لحظة صدق

وداعا د. فتحى سرور

الهام أبو الفتح
الهام أبو الفتح

فقدت مصر فجر أمس واحدا من أعظم رجالات القانون والتشريع والتعليم هو الدكتور أحمد فتحى سرور القامة القانونية، والرمز البرلمانى العظيم، رئيس مجلس الشعب الأسبق، الذى فاضت روحه إلى بارئها، فى ليلة القدر المباركة، بعد حياة حافلة بالعطاء، الذى أثرى الحياة القانونية والقضائية والتشريعية بعلمه الغزير. عرفت الدكتور فتحى سرور عن قرب. وأذكر أن أول لقاء لى معه كان مع بداية الدورة التشريعية عام ٢٠٠٠ عندما طلبت موعدا معه قال لى إذا كنتى مثل باقى الصحفيين وستسألينى أسئلة تقليدية فلا داعى للحوار والحمد لله عندما بدأنا الحوار وتوالت أسئلتى قال لى إنك مختلفة ومن بعدها كنت أنفرد بحوار مطول معه مع بداية ونهاية كل دورة برلمانية واستمرت علاقتى به كابنة وتلميذة حتى مرضه الأخير ووفاته. كان رجل أسطورة له تاريخ قضائى وقانونى ودبلوماسى وتنفيذى وبرلمانى ومهنى مشرف داخليا ودوليا. فهو فى القانون نابغة أختير رئيسًا للجنة الحقوق والحريات باللجنة التحضيرية لدستور ١٩٧١ والتى وضعت أكثر المبادئ الدستورية تميزًا فى حماية الحقوق والحريات والتى تم الإبقاء عليها فى كل الدساتير بعد ذلك. تولى باقتدار وزارة التعليم وكانت بمثابة ثلاث وزارات التعليم والتعليم العالى والبحث العلمى وكان صاحب فكرة إحياء مكتبة الإسكندرية العريقة بموافقة اليونسكو ومساهمة العديد من الدول قبل تركه الوزارة ووضع حجر أساسها وأنشأ الهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية. وفى الدبلوماسية كان دبلوماسيا عظيما وفى الحياة الاجتماعية كان لا يخيب رجاء أى إنسان يلجأ له سواء يطلب خدمة خاصة أو عامة كلنا نعلم أنه كان وراء إنشاء مستشفى سرطان الأطفال فى منطقة السيدة زينب، أياديه البيضاء فى المنطقة كلها عيادات وقوافل طبية ومساجد، ويكفى توسعة مسجد السيدة زينب. فى المجال الدولى رفع رأس مصر فى كل مكان تولى رئاسة البرلمان الدولى كأول عربى فى سابقة هى الأولى من نوعها فى انتخابات مباشرة بين عدد من المرشحين. بخلاف رئاسته لاتحاد البرلمانات العربية والإفريقية والأورومتوسطي. وأصدر الإعلان العالمى للديمقراطية عام ١٩٩٧ وهو رئيس البرلمان الدولى والذى تحتفل به برلمانات العالم فى سبتمبر من كل عام مثل هؤلاء القمم التى قلما يجود الزمن بها علينا، يجب أن نقوم بتخليد ذكراهم وعمل كتب وأفلام عنهم وتوعية الجيل الجديد ليكونوا قدوة لهم. رحم الله أستاذى وأستاذ الأجيال وأستاذ القانون وأستاذ العطاء وتقبله الله فى فسيح جناته. توفى فى ليلة القدر وفى شهر رمضان المبارك ويوم جمعة إن الله يرضى عن عباده المخلصين. تغمده الله برحمته وداعا د. أحمد فتحى سرور.