أول سطر

حكاية الأمراء والذهب

طاهر قابيل
طاهر قابيل

جزيرتان تقعان بين محافظتى القاهرة والجيزة، الأولى طولية الشكل ومساحتها 342 فداناً ومازالت تحتفظ بطبيعتها الريفية، والثانية تابعة إدارياً لحى مصر القديمة وعرفت بأنها سكن للملوك والأمراء وأبناء الطبقة الراقية. 

بين محافظتى القاهرة والجيزة توجد جزيرة الروضة ويسمى جزؤها الشمالى المنيل أو منيل الروضة والجنوبى المماليك وجذب موقع الجزيرة عدداً من أفراد أسرة محمد على باشا لبناء قصور فيها، فكان للخديو إسماعيل قصر على ضفاف النيل ومن قبله والده إبراهيم باشا وعباس حلمى الأول كما بنى الأمير محمد على باشا نجل الخديو توفيق قصراً فى عام 1903 ومع مرور الوقت أخذ عدد من أبناء الطبقة الراقية فى التوافد على المنطقة لبناء الفيلات والقصور.

منهم إبراهيم بك الهلباوى أول نقيب للمحامين فى مصر ولاتزال توجد محطة تحمل اسمه وسعيد باشا ذو الفقار كبير أُمناء القصر الملكى منذ عهد الملك فؤاد الأول وينسب إليه ميدان الباشا وسكن بها  بدر الدين أبو غازى وزير الثقافة فى ثلاثينيات القرن الماضى ومصطفى بك رضا مستشار الإذاعة للموسيقى وعائلات أبو جبل وفرحات والحاج مجدى وابنه محمد وكانت مياه الشرب تصل إلى البيوت عن طريق السقايين من حنفية مياه عمومية موضوعة فى شارع الغمراوى وكان الحى العريق مكاناً للملوك والأمراء وأبناء الطبقة الراقية.

ومن أشهر معالم جزيرة الروضة مقياس النيل لقياس الفيضان وعلى أساسه تحديد الضرائب فى العام الزراعى المقبل وكوبرى خشبى للمشاة تم تصميمه وزخرفته بطريقة مميزة وبجواره تمثال للمهندس أحمد الفرغانى الذى أنشأ المقياس.. وقصر المانسترلى وهو تحفة معمارية تم إنشاؤه فى عهد حسن فؤاد المانسترلى باشا من مدينة مانستر فى مقدونيا ومستشفى قصر العينى أول مدرسة للطب تأسست بمصر ومتحف قصر المنيل وهو مبنى على الطراز الإسلامى العثمانى ومسجد قايتباى.

أما جزيرة الذهب فتتميز بطبيعتها الريفية البسيطة ويقال إنه يسكنها 11 ألف مواطن وبها قصر اتخذت اسمها منه وقد بناه البرنس حسن نجيب حسن آخر أمراء المماليك وهو تحفة معمارية على الطراز المملوكى وقامت أسرة البرنس ببناء مبنى آخر داخل قصر الذهب على مساحة 5 أفدنة وقامت الحكومة بإزالة 30 متراً منه للتعدى على حرم النيل.

يعانى سكان الجزيرة من غياب الخدمات والمرافق وبها وحدة صحية أقامها الأهالى على نفقتهم الخاصة ويقال إن قرب الطريق الدائرى منها أدى إلى  ظهور تعديات على أراضيها لبناء القصور ويعمل أهاليها بالزراعة وتربية المواشى وتغطى الحقول والمزارع أراضيها وكانت فى الماضى عبارة عن جزيرتين طويلتين متوازيتين بينهما سيالة ماء وإحداهما كانت تعرف بالصابونى والثانية بالذهب واندمجت الجزيرتان وأصبحتا جزيرة واحدة مثلما حدث فى جزيرة الزمالك التى كانت نتيجة اندماج جزيرتى أروى وحليمة.. وللحديث بقية.