إنجازات السياحة.. تفاصيل ترميم وتطوير شجرة السيدة العذراء مريم بالمطرية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يعد قطاع السياحة والآثار من القطاعات الحيوية في الاقتصاد المصري، والذي يسهم بشكل كبير في تعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وخلال السنوات العشر الماضية، شهدت الدولة إنجازات ملموسة في هذا القطاع، منها زيادة عدد السياح والاستثمارات في المعالم السياحية والآثار.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على حماية وصيانة المواقع الأثرية والتاريخية، وتعزيز التوعية بأهميتها من خلال البرامج التثقيفية والتوجيهية. كما تم تطوير خدمات الإرشاد السياحي وتدريب الموظفين في هذا المجال لتقديم تجارب سياحية عالية الجودة.

 

وخلال العشر سنوات الماضية، أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا بالحضارة المصرية القديمة، ما أتاح كل الإمكانيات وأزال جميع المعوقات، فى ظل المحافظة على تاريخنا القديم، لتنطلق العديد من المشروعات الأثرية ما بين ترميمات وحفائر وافتتاحات لمواقع ومتاحف أثرية، ظلت مغلقة لسنوات عدة.

 

- لانجازات قطاع السياحة في ترميم وتطوير شجرة السيدة العذراء مريم بالمطرية :

 

ترميم وتطوير شجرة السيدة العذراء مريم بالمطرية والمنطقة المحيطة بها، يعتبر إحدى الإنجازات المهمة في قطاع السياحة، حيث يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي والديني وجذب السياح إلى المنطقة للاستمتاع بالمعالم الدينية والتاريخية، بالنسبة لانجازات الرئيس السيسي خلال السنوات الماضية، فتشمل جهوده في مجالات متعددة من تطوير البنية التحتية والاقتصاد إلى تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب، تحتاج إلى بحث موثق لتحديد التفاصيل الدقيقة لكل انجاز وتطور وكيف يرتبط بالمنطقة المحددة.

 

- أصل الحكاية "السيدة مريم العذراء" :

 

شرفت السيدة مريم العذراء وابنها الطفل مصر جاءا إليها هربا من الملك الظالم الذى أراد قتل الطفل المبارك، وفى مصر سلكا طريقا عرف بعد ذلك باسم مسار العائلة المقدسة.

 

رحلة طويلة قضتها الأسرة بصحبة يوسف النجار من بيت شمس إلى ربوع مصر، كان من ضمنها الوصول إلى مدينة عين شمس، حيث استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة في المطرية تعرف إلى اليوم بشجرة مريم.

 

- أصل الحكاية "شجرة السيدة العذراء مريم" بالمطرية :

 

شجرة أثرية قديمة يبلغ عمرها نحو 3 آلاف عام، يجاورها بئر مياه شربت منه السيدة مريم وغسلت ملابس سيدنا عيسى، يحيط بها الكثير من الرسومات التي تشرح مسار رحلة العائلة المقدسة في في مصر، بينما تفوح رائحة عطرة بالمكان تأتي من نبات البلسان الذي ينبت تلقائياً حول الشجرة، هنا استظلت السيدة العذراء وسيدنا عيسى ويوسف النجار قبل أكثر من ألفي عام.

 

وحازت شجرة مريم على اهتمام الكثير من مؤرخي العثور الوسطى، أبرزهم المقريزي والإمام الأسيوطي، فضلاً عن عدد من الرحالة مثل أوجيني إمبراطورة فرنسا، وستانلي لين المستشرق الإنجليزي.

 

و تعتبر شجرة مريم بالمطرية، أحد أهم المعالم الأثرية القبطية، حيث استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة في مدينة هليوبوليس قديماً، والتي عُرفت بشجرة مريم فيما بعد، وأصبحت بعد ذلك مزار ديني وثقافي للكثير من الزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم طوال القرون الماضية.

 

وأصيبت شجرة مريم الأصلية بحالة من الضعف والوهن وسقطت عام 1656 ميلادية، فجمع مجموعة من الآباء الفرنسيسكان الموجودين في الكنيسة المجاورة والتي تعرف الآن بـ كنيسة شجرة مريم، الفروع والأغصان وزرعوها مرة أخرى ونمت بالفعل من جديد وتفرعت فروعها وأغصانها.

 

- الجنود الفرنسيين وشجرة مريم :

 

ووفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار، فإنّ مجموعة من الجنود الفرنسيين، كانوا قد عرجوا إلى الشجرة في عام 1800، وحفروا أسمائهم على فروع شجرة مريم بأسنة سيوفهم خلال معركة عين شمس بين الجنود الأتراك وكليبر قائد الحملة الفرنسية، ولا تزال أسماؤهم محفورة على الشجرة حتى الآن.

 

- عنوان شجرة مريم المطرية :

 

وفيما يخص مكان شجرة مريم المطرية، فإنّها تقع في أقصى شمال محافظة القاهرة، بمدينة المطرية قرب مسلة سنوسرت، ويسمى الشارع الذي تقع فيه بشارع مساكن مريم، وهو متفرح من شارع المطراوي 

 

- جامعات للكهنة المصريين :

 

وكانت منطقة شجرة مريم قديماً تضم جامعات خاصة بالكهنة المصريين العلماء، والذين اشتهروا في مختلف أنحاء العالم بتدريس مختلف أنواع علوم العلم والمعرفة، ثم ذاع صيت هذه البقعة بشجرة مريم بعد مجئ العائلة المقدسة إلى مصر، واستظلالها بتلك الشجرة.

