«ملك» ضحت بحياتها لإنقاذ ابنة عمها الرضيعة من الموت تحت عجلات القطار

ملك
ملك

الغربية:‭ ‬محمد‭ ‬عوف

قصة إنسانية معبرة تتجسد فيها معاني الأمومة في جسد صبية صغيرة، لم تكمل عامها الـ14 لكنها، بكل مشاعر الإنسانية والتضحية أبت أن تواجه مصيرها ومعها ابنة عمها الطفلة الرضيعة التي كانت بصحبتها وقت عبورها، فكانت تحملها متوجهة إلى البر الثاني من شريط السكك الحديدية.

                   الطفلة‭ ‬الرضيعة

بينما كانت تسير الصبية الصغيرة ملك رضا غنيم التي تبلغ من العمر 13 عامآ في المرحلة الإعدادية، بمدينة قطور في طريقها إلى منزل عمها لزيارته والإفطار عنده مع باقي أفراد العائلة، كان القدر لها بالمرصاد ولم يستعمل معها الرأفة خاصة وأنها تحمل ابنة عمها الطفلة الرضيعة والفرحة تغمرها لكنه القدر الذي جعلها لا تنتبه لقدوم القطار من بعيد ولا لصافرة الإنذار فقد أصبحت مغيبة وكأنها لم تر القطار مطلقًا رغم تحذيرات المارة، مهللين إرجعي إرجعي، لكنها مضت في طريقها وفي غضون لحظات شعرت أن قدرها قد حان فلم يكن هناك وقتا للتراجع فلم تجد أمامها سوى أن تلقى بالطفلة الرضيعة من على كتفيها بعيداً عن القضبان حتى لا تواجه نفس المصير، في مشهد رصده شهود العيان وهم يضربون كفًا بكف مرددين «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وما هي إلا لحظات حتى تحولت جثة الصبية إلى أشلاء نتيجة الحادث، بينما تصرخ الطفلة الرضيعة من ألم سقوطها على الأرض دون أن تدري أو تدرك ما حدث من حدث جلل، ويتجمع الأهالي حول الطفلة والجثة وتأتي الشرطة لتحرير محضر بالواقعة .

تلقى اللواء خالد عبد السلام مدير أمن الغربية، إخطارًا من شرطة النجدة  يفيد بورد بلاغ من الاهالي بمصرع فتاة مجهولة الهوية في العقد الثاني من عمرها وإصابة طفلة رضيعة تبلغ من العمر شهور، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارة إسعاف إلى مكان الواقعة ونقلت الجثة الى مشرحة مستشفى قطور العام تحت تصرف النيابة العامة لحين الوصول لأهلها والانتهاء  من إجراءات وتصاريح الدفن ونقلت الطفلة الى مستشفى طنطا الجامعي لتلقي العلاج اللازم لخطورة حالتها الصحية، وتحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وتبين من التحريات أن الجثة لصبية تدعى ملك رضا غنيم في العقد الثاني من عمرها، وتقيم بقرية «سماتاي» التابعة لمركز ومدينة قطور و أنها كانت تحمل الطفلة هاجر حسام أنور سليمان تبلغ من العمر سنة وكانت في طريقها إلى منزل عمها بقطور لتناول الإفطار مع العائلة وأثناء عبورها شريط السكك الحديدية من مكان غير مخصص لعبور المشاة فوجئت بالقطار الذي أطاح بها وبعد أيام من الواقعة لفظت الطفلة الرضيعة هاجر حسام أنفاسها هي الأخرى لتلحق بابنة عمها ملك وكأنها أبت أن تتركها بمفردها.

اقرأ  أيضا : في قضية ملاك الأقصر.. ضحية زوجة خاله| ننشر نص اعترافات «أميرة» بعد الحكم بإعدامها

 

 

;