نقلت مصر لعالم المدن الذكية.. وأصبحت قاطرة الاستثمار العقاري

من صحراء جرداء إلى جنة على الأرض| «العاصمة الإدارية» بوابة «الجمهورية الجديدة»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حدث تاريخى تشهده العاصمة الإدارية الجديدة، بوابة مصر للعبور إلى الجمهورية الجديدة، باستضافتها فعاليات تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى، وإعلان بداية ولايته الثالثة، وقد أنهت العاصمة استعداداتها لحفل التنصيب، وأداء قسم اليمين الدستورية بمجلس النواب.

ووفقًا للمهندس خالد عباس، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية، فإن العاصمة الإدارية جاهزة وقادرة على استقبال كل الأحداث، مؤكدًا أن حفل تنصيب الرئيس السيسى، بمثابة حفل افتتاح للمرحلة الأولى من العاصمة الإدارية وخلال سنوات قليلة استطاعت الحكومة تحويل صحراء جرداء، مساحتها تصل لـ180 ألف فدان، إلى مدينة عالمية على أرض مصرية، وتجعلها بوابة مصر للاستثمار الأجنبى، لتجذب أنظار العالم إليها، وتجبر الصحف العالمية على أن تضعها فى مانشيتاتها حيث تصل مساحتها لضعف دولة سنغافورة، وتعد أول مدينة ينتقل لها الحكم بشكل رسمى منذ نحو 200 عام.

العاصمة الادارية الجديدة هى مدينة ذكية جديدة، تعد من أحدث المشروعات الاستثمارية الخاصة بالتطوير العقارى بمصر، ومن المقرر أن تستوعب نحو 6 ملايين نسمة بحلول 2050، تبلغ مساحتها نحو 714 كم2 ما يعادل 180 ألف فدان، وتقع على حدود مدينة بدر، بالمنطقة ما بين طريقى «القاهرة - السويس» و»القاهرة - العين السخنة»، مباشرةً بعد القاهرة الجديدة، ومدينة المستقبل، ومدينتى، وتبعد 60 كم عن العين السخنة والسويس، ومثلها عن القاهرة.

قسمت العاصمة الإدارية الجديدة إلى مراحل؛ نظرًا لمساحتها الشاسعة التى تجاوزت مساحات عواصم ودول، وقسمت لـ3 مراحل، الأولى مساحتها 40 ألف فدان، والثانية مساحتها 47 ألف فدان، والثالثة مساحتها 97 ألف فدان.

وهى مدينة ذكية خضراء ينتشر بها الحدائق والأشجار، هذا بجانب بعض المميزات الأخرى منها فخامة التصميم المعمارى المستوحى من التصميمات الأوروبية العالمية، والبحيرات الصناعية، ونظام لتوليد الكهرباء فى حالة انقطاعها، وسهولة إتمام المعاملات الحكومية؛ نظرًا لنظام الهيئات الحكومية الجديد بالعاصمة، وسهولة التنقل منها وإليها، كما أنها تحتوى على العديد من الخدمات والمرافق التى من شأنها المُساهمة فى رفع مستوى العاصمة الاقتصادى والبيئى؛ لتضاهى العواصم الكبرى فى العالم، وتضم مدارس دولية ولغات وحكومية، وجامعات، وحدائق وأماكن للتريض، ومركز سيطرة وتحكم أمنى، ومدينة الفنون والثقافة، ومشروع القطار الكهربائى، ومركز للمؤتمرات، ومدينة للمعارض، ومولات تجارية، وحديقة حيوانات، ومدينة ديزنى لاند، ومتاحف للفنون والعلوم والتكنولوجيا، ونظاما ذكيا لجمع المخلفات، وشبكة مواصلات عامة، وشبكة ربط بسكك حديد مصر، ومطارا دوليا.

