الاستثمار في البشر أولوية الجمهورية الجديدة

استخدام كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة للتزود بالمهارات المطلوبة للتعلم
استخدام كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة للتزود بالمهارات المطلوبة للتعلم

■ كتب: هانئ مباشر

كانت ومازالت وستظل الثروة البشرية هى أهم وأغلى الثروات لدى الدول، ومن ثم فإن الاهتمام بها وبتنميتها يجب أن يحتل الأولوية الأولى فيما تبذله كل أجهزة ومؤسسات الدولة من جهود، ويُعد الاستثمار في البشر، أعظم استثمار في العصر، فالفرد المؤهل تعليميًا ومهاريًا وثقافيًا، إضافة كبيرة لأى مُجتمع، ومُرتكز قوى لبناء اقتصاد سليم، والاهتمام بالعنصر البشرى والاستثمار فيه، هو الطريق الأوحد لبناء دولة قوية تستند على أساس متين وسليم، لأن البشر هم اللبنة الأولى لأى حضارة أو تقدم أو نمو.

ونحن نشهد مرحلة مهمة من عمر الوطن تبدأ مع أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين لولاية رئاسية جديدة، كان الأبرز فى كلمته عقب التنصيب، وخلال حضوره حفل إفطار الأسرة المصرية، هو المشروع الوطنى التنموى الشامل من خلال الاهتمام بالعنصر البشرى، إذ اعتبر الرئيس الإنسان المصرى هو هدف التنمية تماما مثلما هو أداتها، وترتيبا على ما سبق، كما يرى الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوى، الأستاذ المتفرغ بكلية التربية جامعة عين شمس، فإن أولى الخطوات بهذا المشروع هو إعادة بناء منظومة التعليم المصرى بكل مُشتملاتها ومراحلها، على أسس علمية واجتماعية وأخلاقية سليمة، ويجب أن يكون على رأس كل المشاريع العظيمة التى تتبناها الدولة حاليًا، وبالفعل تشهد منظومة التعليم تحت قيادة الرئيس السيسى العديد من الإنجازات، حيث وضع الرئيس التعليم كأحد أولويات التنمية فى مصر.

◄ جودة التعليم
أضاف، أن نظم التقويم والامتحانات يتم مراجعتها بشكل دوري وتعديلها، وقد تم العمل على تغيير نظم التقويم من الاعتماد الكامل على التقويم النهائى من خلال امتحانات نهاية كل فصل دراسى فى تحديد مستوى الطالب إلى الاعتماد على التقويم التكويني الشامل الذى يتضمن تقويم كل جوانب العملية التعليمية من خلال الاختبارات الشهرية والتقييمات القصيرة والأنشطة التقويمية المدمجة فى المناهج الجديدة، بالإضافة إلى اختبارات نهاية الفصل الدراسي، يُضاف لذلك الارتقاء بمستوى المعلمين وتطويرهم لأنه عامل أساسى فى تحسين جودة التعليم وضمان توفير تجربة تعليمية مُتميزة للطلاب، لأن المُعلم هو عامل رئيسى فى عملية نقل المعرفة وتوجيه الطلاب، وبالتالى يجب أن يكون لديه المعرفة والمهارات اللازمة لتلبية احتياجات الطلاب ومواكبة التطورات فى المجتمع والتكنولوجيا.

وقال شحاتة، إنه مع التقدم المُستمر فى مجالات التعليم والتكنولوجيا، يصبح من الضرورى تدريب المُعلمين بشكل مُستمر ليكونوا على دراية بأحدث المناهج وأفضل الأساليب التعليمية، ويجب أن يكون التدريب مُتعدد الجوانب ويشمل استخدام التكنولوجيا فى التعليم، وتطوير مهارات التفكير النقدى وحل المشكلات، وتعزيز قدرات الطلاب على التعلم الذاتى، كما يجب توفير بيئة تعليمية تشجع على التفكير الإبداعى والابتكار؛ حيث يمكن للمُعلم أن يلعب دورًا محوريًا فى توجيه ودعم هذه العمليات، ويمكن للمعلم أن يلعب دور الموجه والمستشار والمحفز لدى الطلاب لاستكشاف أفق جديد وتطوير مهاراتهم الإبداعية، فالاستثمار فى تطوير المعلمين ليس فقط يؤثر إيجابيًا على جودة التعليم وأداء الطلاب، بل يسهم أيضًا فى بناء جيل من الشباب المتميزين والمبدعين، الذين يمكنهم تحقيق التنمية والابتكار فى مجتمعهم والمساهمة فى تطور الأمة بشكل عام.

