بعد إحالة أوراق قاتلة «قمر» للمفتى.. ننشر نص اعترافات زوجة الأب

الضحية
الضحية

حبيبة جمال

ارتدت الفستان الأبيض، ونزلت لشراء الخبز من الفرن لعمها، أثناء عودتها للبيت  كانت تطير كالفراشة الجميلة في الهواء، فرحتها تملأ عيناها تريد العودة سريعًا للبيت لتعد الافطار بنفسها، لم تكن تلك الملاك الصغيرة تدري أن هناك من يترصد لها بعيون الذئب، وينتظر الفرصة المناسبة لكي ينقض عليها ويأخذها من عالمها الصغير؛ كانت زوجة أبيها التي تقف لها في الشرفة تنظر إليها بعين الحقد وتفكر في قتلها.. حتى استدرجتها وأنهت حياتها بأبشع طريقة «خنق ثم طعن بالسكين» وكادت أن تحرق جثتها.. هذه هي المشاهد الأخيرة في حياة قمر، تلك الطفلة التي كان لها نصيب من اسمها «قمر وهي كذلك».

بعد ٨ شهور من تناول قضيتها، أسدلت محكمة جنايات دمياط الستار عليها؛ وأحالت أوراق المتهمة لفضيلة المفتي.. في السطور التالية نسرد نص اعترافات القاتلة وكيف ارتكبت جريمتها بدم بارد وما السبب؟!

وقفت المتهمة ميار عوض، فتاة في بداية العشرينيات من العمر، ترتدي عباءة تحمل اللونين الأحمر والأبيض، وغطاء رأس زيتي اللون.. صامتة يبدو عليها الثبات الانفعالي.. شاردة الذهن.. لا أحد يعرف بماذا تفكر؟!.. لكنها فاقت من شرودها ووكيل النيابة يستدعيها للتحقيق معها في جريمة قتل ابنة زوجها.

*متى حدثت الجريمة وأين؟ 

الكلام ده حصل يوم الثلاثاء 18/7/2023، الساعة 9 الصبح في البيت بتاعنا في شط جريبة.

*ما سبب ومناسبة تواجدك في الزمان والمكان سالف الذكر؟                                                                                                                                                            المتهمة

أنا كنت في البيت عادي بهوي الشقة بعد ما جوزي نزل راح الشغل.

*من كان برفقتك آنذاك؟ 

كنت لوحدي.

*ما هي علاقتك بالمجني عليها الطفلة قمر ناصر ياقوت عبده المر؟

هي بنت جوزي.

*ما هي طبيعة العلاقة بينكما وهل من ثمة خلافات فيما بينكما؟ 

احنا علاقتنا كانت عادية وهي بنت صغيرة لكن كانت بتعمل مشاكل. 

*ما مضمون تلك الخلافات؟ 

كانت بتألف حاجات مش بتحصل وبتحكيها لجوزي وأهله عني. 

*ما هي طبيعة تلك الخلافات؟ 

هو خلاف بسبب إني مش بأكلها ومش بعاملها كويس وبضربها رغم إني كنت بعاملها كويس. 

*متى بدأت تلك الخلافات؟ 

من وقت لما اتجوزت أبوها وكمان من ساعة حماتي لما ماتت ورجعت تقعد معانا في الشقة. 

*ما الذي ألت إليه تلك الخلافات إذا؟ 

هي الخلافات بدأت تزيد وخصوصا من ساعة لما خلفت بنتي من أبوها وكانت بتغير مني على أبوها وبتمثل عليا إنها بتحبني لكن هي من جواها كانت بتكرهني وكنت مضايقة من وجودها في البيت وقررت يوم الواقعة بس إني اتخلص منها. 

*ما هي الآثار المترتبة على استمرار تلك الخلافات بينك وبينها؟ 

حصل بينا مشاكل منها إن من حوالي 3 شهور بعد العيد الصغير اتفاجئت بواحد في الشارع واقف بيسأل عن بيت جوزي وقولت له أنا مراته، فقالي أن له بنت اسمها قمر قولت له أيوه، قالي موجودة في محطة القطار لوحدها في دمياط وساعتها روحت علطول ولقيتها هناك مع الشرطة وسلموها لأبوها ولما سألتها ليه عملتي كده قالت إن في واحدة منقبة قالتلها روحي لأبوكي مستنيكي عند المحطة وهي سمعت كلامها، وحصل موقف تاني سابت البيت وراحت لأبوها لوحدها وهو اتصل بيا وزعق ازاي تخرج لوحدها. 