◄ اقرأ أيضًا | رئيس الوزراء يتابع خطة جذب الاستثمارات الأوروبية إلى مصر

تم وضع حجر أساس حى المال والأعمال فى 2017 أثناء إنشاء المرحلة الأولى للعاصمة الإدارية، بينما بلغ حجم الاستثمارات به 3 مليارات دولار، ويضم المشروع مبانى ووحدات تجارية وترفيهية وسكنية، ومقرات بنوك ومؤسسات مالية، ومقر البنك المركزى، كما يحتوى على برج العاصمة الإدارية الجديدة الذى يعُد الأعلى فى إفريقيا، ويبلغ ارتفاعه 385 مترًا.

ويعد النهر الأخضر بالعاصمة الإدارية، أطول سلسلة حدائق فى العالم، وهو عبارة عن حديقة تتوسط تخطيط العاصمة الجديدة بمساحة أكثر من 1000 فدان وبطول أكثر من 10كم2، ولا يعد فقط متنزهًا بمساحة تصل لـ6 أضعاف مساحة سنترال بارك فى نيويورك، بل أيضًا هو مشروع لإعادة تدوير ومعالجة المياه واستخدامها لمد بحيرات المشروع، ويضم مخطط النهر الأخضر مرحلتين للتنفيذ؛ تمتد الأولى إلى 11 كم باستثمارات 9 مليارات جنيه، وقد أوشكت هذه المرحلة على الانتهاء، وسيكون الدخول إلى النهر الأخضر مجانيًا لكل الزائرين.

أما مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية، فهو من أكبر مساجد الوطن العربى والشرق الأوسط، بمساحة 250 ألف متر مربع، ووصلت قدرته الاستيعابية لـ17 ألف مصل، ويضم 4 قباب رئيسية بجانب 21 قبة فرعية، إضافة إلى أنه يضم قاعتين للمناسبات وقاعتين لاستقبال كبار الزوار.

ويمتد القطار الكهربائى «السلام - العاصمة الإدارية - العاشر»، بطول 103 كم، ويرتبط بمترو الأنفاق المرحلة الثالثة بمحطة عدلى منصور - جامعة القاهرة، مع التقائه بمونوريل العاصمة الإدارية الجديدة فى محطة العاصمة 2، وسيرتبط مع القطار الكهربائى السريع «العلمين ـ العين السخنة» الذى يتم إنشاؤه حاليًا بالعاصمة، وستكون أولى محطات المشروع محطة عدلى منصور، حيث سيمر على مدن العبور والمستقبل والشروق وبدر والعاصمة الإدارية والعاشر من رمضان، بينما تم تزويد المحطات بأماكن انتظار سيارات حتى يستطيع من يستقل القطار أن يترك سيارته لحين انتهاء رحلته بالقطار. 

أُنشئ حوالى 20 برجا بالعاصمة الإدارية لأغراض متعددة ومختلفة، لكن يُعَد البرج الأيقونى هو الأبرز؛ لكونه أطول برج فى إفريقيا، حيث يصل ارتفاعه لـ385 مترًا، ويتكون من 79 طابقًا، ومن المتوقع أن يضم البرج الأيقونى شققا سكنية، وفندقا، ومكاتب إدارية، وسوقا للذهب، وسوقا للإلكترونيات، ومجمع سينما ومسرح.

كما تضم العاصمة الإدارية متحف عواصم مصر، الذى يحكى عن عواصم مصر عبر التاريخ، ويحتوى على قاعة عرض رئيسية تضم آثارًا من عواصم مصر المختلفة مثل منف، وطيبة، والإسكندرية، وتل العمارنة، والفسطاط، والقاهرة الخديوية، والقاهرة الفاطمية، كما يضم أكثر من ألف قطعة أثرية تحكى تاريخ مصر القديم، من ضمنها تمثال للملك رمسيس الثانى، إضافة لقاعات عرض بتقنيات الملتيميديا تعرض أفلاما تفاعلية عن تاريخ العواصم المُختلفة.

وقد تم إنشاء استاد عالمى بالمدينة الأولمبية بالعاصمة الإدارية؛ ليكون صرحًا رياضيًا يضاهى الاستادات العالمية، حيث يتسع لـ90 ألف متفرج، متساويًا مع استاد سانتياجو برنابيو الذى تم تطويره فى مدريد، ويعد الأكبر فى مصر والثانى فى إفريقيا.