أرمنيوس المنياوي يكتب: أمسية رمضانية في مركز شباب بلدي 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

المناسبات السعيدة بتجمع الناس حول بعضها البعض ومثلما تظهر الشدائد معادن الناس هكذا تثمن المناسبات السارة  العلاقات بين الناس وأعتقد أن شهر رمضان هو أحد أهم تلك المناسبات السارة الجميلة إن لم يكن أبرزها التي تجمع الناس وتلم الشمل معا ..مسلم ..مسيحي .. صغير .. كبير .. شباب .. شيوخ..  كل المصريين معا وهو ما أراه في أماكن متعددة وكثيرة في شهر رمضان وهو ما رأيته بالأمس في مركز شباب بلدي قرية ريدة بمركز المنيا في ختام الأنشطة الرمضانية الثقافية والرياضية بقيادة أبننا الشاب إسلام شعراوي رئيس مجلس إدارة المركز ومعه باقي أعضاء مجلسه الموقر. 

رأيت أطفالا وشبابا وشابات يؤدون تواشيح دينية جميلة بأصوات موهوبية وأيضا فقرات غنائية مغزاه حب الوطن والدين وسمعت ندا وعبد الله ومحب وكان قائد تلك المقطوعات الغنائية والموسيقية رائعا بكل ما تحمله الكلمة من معني ..سمعت كلمات كلها تنبض وتفيض بالإنتماء الوطني ومشاعر فياضة  في التضامن مع القضية الفلسطينية وما يحدث لأبناء فلسطين في غزة.

رأيت حضور من كل أطياف المجتمع ومن كل رموز قريتنا والقري المجاورة كلهم جاءوا يستمتعوا بأمسية رمضانية متزامنة مع حلول ليلة القدر وهي ليلة يعتز بها شركاء الوطن من المسلمين إيما أعتزاز بل هي من الليالي المقترجة والتي تعادل الكثير من الليالي المباركة وقد تعودنا كمصريين أصلاء وطنيين نحترم ونقدس عقائد بعضنا البعض بعيدا عن زمرة الهلافيت المتعصبين من بعض المصريين من كل الإتجاهات وهذا موجود في كل بلاد الدنيا  ..لكن مصر باقية بما أراه وبما رأيته مساء أمس في مركز شباب ريدة.

مصر بلد مختلفة ولن تسقط لأن شعبها يتمتع بأصالة و يعشق ترابها وعليه ناسها ومن ثم خربت وسامحوني في لفظ خربت ولكنها حقيقة نراها أمام أعيننا لقد خربت بلاد كثيرة من حولنا ولكن نجت وبقت مصر للسر الذي أقوله ..فالمسلم يحضر مناسبات مسيحية ويسمع ترتيل وعظات من الكتاب المقدس ويتعاطي معها تقديرا للكلمة ومشاعر شركاء الوطن ونفس الحال يحضر المسيحي مناسبات إسلامية ويسمع القرٱن وتواشيح دينية تقديرا للكلمات ومشاعر شركاء الوطن من أخوتنا المسلمين وهكذا سيبقى المصريون حتى ٱخر الزمان ومثلما قالت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بنت المنيا ..نحن مصريون قبل الأديان وبعد الأديان ولٱخر الزمان،  ومن ثم فأن بقاء مصر وتقدم مصر مرهون بتكاتف والإبقاء على تلك الوحدة الجميلة التي تشكل بستانا رائعا يستمتع به كل  المصريين معا.

كانت ليلة رائعة بالحضور وبكل الفقرات التي سمعتها وشاهدتها والتي أبهرت مندوبة وزارة الشباب والرياضة الدكتورة سوسن فرغلي وكيل المديرية بالمنيا والزميل والصديق الدكتور محمد حمدي مساعد وكيل الوزارة للعلاقات، وكنت أتمنى أن يكون موجود الصديق المهذب جدا مندي عكاشه وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة الإنسان الذي لا يمنعه من حضور وتشجيع مثل تلك المناسبات إلا الشديد القوي.

تحدثت في الأمسية بصفتي واحدا من أبناء القرية وعلى رأى أبن بلدي المستشار ممدوح طنطاوي ... بلدي التي نسأت و تربيت علي ترابها وستبقي إلى ٱخر نفس في عروقي وحياتي تجري وفي مناسباتها لا يمكنني إلا الحضور ..الحضور والمشاركة والإستمتاع برؤية كل أبناء بلدي وتشعبطت في كلمتي بوجود أحد نواب دائرتنا الذين نقدرهم  أشرف عبد العزيز الأحمداوي في ترميم سور منهار بمركز الشباب ويسبب خطورة على أبنائنا ووعد النائب بأنه سوف يشرع في الوفاء بهذا الأمر أمام كل الحضور.

حقيقي رمضان بيجمعنا وبيتجاوز فيه البعض خلافاته إن وجدت مع الٱخرين.

على أية حال فأنها كانت ليلي رمضانية في أمسية قروية بمركز شباب ريدة .. كانت مصر فيها حاضرة وكل ماحدث فيها يزيد التضامن المصري مع قيادتنا السياسية ويزيد من روابطنا المصريين معا ..كل سنة وكل المصريين طيبيين