في المقابل، فإن منظومة التعليم العالى والبحث العلمى، وكما يقول الدكتور أمير طايل، الأستاذ فى جامعة حلوان والخبير التربوى، قطعت شوطًا كبيرًا فى مجال التطوير، والتحديث بوجه عام خلال فترة تولى الرئيس السيسى؛ لتكون قادرة على الوفاء بدورها وأداء رسالتها الأكاديمية والمُجتمعية على النحو المنشود، إيمانًا منه بدورهما المحورى فى تحقيق التنمية المُستدامة، وبناء مصر الحديثة، حيث أصبح لدينا 109 جامعات ما بين حكومية وأهلية وخاصة وتكنولوجية واتفاقيات إطارية، بجانب 11 مركزًا بحثيًا تابعًا لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، لقد بلغ إجمالى موازنة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى للعام المالى 2023 /2024 نحو 99 مليارًا و638 مليون جنيه، بزيادة تصل لـ75.1 مليار جنيه على ميزانية 2014، التى بلغت 24.5 مليار جنيه.

◄ مُبادرات صحية
أضاف، وفى ذات الإطار الخاص بالاستثمار بالعنصر البشرى فإنه يجب الإشارة إلى البرامج والمُبادرات الخاصة بالرعاية الصحية والارتقاء بها بما يعود بالنفع والفائدة على المواطن بالاهتمام بصحته، حيث حققت مصر تقدمًا ملحوظًا فى تحسين المؤشرات المالية المُتعلقة بالصحة، أبرزها زيادة الإنفاق الصحى الحكومى بنسبة أكثر من 20%، وتقليل الإنفاق الشخصى على الصحة بنسبة 59.3%، وتأتى محافظة بورسعيد فى المرتبة الأولى فى انخفاض نسبة الإنفاق الشخصى على الصحة بنسبة 47.9% وهو الأثر الناتج عن تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، والدولة لديها خطة طموحة لتقليل الإنفاق الشخصى على الصحة بنسبة 20 لـ22%، طبقًا لرؤية مصر 2030، مؤكدًا أنه سيتحقق ذلك بتضافر جهود كافة الشركاء والفاعلين فى القطاع الصحى الحكومى والخاص والأهلي.

وأكد أن مصر اختارت طريقا للإصلاح الصحى الشامل وهو تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل التى حازت على العديد من الإشادات لنجاح تطبيقها فى المرحلة الأولى، وهو إنجاز تاريخى وأمل لكل المصريين، وله انعكاسات إيجابية عديدة، أهمها زيادة قدرة المواطن على الإنتاج وتعزيز انتمائه وولائه للوطن.

◄ أهم الأولويات
تقول الدكتورة أميمة إدريس، الأستاذ بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة، إن تطوير قطاع الرعاية الصحية هو أساس التنمية للقطاعات الأخرى، وتحقيق الأهداف الإنمائية الشاملة المُستدامة، وفقًا لرؤية مصر 2030.

وقالت إن الاستثمار فى العنصر البشرى أهم أولويات الدولة، لأنه هو أساس البناء والتنمية، وتنمية الموارد البشرية أصبحت ركنًا أساسيًا فى تحقيق تنمية شاملة مستقبلية، خاصة أن العنصر البشرى استطاع إثبات كونه العنصر الرئيس والفعال فى كل خطة تنمية فى أية دولة، لذلك يحظى تدريبه وتأهيله بأولوية قصوى، وهناك اهتمام كبير بتطوير مهارات العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة، من أجل الاستفادة منهم فى العديد من المجالات الهامة، ويجرى ذلك من خلال التدريب والدورات والمنح، بالتعاون مع أعرق المؤسسات التدريبية الدولية والإقليمية.

إن مصر قفزت 19 مركزًا فى تقرير التنمية البشرية على الرغم من تراجع المؤشر على المستوى العالمى وذلك نتيجة الجهود المبذولة وفقًا لتقرير الأمم المتحدة.