العيدية ومظاهر الاحتفال بعيد الفطر على مر العصور

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

العيدية لفظ أطلقه الناس على كل ما كانت توزعه الدولة أو الأوقاف من نقود فى موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى كتوسعة على أرباب الوظائف وكانت تعرف في دفاتر الدواوين بالرسوم ويطلق عليها التوسعة فى وثائق الوقف وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك وكان اسمها "الجامكية" وتم تحريفها إلى كلمة العيدية وكان السلطان المملوكى يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الأمراء وكبار رجال الجيش ومَن يعملون معه وتتفاوت قيمة العيدية تبعًا للرتبة فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة وإلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة .

وكانت العيدية منذ العصر الفاطمى توزع مع كسوة العيد خارجًا عما كان يوزع على الفقهاء وقراء القرآن الكريم بمناسبة ختم القرآن ليلة الفطر من الدراهم الفضية وعندما كان الرعية يذهبون إلى قصر الخليفة صباح يوم العيد للتهنئة كان الخليفة ينثر عليهم الدراهم والدنانير الذهبية من منظرته بأعلى أحد أبواب قصر الخلافة وقد أخذت العيدية الشكل الرسمى فى العصر المملوكى وأطلقوا عليها الجامكية وحرفت بعد ذلك إلى كلمة عيدية وفى العصر العثمانى أخذت العيدية أشكالاً أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا كما يحدث اليوم.

وكان الاحتفال بعيد الفطر في صدر الإسلام عبارة عن مظهر الديني من صلاة وتكبير في المساجد والفرحة والأمل على وجوه المسلمين واستمر ذلك حتى في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية.

◄ اقرأ أيضًا | توافد الزوار على حدائق الري بالقناطر الخيرية في أول أيام عيد الفطر

و مع بداية العصر العباسي اختلف الاحتفال كما نشرت جريدة الأهرام في 24 سبتمبر 1976 مع زيادة الفتوحات الإسلامية بدأ المسلمون يتأثرون بعادات وتقاليد الأمم الأخرى، حيث أخذ من الفرس أنهم في ليلة العيد كانت الأنوار تسطع في أرجاء بغداد حيث تضاء جميع المآذن وتزدحم الطرقات المزينة بأبهى الزينات.

وتعلو المشاعل والقناديل، وتسير في الشوارع المواكب تدوي بالطبول والزغاريد، أما الخليفة العباسي فكان يجلس في قصره وفي كل حجرة يشع الأضواء الباهرة و يتوافد الوزراء والأمراء للتهنئة بالعيد حتى يشرق صباح يوم العيد

أما الاحتفال عند الفاطميون فكان يستلزم إعداد الولائم وتوزيع الحلوى والعطايا، وفي ليلة العيد يقام بقصر الخليفة سرادق ضخم يسرع الناس إليه رغم اختلاف طبقاتهم وذلك بعد صلاة الفجر، حيث يتناولون الطعام بمشهد من الخليفة وورائه، أما الخليفة كان يخرج لصلاة العيد في موكب ضخم موشى بخيوط الذهب والفضة صنعت خصيصا لهذه المناسبة، وقد نصبت الرايات وأقيمت الزينات ويدوي المؤذنون والقراء بالتكبير والتهليل.

ويتميز الاحتفال بعيد الفطر في عصر الأيوبيين والاقتصاد في النفقات بسبب الحروب الصليبية وكان يرى صلاح الدين الأيوبي يرى أن التبذير يضر الأمة في مواجه العدو.

◄ الاحتفال في عصر المماليك
ادخل لأول مرة موكبين لصلاة العيد بعد موكب واحد، واحد للسلطان والثاني للقضاة الأربعة والأمراء وموكب الوزير قد ينافس موكب السلطان في الزينة .
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم