عصابات أمريكا الجنوبية تسيطر على شوارع الولايات المتحدة

ازمة المهاجرين بالحدود الامريكية
ازمة المهاجرين بالحدود الامريكية

  أعلنت السلطات الفنزويلية إطلاق سراح المزيد من السجناء تطبيقًا لمبادرة إصلاح العدالة الجنائية الخاصة بها، تلقت الولايات المتحدة الامريكية هذا الخبر الصادم لتترجمه الى استقبال المزيد من المجرمين؛ حيث تتوالى مفاجآت ملف الحدود الأمريكية وأزمة المهاجرين غير الشرعيين التي امتدت إلى حد الجرائم شديدة الخطورة داخل امريكا، وتصاعدت الأحداث الاسبوع الماضي حين توالت المزيد من التحذيرات بعد إعلان سلطات فنزويلا اطلاق سراح 100 سجين جديد من المتهمين شديدي الخطورة وتعهدت بالنظر في قضايا السجناء الآخرين ووضعها قيد المراجعة لتحديد من سيطلق سراحه في القريب العاجل.

أشارت وسائل الإعلام الامريكية إلى استعداد امريكا لاستقبال موجة ثانية من أسوأ المجرمين في فنزويلا قريبا عبر الحدود؛ حيث يسارعون بالهرب والهجرة غير الشرعية إلى الأراضي الأمريكية بعد إطلاق سراحهم من سجون بلادهم، وتشير إحصاءات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إلى عبور ما لا يقل عن 335 ألف مواطن فنزويلي إلى الولايات المتحدة في عام 2023، وفي العام السابق عبر 190 ألف فنزويلي مقارنة بـخمسين الف فقط في عام 2021.

عصابات إجرامية

التحذيرات لم تأت من فراغ فالمجرمون الفنزويليين ارتكبوا بالفعل العديد من الجرائم في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخاصة بعد استقبال الموجة الأولى من رجال العصابات الفنزويليين الذين عبروا الحدود وتسللوا إلى المدن الأمريكية عبر ازمة الحدود الأمريكية الاخيرة، وأشهرهم عصابة "نيكولاس مادورو" وأعضاء عصابة "ترين دي أراجوا" شديدة الخطورة والآن، يتم إطلاق سراح المزيد من أفراد العصابات والبلطجية ممن كانوا محتجزين بعد تصريحات "إدجار جافيديا" قاضي محكمة العدل العليا بفنزويلا لوسائل الإعلام قائلا: "قمنا في ولاية ميراندا بعملية تفتيش لمراكز وقائية وسجون، وتم بالفعل إطلاق سراح 100 سجين، ندرس كل حالة على حدة، ونحقق العدالة لأولئك الذين ارتكبوا خطأً في حياتهم في وقت ما وتتم مراجعة القضايا لإطلاق سراح المزيد من السجناء خاصة من سجني ياري وإل روديو".

يحذر محامي الهجرة الشهير رولاندو فاسكيز، من خطورة الامر حيث يتولى قضايا اللجوء والهجرة كما يتمتع بعلاقات عميقة مع المجتمع الفنزويلي قائلا: "هؤلاء قتلة، على الأمريكيين أن يعرفوا ان هؤلاء السجناء قادمون إلى الحدود"، وأكد فاسكيز أن السجون التي اشار لها القاضي الفنزويلي تتمتع بسمعة سيئة للغاية ومنها سجن "ياري" وهو سجن مفتوح يحكمه عصابات كرؤساء للسجن، وكذلك سجن "إل روديو" في ضواحي العاصمة كاراكاس الذي يشتهر بالعنف والفساد ويتلقى المساجين تدريبات عسكرية بجانب اعمال البلطجة والقتل، ويؤكد فاسكيز أن تلك السجون تأوي مجرمين وليس سجناء رأى أو سياسيين، وشهد سجن "إل روديو" واقعة عنف؛ حيث تم اتهام اثنين من حراس إل روديو وجندي بالفساد بعد اندلاع أعمال شغب في المنشأة خلفت 25 قتيلاً بسبب مواجهات بين العصابات للسيطرة على السجن مما تسبب في مواجهات مع حرس السجن استمرت اكثر من شهر. 

مسرح إجرامى

تشير التقارير الأمنية إلى ارتكاز أسوأ رجال العصابات في فنزويلا بشكل غير قانوني في دالاس وشيكاغو وميامي بعد عبور رجال العصابات والميليشيات من فنزويلا الحدود الجنوبية للولايات المتحدة؛ وهو الامر الذي تسبب في فزع السكان حيث تحولت المجمعات السكنية الهادئة إلى مسرح لسباقات الشوارع غير القانونية والاعتداءات وإطلاق النار بالإضافة إلى محاولات الابتزاز ممن يتعرضون للاعتداء عبر قطع إطارات سياراتهم، ويطلقون النار على النوافذ انتقامًا منهم لإبلاغ رجال الشرطة عنهم، وتنتشر مقاطع فيديو تظهر معارك بين رجال مسلحين ونوافذ مكسورة وسائقين متهورين.

