسرى، أو بالموت جوعا.

على الرغم من ذلك ورغما عن كل هذا، بقى الموقف المصرى ثابتا فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى، وإدانته القوية والواضحة للعدوان الإسرائيلى، وسعيه المستمر لحث المجتمع الدولى لاتخاذ موقف إيجابى لوقف العدوان الوحشى ووقف الجرائم اللاإنسانية.

والواقع أن الموقف المصرى الثابت والمعلن والراسخ، هو فى حقيقته التعبير الصادق عن الرؤية المصرية، بوصفها حقيقة مؤكدة تؤمن بها مصر، انطلاقا من رؤيتها الشاملة للسلام، وإدراكها الواعى بأنه لا يمكن تحقيق هذا السلام، إلا بالتسوية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية، تقوم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية.