نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: الثمن المناسب

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

بعد مرور 6 أشهر على حرب غزة أصبح من الواضح أننا نطارد سراباً تلو الآخر، بداية من قرار محكمة العدل الدولية الذى انتظرناه شهورًا لتضرب به إسرائيل عرض الحائط ثم قرار مجلس الأمن الذى خرج بطلوع الروح ليلحق به فى غياهب النسيان والتجاهل، وأخيراً مفاوضات الهدنة التى باتت أشبه بجثة على أجهزة الإنعاش لا يحييها أمل ولا يرحمها موت.

والدليل على ذلك انه حتى لو بلغ التفاؤل مداه وقبلت إسرائيل كل شروط حماس من وقف اطلاق النار وعقد صفقة ضخمة لتبادل الأسرى وإعادة النازحين لشمال غزة وخروج الجيش الاسرائيلى من القطاع، فإن جٌلّ ما سيحققه ذلك هو وقف نزيف الدم فى غزة «بشكل مؤقت».

ورغم ان هذا فى حد ذاته هدف عظيم ومنشود لكن الدمار والتشريد والبنى التحتية التى انهارت والأرض التى سٌلبت والأكثر من 100 ألف شهيد وجريح الذين سقطوا حتى الآن.. كل ذلك لا يمكن ان يهدر بلا ثمن أومكسب ملموس.

والمكسب الوحيد الذى يمكن ان يعوض هذه التضحيات هو الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية والذى أعتقد انه بات محتملاً بعدما أذابت سخونة دماء الفلسطينيين الذكية الجليد عن العديد من المواقف الدولية المعارضة. فها هى فرنسا تقدم مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو لإجراءات «فورية» لوقف النار وإجراءات «حاسمة لا رجعة فيها» نحو إنشاء دولة فلسطينية. وهناك تصريحات بلجيكا بأنها تدرس الاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة. ومن قبلها تصريحات رئيس الوزراء الإسبانى بأن بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول يوليو وإنه اتفق مع زعماء أيرلندا ومالطا وسلوفينيا على «اتخاذ الخطوات الأولى» نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الدورة التشريعية الحالية. حتى بريطانيا وأمريكا ألمحتا «ولو من باب البروباجندا» انهما تدرسان الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب، وحسناً فعلت السلطة الفلسطينية عندما طلبت رسميا من مجلس الأمن الدولى تجديد النظر فى طلب قدمته فى 2011 لتصبح عضوا كامل العضوية فى الأمم المتحدة ليكون ذلك بداية الطريق نحو دولة فلسطين.