المسك والعود للتطيب أثناء الصلاة وتغيير رائحة المنزل

تركيبات حديثة برائحة الأفلام| الطقس الحار ينعش سوق العطور

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: ياسين صبري

مع ارتفاع درجة حرارة الطقس بالتزامن مع موسم الربيع وقرب حلول فصل الصيف، يزيد إقبال المصريين على العطور والروائح الزكية للتطيُّب خصوصًا أثناء الصلوات أو لتغيير الجو العام للمنزل برائحة جذابة.. فما قصة المصريين مع العطور؟

تعلُّق المصريين باستخدام العطور ليس وليد اليوم، بل جزءا من تاريخهم، فنجد أن استخدام العطور كان شائعًا لدى الملوك والملكات في زمن الفراعنة فى الطقوس الدينية والاحتفالات الاجتماعية.

وكان النبلاء والطبقة العليا يستخدمون العطور كمكوّنات أساسية للإحساس بالرفاهية، فكان أحد أشهر أنواع العطور المستخدمة في تلك الفترة زيت اللوز لتعطير الجسم والشعر، بل وامتد ولعهم أيضًا بالعطور لدرجة استخدامها في مراسم الدفن، حيث كان تنعيم الجسد وتعطيره أمرًا مهمًا لدى المصريين القدماء حسب معتقداتهم.

واستخدم الفراعنة العطور يوميًا للحماية من الحشرات المزعجة والأمراض، وكانوا يصنعونها من مكونات طبيعية، كالأعشاب والزهور والعود والياسمين والبخور واللبان والزعفران والعنبر.

وفي العصور الإسلامية، شهدت مصر طفرة في صناعة العطور، وكانت تستخدم لأغراض متنوعة فى الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية، وكان لها تأثير قوي في المجتمع المصري، حيث كانت تستخدم في العبادة بشكل خاص، كونها تعزز الجوانب الروحانية، لذلك كانت المساجد تزخر بأنواع العطور الفاخرة والزيوت العطرية.

◄ تركيب العطور
وفي وقتنا الحاضر، أصبح إنتاج وتركيب العطور بمثابة صناعة دقيقة بحاجة لأنامل ذهبية ومهارة حتى يمكن إنتاج عطر ذي رائحة خلابة يمكنه المنافسة فى السوق وجذب الزبائن.

صناعة وتركيب العطور بالنسبة إلى أحمد كامل صاحب محل عطور بمنطقة العتبة، ليست مجرد مهنة عادية بل فن يعشقه، فأصبح يجد متعة كبيرة وراحة نفسية في تصنيع وتركيب مختلف أنواع العطور، فقد تشرّب الصنعة حتى أصبح له زبائن دائمون بعضهم مستمر فى الشراء من محله لمدة قاربت على 18 عامًا.

ويحكي لنا أحمد قصة عشقه للعطور، فيقول: منذ عام ١٩٩٦، بدأت العمل بمجال العطور، وتتلمذت على يد واحد من أوائل رجال صناعة العطور في مصر، وهو الحاج عبدالفتاح الحناوي، وابنه خالد الحناوي، ورغم أنني تلقيت عروض عمل فى مجالات أخرى، فإنني رفضتها جميعا لتعلقى الشديد بالعطور، فإن لم يصبني ربحها أصابني ريحها الطيب، حتى أكرمنى الله بفتح أول محل خاص بى في العتبة.

وقد أطلعنا على سر تركيب العطر المميز خطوة بخطوة: يجب أولًا انتقاء زيت عطري تركيزه مرتفع، وهو ما نسميه بلهجة صانعي العطور «فري ألف»، بحيث تكون نسب المكونات عند تركيب زجاجة عطر بحجم  ١٠٠ مللي كالآتى: ٣٠ جراما زيت عطري، ١٠ جرامات ماء مقطر، ٢ جرام مثبت رائحة خشب الصندل، أما النسبة المتبقية فتتكون من كحول الإيثانول وهو كحول طبى ليس له أضرار جانبية إذا ما تم رشه على الجسم.

وبعدها يتم مزج مكونات العطر في زجاجة، ويمكن رشها بعد ذلك مباشرة على الجسم دون «تعتيق» أي دون ترك الزجاجة لفترة من الزمن على أن يتم استخدامها لاحقا.

◄ اقرأ أيضًا | أصعب 48 ساعة مُقبلة.. الأرصاد تحذر من الموجة الحارة

◄ الزيوت العطرية
كما أوضح أن الزيوت العطرية بعضها يتم إنتاجه محليا كالورد والفل والياسمين والألف زهرة والريحان والبنفسج، ولكن مكونات الزيوت الخاصة بالبراندات والماركات العالمية يتم استيرادها من فرنسا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا من مصانع مخصصة عبر وكلاء محليين يوزعونها على السوق المحلية.

ويرى أحمد أن العطر من الروحانيات الجميلة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهناك أنواع معينة من العطور يروج استعمالها للتطيُّب أثناء الصلاة أو لتغيير رائحة المنزل مثل المسك والورد والفل والياسمين والعطور المشتقة من العود مثل العود الهندى والكمبودي والعود السنغافوري والبورمى.

يضيف: هناك إقبال أيضا من المصريين على شراء الماركات العالمية الجديدة مثل فيكتوريا سيكريت للنساء، أما الرجال فيقبلون على عطور مثل سيلفر سينت، أكوا دى جيو، وأرمانى، وبعض الأنواع القديمة أيضا لا يزال لها سحرها وزبونها، خاصة تلك التي تحمل له ذكريات خاصة من شبابه مثل «وان مان شو»، «أوبن»، «أولد سبايس»، «أراميس»، «أزارو».

◄ رائحة الأفلام
ويرى أن كل محل للعطور له بصمة واضحة فى مجاله ومنتجاته المميزة عن غيره، فيقول: ننتج تركيبات عطرية خاصة بنا فقط لا تجدها بمحال أخرى، نطلق عليها أسماء مشتقة من اسم المحل مثل «بيرفيوم كات»، وتركيبات أخرى نختار لها أسماء مستوحاة من الأفلام الشهيرة مثل «بريف هارت»، ولا يقتصر الأمر على إنتاج العطور الحريمى والرجال، فقد أنتجنا تركيبات وعطورا للأطفال نطلق عليها أسماء الشخصيات الكرتونية المحبوبة مثل عطر «سبايدر مان» و«سبونج بوب».

ولترويج العطور المنتجة بمصر يقترح تسميتها بأسماء ملوك وملكات الفراعنة مثل عطر نفرتيتى أو عطر حتشبسوت كوسيلة لجذب السائحين الذين يعشقون كل ما هو متعلق بالحضارة الفرعونية.