*ما الذي بدر من أهلية المجني عليها آنذاك؟ 

احنا اتفقنا بعد موقف المحطة إن قمر تروح تقعد عند عمها محمد تحت في الشقة اللي أسفل من شقتنا عشان المشاكل اللي بتعملها وفضلنا على كده ومش بتيجي البيت غير لما بنكون عاملين أكل وتيجي تاكل مع أبوها والخلافات هدأت فعلا بينا. 

*متى تناهى إليكِ العزم على التخلص من المجني عليها قمر؟ 

هي الفكرة جت في بالي لأول مرة لما شوفتها وأنا بفتح الشبابيك أهوي الشقة وشوفتها وهي جاية من أول الشارع بالعيش من الفرن وقررت أموتها.    

*ما الدوافع وراء انتهائك إلى التخلص منها على الرغم من إقرارك أن بترك الطفلة للمنزل انتهت الخلافات بينكما؟ 

هو ده اللي جه في بالي أول ما شوفتها من الشباك لأني كل ما بشوفها بفتكر المشاكل اللي عملتها لي وكنت بتضايق منها. 

*ما الذي بدر منك في تنفيذ ذلك المخطط وإزهاق روحها؟ 

ساعتها قولت في نفسي إن أنزل أقابلها على باب المدخل وأخدها أطلعها الشقة عندي عشان أخنقها وأموتها. استغليت إن مافيش حد في البيت وجوزي في الشغل وأخوه كمان في الشغل. 

*ما هو الحوار الذي دار بينكما تحديدا آنذاك؟ 

أنا نزلت لها عند المدخل وقابلتها جوه في بير السلم وقولت لها تعالي يا قمر معايا عشان اتخانقت مع أبوكي وبلم هدومي وهمشي من البيت وتعالي ساعديني في لمها وهي سمعت كلامي وطلعت معايا بالعيش وقالت لي استني لما أعرف سارة مرات عمي محمد وأنا قولت لها بلاش عشان عمك ما يزعقش وقولت لها سيبي العيش والشنطة بتاعتك أمام شقة عمك. 

*وما الذي بدر منك بعد ذلك؟ 

دخلنا الشقة وقولت لها اقعدي على الكنبة في الصالة لما أجيب الهدوم من جوه وهي قعدت فعلا وأنا روحت الأوضة وماكنتش مرتبة هعمل ايه وكل اللي فكرت فيه إن أنا أخنقها بس. 

*ألم تتراجعي عن تنفيذ مقصدك الإجرامي؟ 

أنا اترددت أول لما دخلتها الشقة بس رجعت تاني وقولت أكمل عشان أخلص منها وأموتها. 

*ما الأفعال المادية التي قمتي بها لتنفيذ مخططك؟ 

مسكتها من رقبتها وزقيتها على ضهر الكنبة وخنقتها بإيديا الاتنين وكنت واقفة وفضلت خنقاها بإيدي لحد ما شفايفها ازرقت. 

*هل من ثمة مقاومة أو استغاثة أو محاولة للفرار بدرت من المجني عليها؟ 

لا هي اتفاجئت ومطلعتش أي حس خالص وكل اللي عملته إنها بتحرك إيديها. 

*هل انتهى مشروعك الإجرامي عند ذلك الحد؟ 

لا.

