في الشارع المصري

مجدي حجازي يكتب: الـ «نفس»!

مجدي حجازي
مجدي حجازي

■ بقلم: مجدي حجازي

استوقفنى «بوست» نشره الصديق جمال ندا، على صفحته بالـ «فيس بوك»، جاء فيه:

(حين رفض إبليس السجود لآدم، لم يعرف الشيطان الذى وسوس له، وهنا يتبادر للذهن تساؤل: من كان شيطانه عندما عصى الله؟، ومن هو الشيطان الحقيقى لنا؟!.. حقًا إننا نؤمن بالله عز وجل، ونحرص على الاجتهاد فى التعبد، ونسعى للتقرب إليه بعمل الصالحات، وبالرغم من ذلك فمازلنا نقع فى ارتكاب المعاصى والذنوب.. لماذا؟!، وما السبب فى ذلك؟!

قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ﴾ «ق:16».. ويقول الله جل جلاله: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ «النساء:76».. ويقول الله عز وجل: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ «الإسراء:14».. وقوله تبارك وتعالى: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ  لاَ  ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ﴾ «غافر:17».. ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ «المدثر:38».. وقول الله تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ «النازعات:40».. وقوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ﴾ «التكوير:14».. يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ «المائدة:30».. قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ «يوسف:53».

وبتدبر تلك الآيات، نجد أننا نضمر بداخلنا عدوًا، يكمن فى «النفس» التى تعبث بداخل الإنسان، يقول الله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ «الجاثية:23» ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه يفعل ما يريد.. يقول الإمام البوصيرى فى بردته:

وخالف النفس والشيطان واعصهما.

إن السبب فى المعاصى والذنوب إما من الشيطان وأما من النفس.

عن أبى بكر الصديق : أنه قال لرسول الله : علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى، قال: «قل: اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لى مغفرة من عندك، وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم»... «صحيح، متفق عليه»).. «انتهى البوست».

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. واللهم تقبل صيامنا وقيامنا فى رمضان، وبلغنا ليلة القدر.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.