 

- رحلة العائلة المقدسة لمصر :

 

واستضافت مصر العائلة المقدسة «السيدة مريم وسيدنا عيسى ويوسف النجار»، عقب هروبهم من هيرودس ملك اليهود الروماني، حتى لا يقتل المسيح، بعدما علم أنّ هناك مولود قد وُلد وسيكون ملكاً عظيماً على اليهود فخشي على مملكته فقرر قتل جميع الأطفال الذين ولدوا في منطقة بيت لحم بفلسطين وحدودها، فهربت العائلة المقدسة منه وجاءت إلى مصر في رحلة استغرقت 4 أعوام، بدأت من سيناء، ومرت بمناطق الدلتا ووادي النيل، وحتى أوساط الصعيد.

 

- استظلت العائلة المقدسة بها :

 

وأرسل هيرودس جنوده إلى مصر ليتتبعوا العائلة المقدسة بعدما انتشرت أقاويل عن معجزات الطفل الصغير، فاختبأت العائلة المقدسة أسفل الشجرة التي انحنت أغصانها عليهم وأخفتهم عن أعين جنود هيرودوس.

 

- المقريزي وشجرة مريم :

 

وذكر المقريزي المؤرخ الإسلامي، أنّ العائلة المقدسة استراحت بجوار عين ماء ناحية المطرية، وغسلت فيها السيدة العذراء ثياب السيد المسيح، وصبت تلك المياه في الأراضي المحيطة بالبئر، فنبت نبات البلسان الذي لا يوجد سوى هناك، وهو عطر الرائحة ويستخرج منه عطر البلسم.

 

واشتهرت حديقة المطرية طوال قرون كأحد الأماكن المقدسة، ولا تزال الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في مطلع يونيو من كل عام.

 

- شجرة مريم وفوائدها :

 

وشجرة مريم الحالية مثمرة بالجميز، ويتبرك بها الأقباط حيث يعتقدون أنّها تشفي السيدة العقيم وتجعلها تحمل.

 

 

- افتتاح شجرة مريم :

 

أما عن افتتاح شجرة مريم والمنطقة المحيطة بعد تطويرها سيكون نقطة جذب للسياحة خاصة فى ظل الدور الدينى الكبير والقدسية له كأحد نقاط رحلة العائلة المقدسة، فتشهد المنطقة رواجا كبيرا وأن تستقبل شريحة كبيرة من عشاق السياحة الدينية، مشيراً إلى أن المجلس يعمل على قدم وساق لسرعة الانتهاء من أعمال ترميم باقى المواقع الأثرية بالمحافظات الثمانى التى تحتوى على نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة.

 

و تحظى مصر بالعديد من المواقع الأثرية الدينية التى تحمل روائح الخير والبركة ويمكن أن تضعها على رأس الدول التى تحقق مكاسب هائلة من وراء استقطاب السياحة الدينية إليها، ويأتى مسار العائلة المقدسة ، ليشكِّل واحدًا من أبرز تلك المعالم التى جرى الاهتمام بها أخيرًا.

 

- عملية التطوير في منطقة شجرة مريم :

 

وشملت عملية التطوير معالجة مشكلة الصرف الصحي في منطقة شجرة مريم، وتطوير المظهر الحضاري والهوية البصرية للمكان، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به، وطلاء جميع العقارات المطلة على المزار.

 

وتأتي أعمال تطوير منطقة شجرة مريم الأثرية بالمطرية والتى قامت بها محافظة القاهرة ضمن المشروع القومى الذى تقوم به الدولة تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لتطوير مسار العائلة المقدسة.

 

ويعتبر مسار العائلة المقدسة من المشروعات القومية التى بذلت فيها الدولة جهداً كبيراً ليصبح مشروعاً سياحياً ودينياً، يجذب ملايين السياح من كل دول العالم، خاصة وأن مصر تنفرد بهذا المسار، مشيرًا إلى أن شجرة العذراء مريم من أبرز نقاط مسار العائلة المقدسة حيث تعرف باسم الشجرة المباركة، حيث استظلت بها مريم العذراء وابنها السيد المسيح عليهما السلام.

 

وعملية التطوير شملت توفير مظلات ومقاعد للزائرين بما يتفق مع الجو العام للمنطقة، بالإضافة لوضع لوحات إرشادية وتعريفية للمكان، وإتاحة الموقع للسياحة الميسرة من ذوى الهمم، كما تم إعداد مطويات باللغتين العربية والإنجليزية بطريقة برايل ، وتوفير نظام تأمين من خلال تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، ونظام حديث للإضاءة لإنارة المنطقة ليلا وإظهار مواطن الجمال بها، بالإضافة لرفع كفاءة الشوارع المؤدية للشجرة.

 

وعملية التطوير الذى قامت بها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة شملت عمل مشروع لمعالجة مشكلة الصرف الصحى بشارع المطراوى ومنطقة شجرة مريم بتكلفة ٧٠ مليون جنيه، وتطوير المظهر الحضارى والهوية البصرية للمكان، ورفع كفاءة المنطقة المحيطة، وطلاء جميع العقارات المطلة على المزار، وإجراء صيانة وترميم ورصف للمنطقة المحيطة بشجرة مريم وشارع المطراوى المؤدى للشجرة، وطلاء واجهات العقارات المحيطة بها وتغيير أعمدة الإنارة، وتوحيد شكل اللافتات أعلى المحال بمنطقة الشجرة.