ترجح التقارير الأمنية ايضا هرب زعيم عصابة "ترين دي أراجوا" ويدعى هيكتور او "نينيو" حيث انتقل من سجن توكورون الى أمريكا؛ حيث أصدر الإنتربول نشرة حمراء للبحث عنه وتحذر من توجهه إلى الولايات المتحدة، وتلقى جيريرو في عام 2018 حكمًا بالسجن 17 عامًا بعد أن أقر بذنبه في ثلاث جرائم قتل وسرقة وتهريب مخدرات وبعد هربه من السجن دخلت السلطات سجنه؛ لتكتشف وجود ملعب بيسبول وحديقة حيوانات ومسبح وهو ما يكشف مدى سيطرة رجال العصابات على مساحات هائلة من السجون دون سيطرة.

قتل واعتداء

تحمل سجلات الجرائم حوادث وجرائم وقعت بالفعل؛ حيث تم ربط جهات إجرامية من أمريكا الجنوبية بجرائم بارزة في الولايات المتحدة بسبب أزمة الحدود والهجرة، يؤكد قسم الاستخبارات الذي يعمل بشكل وثيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي أن أخطر العصابات ترتكز في ميامي قادمين من فنزويلا، تتحمل عصابة ترين دي أراجوا مسئولية أول عملية قتل لها في الولايات المتحدة، بعد اتهام مجرم بقتل ضابط شرطة فنزويلي متقاعد كان يعيش في فلوريدا، استدرج المتهم الشرطي السابق خوسيه لويس فاليرا، 43 عامًا، من قبل عدة نساء إلى أحد الفنادق في أواخر نوفمبر الماضي، وتم اختطافه في ساحة انتظار السيارات ثم قُتل فيما بعد ووجهت تهمة القتل إلى المتهم يوروين سالازار، 23 عاما، وهو مهاجر فنزويلي تم التعرف عليه على أنه رجل عصابات شديد الخطورة.

وشهدت شمال ميامي في مقاطعة بالم بيتش، واقعة اخرى حيث يشير عمدة المدينة إلى خطورة العصابات الفنزويلية أثناء عقد مؤتمر صحفي حول ثلاثة مهاجرين من جواتيمالا متهمين بالاعتداء على امرأة، وصرح الشريف ريك برادشو قائلا: "لدينا ثلاثة أشخاص غير شرعيين لا يفترض أن يتواجدوا في هذا البلد على الإطلاق، لا يمكن احتواء رجال العصابات وللاسف سينتشرون في جميع أنحاء البلاد، وفي يناير الماضي وقع اعتداء وحشي على اثنين من رجال شرطة نيويورك في تايمز سكوير وتم التعرف على المشتبه بهما، وهما المجرمان كلفين سيرفيتا أروشا وويلسون خواريز، وكلا المتهمين لديهما علاقات مع العصابة سيئة السمعة ترين دي أراجوا الشهيرة.

خلل أمني

يؤكد عملاء حرس الحدود؛ أن المجرمين يتسللون ويصلون إلى الحدود الدولية بين الولايات المتحدة والمكسيك ويعبرون الحدود تحديدًا بين إل باسو بتكساس، وسيوداد خواريز بالمكسيك عن طريق دفع أموال لمهربين مكسيكيين لتجنب اكتشافهم، ويقدم آخرون أنفسهم على أنهم لاجئون يطلبون اللجوء والفرار من بلادهم بالرغم من كونهم رجال عصابات، وكل مهاجر يتم القبض عليه أثناء محاولته التسلل إلى البلاد يخضع لتفتيش أمني بما في ذلك بصمات الأصابع والتحقق من الخلفية الإجرامية، ولكن لا يتم اكتشاف سجلهم الجنائي إلا عندما يتم أخذ بصمات أصابعهم ومطابقتها لبيانات سجلاتهم لمعرفة ما اذا كان لديهم أوامر جنائية معلقة، وكذلك أي شخص لم يعتقل مسبقًا أو يستخدم اسمًا مزيفًا لا يشتبه به إلا اذا ارتكب جريمة جديدة.

علاقات مضطربة

 يتسبب توتر العلاقات الأمريكية الفنزويلية في عدم التعاون الأمني بين البلدين؛ حيث وجهت الحكومة الأمريكية في عام 2020 اتهامات بإرهاب المخدرات والتهريب غير القانوني إلى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الذي تولى الحكم  السلطة منذ عام 2013، ولا تمتلك العديد من دول أمريكا اللاتينية أنظمة فحص دقيقة ولا تشارك السجلات الجنائية مع الولايات المتحدة، ومنها حكومة مادورو، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع أمريكا، وتقترح بروتوكولات حماية المهاجرين التي وضعتها إدارة ترامب في السابق من مسؤولي الهجرة الأمريكيين إعادة بعض المهاجرين إلى المكسيك ولكن الآن لا تزال إجراءات ترحيلهم معلقة بعد إتفاق الرئيس بايدن مع المكسيك على كون البرنامج غير قانوني، لأن المكسيك ليست ملزمة باستقبال مهاجرين غير مواطنيها، ويقترح المسئولون الأمنيون الابقاء على المهاجرين غير الشرعيين في المكسيك أو الاحتفاظ بهم في مركز الاحتجاز الا ان الرئيس بايدن قام بتخفيض ميزانية (هيئة الهجرة والجمارك) وهو الامر الذي ينتهي بتركهم ودمجهم مع المجتمع ليتحول الامر الى جرائم متتالية.

اقرأ  أيضا : فى أمريكا .. ٢٣ مليار دولار أرباح بيزنس الإتجار فى أرواح المراهقين المدمنين


 

;