*ما كيفية قيامك باستكمال ذلك؟ 

أنا ساعتها احترت أودي الجثة فين ومخي وقف ومش عارفة أفكر خالص، وفكرت إني أعورها عشان الناس تقول إن في حد من بره البيت هو اللي عمل كده لأن مش معقول حد من البيت يعورها جامد وأول حاجة عملتها إني شديتها وهي قاطعة النفس خالص وخدتها على الحمام ونيمتها على الأرض أمام الحوض وكانت رجليها عند الباب وراسها ناحية قاعدة الحمام وجبت سكينة كبيرة من المطبخ وعورتها في دراعها اليمين من عند الكوع، وقولت أعورها كمان في رقبتها عشان يبان إنها مدبوحة فعلا وقعدت أغزها بالسكينة في رقبتها مرتين وغزة واحدة في صدرها وساعتها منزلتش دم كتير لأنها كانت ماتت من الخنقة، جه في بالي أولع فيها وجيبت كبريت من المطبخ وولعت في الهدوم اللي لبساها من قدام.. والنار ولعت لكن مامسكتش فيها وساعتها طفيت النار بالميه وجيبت السكينة نفسها ودخلتها جوه بطنها ولفتها حوالين جسمها كله وبقلبها بإيدي وبسيب السكينة عشان أعرف أقلبها بإيديا الاتنين وأرجع امسكها تاني وأكمل قطع في وسطها وساعتها شديتها من دراعها وشيلتها عشان في عتبة على باب الحمام وبعدين سحبتها على باب الشقة لحد بسطة السلم اللي بين شقتي وشقة عمها اللي تحتي علطول وسيبتها نايمة على جنبها الشمال ووشها للسلم. 

*ما هو الهدف من قيامك بإحداث تلك الإصابات رغم إقراراك إنها ماتت من الخنق؟ 

أنا كنت أقصد أشوهها وأعورها وأحرقها بالنار عشان يبان إن في حد غريب اتعامل معاها بعنف ومايجيش في بال حد إن في حد من أهلها اللي عمل كده. 

*ألم يتبادر لذهنك محاولة إسعاف أو إغاثة المجني عليها؟ 

لا أنا مجاش في بالي أعمل كده لأني ماكنتش عايزه حد يعرف أو يشك فيا وخوفت من اللي عملته. 

*ما الهدف من قيامك بإحراق الجثمان؟ 

معرفش أنا كل اللي كان في دماغي ساعتها إني متخيلة إن الجثة هتختفي ومش هيتبقى غير العضم وهعرف أدرايه لكن بعدها طفيتها. 

*ما سبب عدم قيامك باستكمال إحراقها؟ 

معرفش ايه اللي خلاني عملت كده ولما ولعت فيها لقيت نفسي بطفيها تاني. 

*ما المدة الزمنية المستغرقة من بداية الواقعة حتى ترك الجثة على السلم؟ 

حوالي نصف ساعة تقريبا لأني ماكنتش مركزة. 

*هل تلاحقت تلك الوقائع تباعا أم كان هناك ثمة فواصل زمنية بينها تحديدا؟ 

لا الكلام ده كله حصل ورا بعض بس أنا في الأول بعد لما خنقتها ولقيت شفايفها ازرقت وطلعت رغاوي من بوقها قعدت أنفخ في شفايفها عشان أحاول ارجعها للحياة تاني وأحط إيدي على قلبها وأشوف رجعت تتنفس تاني لكن لما لقيتها ماتت خالص قومت مكملة في اللي عملته. 

*ما كيفية اكتشاف تلك الواقعة؟ 

عمها محمد لما لقاها مرجعتش من الفرن واتأخرت عليه في القهوة، سأل عليها في الفرن وبعدين رجع البيت وهو طالع عندي يسألني عليها شافها. 

*ما الذي بدر من سالف الذكر والمتواجدين بمحل الواقعة آنذاك؟ 

سمعته بيصرخ في الشارع والناس بدأت تتلم وساعتها فتحت باب الشقة قولت لسارة مرات محمد بسرعة هاتي ملاية غطيها عشان المنظر والناس اتلمت وبعدها كلموا الحكومة. 

***

وبعدما أكدت المتهمة أنها لا تعاني من أي أمراض نفسية أو تتعاطى مواد مخدرة، وجهت لها النيابة تهمة قتل الطفلة قمر عمدا مع سبق الإصرار والترصد وأقرت بذلك.

ظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة حتى أصدرت حكمها العادل بإحالة أوراق المتهمة للمفتي، وتحديد جلسة يوم 4 مايو 2024 للنطق بالحكم.

هكذا راحت الصغيرة قمر، بلا ذنب وبأبشع طريقة.. تلك الطفلة التي كانت رحلتها مع الحياة قصيرة، ذهبت مثل سحابة مرت وروت الأرض بمائها الطاهر ثم ولت واختفت قبل أن ينعم بها من حولها.  

اقرأ  أيضا : العثور على جثة سيدة داخل منزلها بالبساتين 

 

 

;